دور الإنسان في الخلاص
النعمة الإلهية هي مركز اللاهوت الإسكندري، إذ أحبنا الله أولًا (1 يو 4: 19)، وسبق فعرفنا (رو8: 29)، واختارنا، وعيننا، ودعانا، وبررنا، ومجدنا.. لقد أراد خلاصنًا وقرره وقام به، لكننا لن ننعم بهذا الخلاص المجاني التزامًا بغير إرادتنا. الله يريد أن الكل يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون (1 تي 12: 4). إذ لا يشاء موت الخاطي قبل أن يرجع ويحيا (مز 33: 11). مقدمًا ابنه كفارة عن العالم كله (1 يو 2:2). ومع هذا فإن الله يتركنا نختار الطريق (تث 30: 15، 19)، معلنين هذا الاختيار بالإيمان العملي.. وكأن الأعمال الصالحة التي هي بفضل النعمة الإلهية ضرورية ولازمة.
يقدم لنا قداسة البابا شنودة الثالث في كتابه: "الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي" براهين كثيرة علي أهمية الأعمال الصالحة ودورها في خلاصنا، نذكر منها:
1- الأعمال الشريرة تؤدي إلي الهلاك الأبدي (غلا 5: 10-21؛ أف 5: 5، 6).
2- ستكون الدينونة حسب أعمالنا (مت 16: 27؛ يو 5: 28، 29).
3- الأعمال هي ثمار الإيمان الحق (لو 3: 8، يع 2: 14).
4- الأعمال شهادة عن وجود الإيمان (يع 2: 18، مت 7: 16، 17).
5- بالأعمال نشهد أننا أولاد الله (1 يو 2: 29؛ 3: 9، 10).
6- الأعمال تجعل الإيمان كاملًا (يع 2: 22؛ 1: 27).
هنا يلزمنا أن نميز بين أنواع كثيرة من الأعمال المذكورة في الكتاب المقدس: 1- أعمال البر الذاتي، حيث يتكل الإنسان علي ذراعيه.. وهي أعمال محطمة للخلاص.
2- أعمال الناموس الحرفية مثل الختان وحفظ السبت بطريقة جامدة.. إن استخدمت حرفيًا تعوق الحياة الروحية.
3- أعمال صالحة هي ثمن الإيمان، فيها يتكئ المؤمن علي صدر الرب، ويطلب عمل نعمته الإلهية تحت قيادة الروح القدس؛ هذه أعمال لازمة وضرورية لخلاصنا.