رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فبادَرهم يسوعُ بِقَولِه: ((ثِقوا. أَنا هو، لا تَخافوا!)) تشير عبارة "بادَرهم بقوله" في الأصل اليوناني εὐθὺς δὲ ἐλάλησεν (معناها تكلم "لوقته") الى السرعة في العمل. وهي تدل على أنّ الخلاص يحدث فور صراخ الإنسان إلى الربّ؛ سمع التلاميذ صوت الرب المعهود فاطمأنوا. أمَّا عبارة "ثِقوا" في الأصل اليوناني Θαρσεῖτε(معناها تشجّعوا) فتشير الى حاجة التلاميذ في مواجهتهم مخاطر الحياة الى ملاذ يحتمون فيها لكيلا يشلهم القلق ولكي يثبتوا رغم التجارب فلا يفقدوا الأمل. امَّا عبارة "أنا هو" فتشير الى كشف يسوع عن ذاته في وقت الشدة كي يعزّي التلاميذ ويطمئنهم انه موجود. يربط التلاميذ المشي على الماء مع الكلمة التي يقولها يسوع "أنا هو!"، وهي تكشف عن حقيقة هذا الرجل. وتذكرنا هذه الكلمة بما أوحاه الله لموسى النبي عند العليقة "أَنا هو مَن هو" (خروج 3: 14). يُعرِّف يسوع نفسه "أنا هو" وباستعمال اللقب الإلهي الوارد في سفر الخروج يلقي ضوءً على منزلة يسوع الإلهية، وهذا اللقب يدل على لاهوت المسيح (يوحنا 8: 28)، خاصة في ضوء القيامة: "أنا هو، انا الرب"، كما ورد في انجيل يوحنا (8: 58). أمَّا مرقس فقد رأى في هذه العبارة تجلي كيان يسوع الذي هو الله (مرقس 6: 50). أمَّا عبارة "لا تَخافوا" فتشير الى دعوة يسوع الى الثقة التي هي نتيجة حضوره في وسط الاخطار التي يمثلها البحر. |
|