أنتم تحصلون على أموال من أمريكا ومجلس الكنائس العالمي لبناء كنائسكم وإقامة مشروعاتكم
المجتمع: أنتم تحصلون على أموال من أمريكا ومجلس الكنائس العالمي لبناء كنائسكم وإقامة مشروعاتكم.
المسيحي:
أولًا: ليكن في علمك أنه ليست هناك علاقة إطلاقًا بين الكنيسة وبين أمريكا ولا بين الكنيسة وبين الهيئات الأمريكية أو الدولية لأن هذه العلاقات تكون مع الدولة وحدها.
ثانيًا: إن أمريكا والهيئات الأمريكية والدولية تصب جميع معوناتها في الدولة ومؤسساتها وبِاسم الدولة.
ثالثًا: لم نسمع من قبل أن أمريكا أو مثل هذه الهيئات ساعدت طوائف دينية معينة في أي دولة.
رابعًا: نحن المسيحيين لا نشكل كيانًا مستقلًا في مجتمعنا وفي بلدنا لكي تتعامل معنا أمريكا رأسًا. فنحن لسنا تيمور الشرقية مقابل تيمور الغربية ولا جنوب السودان مقابل شمال السودان ولا القطاع اليوناني مقابل القطاع التركي في قبرص.
نحن هنا في مجتمعنا موجودون في كل بيت وفي كل حارة وفي كل عطفة وفي كل شارع وفي كل قرية وفي كل شبر على أرض الكنانة. نحن بنية أساسية في مجتمعنا وجذور شجرتنا على أرضه تمتد إلى أعماق سحيقة في القدم وكلما شذبت أو قُلِّمت أغصانها كلما نمت وأينعت وأثمرت أكثر. نحن محمد وجرجس وأحمد وميخائيل نعمل على ماكينة واحدة ومكتبي بجوار مكتبك ونركب في مواصلة واحدة ونأكل كثيرًا على مائدة واحدة ونمشى يدي في يدك في طريق واحدة، نبكى معًا في أحزاننا ونضحك ونتهلل معًا في أفراحنا. ونجلس على مقعد واحد في مدارسنا وجامعاتنا. ونلتئم فريقًا واحدًا في ملاعبنا.
فإن كنا نحن هكذا واحدًا، فلا مجال لدولةٍ ما أن تفصلنا عن مجتمعنا لكي تتبنانا أو تمول مشروعاتنا مفضلة إيانا أو مميزة لنا عن مجتمعنا الذي نحيا فيه،أما بناء كنائسنا وإقامة مشروعاتنا فهي من عطايا أبناء الكنيسة أنفسهم وهى عطايا قليلة ولكن بالبركة هي كثيرة جدًا. أما سر البركة فهو أولًا: مباركة الله فيها لأنه إله البركة الذي أشبع من خمسة أرغفة وسمكتين خمسة آلاف نفس ماعدا النساء والأطفال. وإذ وعدنا بأن بركته تغنى ولا يزيد معها تعب. فنحن به أغنى من أن نمد أيدينا إلى أحد أو نلتمس عطية من أحد. ثانيًا: أمانة الذين يتولون أمر هذه العطايا. لأن الله يبارك للأمناء.
أما عن مصدر سؤالك فهو من صنع الذين يزرعون الفتنة بيننا لأنهم يريدون أن يُأمريكونا ويزرعوا في نفوس الجهلاء أننا غرباء عن مجتمعنا، وهؤلاء هم أصحاب الأطماع الخاصة الذين يظنون أن التفرقة هي وسيلتهم لتحقيق أطماعهم. ويسهرون على التخطيط لاستعباد الناس وإذلالهم. وهمهم كله في ما يمكن أن يملكوه ونسوا أن الله سيرث الأرض ومن عليها. "لأن للرب الأرض وملؤها. المسكونة وكل الساكنين فيها" (مز23: 1).