الشخصية الجذابة ( 3 )
نعود لنستكمل معا قواعد الشخصية الجذابة ..
1- أخطأت هذه المرة (حز29 : 7 ): كيف تطفئ نار الجدال فى الحال ؟
كيف تصرف الغضب المستعر فى حوار يدور بين أطراف متصارعة ؟
إنها كلمة واحدة " أنا أسف " ، " أنا أخطأت " ، " لم أكن أقصد " ،" يبدو أنى تسرعت " ، " حقك علىٌ "...إلى أخر هذا من كلمات الود والحب واللطف والأعتراف بالخطأ .
إذا القاعدة الذهبية " إذا كنت مخطئا فسلم بخطئك بدلا من يجبروك الأخرون أو يجبرك الظروف على ذلك ، وعندئذ تفقد كرامتك وأحترامك وسوف تعتذر عندئذ صاغرا مغلوبا !! " .
2- أسمح الأن ( مت 3 : 15 ): عندما تحدث السيد المسيح ، الله الخالق ، إلى يوحنا " المخلوق" أستخدم أرق الألفاظ و أبدعها " أسمح الأن " ( مت 3 : 15 ) .. قارن هذا الادب بمعجم الألفاظ القاسية التى نستخدمها كل يوم من الألفاظ الفظة الخشنة والكلمات النابية الجارحة !! بل أسمع السيد وهو يستخدم لفظ الجمع " يليق بنا أن نكمل كل بر "(مت 3 : 15 )
كم رائعة هذه الكلمة " يليق بنا " : أدب وحكمة وفهم !!
" دعنا نتبادل الرأى " عبارة جميلة تأتى لك بالعجائب " قد أكون محقا وقد أكون مخطئا ، فلماذا لا نتبادل الرأى ؟ عندما تبدأ حديثك بمثل هذا اللين ، لن يقدر سامعك أن يهاجمك أو يمطر عليك غضبه وعنفه !! أما أذا بدأت بالهجوم والنقد والحنق فماذا تنتظر؟
3- لحم من لحمى ( تك 2 : 24 ) : هناك عبارة ذهبية تأتى لك بالنتائج الباهرة : " أنا أشعر بك " " لو كنت مكانك لشعرت بنفس الشعور " .. والفن هنا ، ليس فى مجرد ترديد هذه العبارة إنما فى أن تضع نفسك فعلا مكان الأخرين .. قل لنفسك – مخلصا – " ترى كيف أحس وكيف أتصرف لو أننى كنت فى مكانه ؟ " وسوف ترى أنك وفرت على نفسك وقتا طويلا وعناء شديدا فضلا عن انك ستكتسب خبرة ممتازة بفن التعامل مع الناس .
ودعنى أسألك سؤالا أطرحه دائما على قاعة الدرس فى محاضرات " الشخصية الجذابة " : ماهو وجه المقارنة بين الدود والفراولة ؟!
وعادة ما تضج القاعة بالضحك أما الاجابة فهى بسيطة : الدود يجذب السمك ، لذلك يضعه الصياد فى سنارته .. اما الفراولة فهى تعجب سيدة المنزل لذلك تضعها على وجه الحلويات لتزينها ..
فإذا حدث ان فعل أحد العكس ، فسوف تكون أقل تهمة للأثنين هى الجنون والغباء والحماقة مع سبق الأصرار والترصد!!
هل وعيت هذا الدرس البسيط والهام؟ المنطق فى التعامل مع الناس هو أن تقدم لهم مايحبون فعلا لا ماتحب أنت..
أى أن تلائم دائما بين ما تضعه فى السنارة وبين مايرغب فيه السمك !! إذن فالطريق المؤدية إلى التأثير فى " الأخر " هى أن تحدثه فيما يحبه هو يرغب فيه .
4- توقع الأفضل : إن شئت أن تغير طباع الناس ، توسم فيهم الود والكرم والاخلاق وعاملهم على هذا الأساس .. فسوف يسعى الجميع إلى أثبات وجهة نظرك الصائبة فى حسن صفاتهم وعظيم شمائلهم وجميل طباعهم !!
عندما تضع إنسانا فى مرتبة عالية أجتماعية أو أخلاقية أنت تعطيه تقديرا ساميا يأسر قلبه فى الحال !! إنك بذلك تمنحه أعتبارك كبيرا وترفع من شأنه فى الوقت الذى حرمه فيه المجتمع والناس من قيمته بل ربما اهالوا عليه الإهانات واجزلوا له الإهمال وعدم الاهتمام .. فى هذا الوقت تأتى أنت حاملا تقديرا لشخصه لتضعه بين شرفاء الناس وتمنحه الإكرام والأعتبار .. أفلا تظن انه يصبح أسيرا لتقديرك وأهتمامك وكرمك الجزيل ؟
" هجوم الحب " : للحب طاقة أقتحام تدخل لأعماق النفس لتخرج أفضل ما فيها .. فإذا أردت أن تريح الناس عاملهم على أنهم كرماء ، أسخياء ، محبين ، فسوف يتحولون إلى هذه الصورة بعينها رغبة منهم فى أن يكونوا على أحسن صورة أمامك !!
وبهذا نكون قد انتهينا من قواعد وأرشادات لكى تكون شخصية جذابة ..
من نبذات الشخصية الجذابة للدكتور / مجدى أسحق