نستكمل معا قواعد الشخصية الجذابة .....
1- أعظم أسمك ( تك 12 : 2) : اغلى شئ عند الأنسان هو أسمه ...
فلقد حرص الله فى كل مجده ان يتنازل لينادى كل أولاده
فى الكتاب المقدس بأسمائهم، فنراه ينادى إبراهيم بأسمه
(تك 15 : 1 )
ويعقوب ( تك 28 : 13 ) . بل فعل الله ماهو أروع من مجرد ترديد الأسم .. لقد أطلق أسماء خاصة على اولاده إمعانا فى تكريمهم ورفع شانهم وإشعارهم بالأهمية ، فيسمى إبرام لإبراهيم وساراى لسارة .
بل وهناك ما أروع من هذا وذاك ففى قصة داود ، عندما أنجب أبنه الثانى من بتشبع " سليمان " يقول الكتاب المقدس ان الله أحبه ، فأرسل إليه ناثان النبى ليدعوه بأسم ثانى يديديا أى " محبوب الله " ... هذا ما نسميه أسم التدليل ...
هذا درس هام من دروس الشخصية الجذابة : الأهتمام بأسماء الناس وحفظها وترديدها دلالة على التودد والحب والإخلاص والاهتمام .
2- انصتوا وأسمعوا قولى ( أش 28 : 23 ) : ان الأنسان يتوق ان يجد من يفتح له أذنيه فيعطيه الفرصة لكى يفتح قلبه ويفضى إليه بمشاعره الدفينة وينفس عن أفكاره العميقة فيشعر معه بأهميته وقيمته ..
يحدث نوع عميق من التفاعل بين المتحدث والمستمع نسميه " التفاعل الوجدانى " حيث يشعر المستمع بذات الأخر بقوة وكأنه يفقد هويته مؤقتا .. وفى هذه العمليه العميقة يحدث الفهم والتأثير القوى بين الناس .. وهذا التفاعل هو أصل الشفاء الداخلى الذى نقدمه كأطباء فى عملية الإرشاد النفسى ..
هل تعرف أول قاعدة فى الحديث الجذاب ؟ ليس ان تتكلم ، بل أن تستمع مخلصا وصادقا لمن حولك !!
3- الكلمة الطيبة : هناك قلوب كسرها الفشل ، وحطمها النقد ، وهدمتها الكلمات الجارجة .. لهذه النفوس المكسورة جاء السيد المسيح ليشفيها .. جاء ليعصب منكسرى القلوب ( أش 61 : 1 ) .
أيها الصديق ، الأب ، الأخ ، الخادم ،،
أنت يد الله التى يمدها ويستخدمها ليشفى جراح النفس المهانة . انت صوت الله المشجع للعالم ، تعطيه الرجاء وتفيض عليه بالأمل والفرح والرجاء .
لماذا لا نبدأ بأستخدام كلمات رقيقة كهذه "أسف لأزعاجك " أو " هل تسمح " أو " ما أجمل هذا الأمر " مثل هذه الكلمات تفعل فعل السحر فى النفوس . أليس هكذا خاطب المسيح المعمدان " أسمح الأن " (مت 3 : 15) وكلم السامرية " حسنا قلت ..هذا قلت بالصدق" ( يو 4 : 17 ، 18 ) . كلمات كلها رقة وعذوبة وتشجيع ، جعلت كل من تعامل مع المسيح يحبه ويحترمه ويبادله الرقة بالرقة والأدب بالأدب.
4- صانع السلام ( مت 5 : 9 ) : عندما تدخل فى جدال حاد مع احد مناظريك ، تأكد منذ اللحظة الأولى أنك خاسر ، حتى لو حويت فى عقلك أدب " شكسبير" وبراعة " تشارلز ديكنز " وحجة " أرسطو " وذكاء " أينشتين " !!
المعنى أن المخاصم والمجادل منفر لا يحبه أحد ، ولا يقبل عليه أنسان فهو يحول المكان إلى جحيم وهنا يكون الفرار والهروب هو الحل الوحيد للبعد عن الجو المسمم الذى يخلقه صاحب النزاع والخصام !!
إليك هذه القاعدة الهامة : تجنب الزوايا الحادة .. تجنب الهجوم والجدال والتجريح .. وأعلم ان الخصام يزيد الغضب ويخسر المعارك ويحطم العلاقات .. نعم .. طوبى لصانعى السلام
( مت 5 : 9 )
وسوف نستكمل باقى القواعد الهامة للشخصية الجذابة فى المقال القادم .. أنتظرونا ،،،،
من نبذات الشخصية الجذابة للدكتور / مجدى أسحق
