تقدم الكنيسةالبخور أثناء العبادة الجمهورية امتثالا لأوامر صريحة في الكتاب المقدس نأتي علي بعضها: *للبخور قيمة عملية في الصلاة لذلك أمر الرب موسى أن يقدم في العبادة اليومية بخورًا طيبًا يحرقه على مذبح من ذهب في مجمرة من ذهب " تصنع مذبحًا لإيقاد البخور. * *لذلك صارت رائحة البخور دائمًا مقترنة بوجود الله توحي إلى الإنسان بحلوله. فبمجرد أن تفوح رائحة البخور تبتهج النفس وتتهلل الحواس الداخلية إيذانًا للشعور بالوجود في حضرة الله. وكأنما رائحة البخور الذكية هي رائحة الرب كما يقول سفر نشيد الإنشاد "ما دام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته" (12: 1).
لذلك حينما يستنشق الإنسان رائحة البخور تمتد النفس في تأملها بحواسها الداخلية نحو الله لتنعم برائحة صفاء الأبدية.
هكذا الله بتحننه لم يحرم إنسان من استخدام حواسه الظاهرة في الامتداد بها لسبق تذوق أنعام الخلود.
وإن كانت العين الساذجة لا ترى في البخور إلا مجرد دخان طيب الرائحة تختفي حلقاته في الهواء إلا إن عين النفس المكشوفة التي وهبت روح التأمل تراه صاعدًا حتى السماء محملًا بصلوات القديسين ترفعه أيدي جماهير من الملائكة المقدسين بتهليل وتسبيح "جاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب وأعطى بخورا كثيرا لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على المذبح الذي أمام العرش فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله" (رؤ 8: 3، 4).