كيف اتخذ داود الملك وسليمان الحكيم رجلا الله الكثير من الزوجات لإشباع شهواتهما؟
إذا ما تأملنا أسلوب حياة داود النبي ندرك انه لم يتخذ الزوجات لإشباع شهواته، وإنما ربما يتزايد شعب الله ويتكاثر في ذلك الحين. هكذا أيضًا بالنسبة لأبينا إبراهيم أب الآباء.
اجتاز داود النبي أوقات عصيبة، ومع ذلك محتفظًا بسلامه الداخلي، ولم يفقد شجاعته. كذلك لا نغفل مشاعر الحب الرقيقة التي أظهرها داود النبي نحو أعدائه... فلو كان داود رجل ملذات لهجر شعبه بل وهجر الله في وقت آلامه المرة واضطهاده. لكننا نجده على نقيض ذلك، فبالرغم من أن حياته كانت سلسلة لا تنقطع من الآلام لم يكف عن تمجيد الله والترنم بالمزامير، يظهر ذلك عندما اضطهده ابنه أبشالوم
أو أخيتوفل
مشيره أو حتى شعبه، فقد سجل لنا الكثير من المزامير في مثل هذه المناسبات بابتهاج. حقًا غالبًا ما يبدأ المزمور بنغمة الحزن المرّ أو العتاب، لكنه يختمه بتقديم الشكر لله مخلصه. هذا يكشف عن حياة بعيدة عن الشهوات الأرضية.
لسنا نتجاهل سقوطه مع امرأة أوريا الحثي، لكن من الظلم أن نتهمه بأنه رجل ملذات بسبب هذه السقطة التي تاب عنها بدموع لا تجف. لو كان داود رجل ملذات فلماذا لم يصارع لينتزع العرش؟ فقد وُجدت أمامه الفرصة لتحقيق ذلك ولم يستغلها،كان هدفه الأول في حياته أن يتمتع بعمل الله.
أما عن سليمان، فقد كانت له خبرة سيئة. يروى لنا الكتاب المقدس انه اتخذ زوجات كثيرات غريبات الجنس، أخذهن من أجل المتعة، وقد دفع الثمن غاليًا كما يخبرنا سفر الجامعة. حمل ثمرة الخطية، لكنه تاب. وقد سجل لنا خبرته في الشر، كما قدم لنا نفسه مثالًا طيبًا للتوبة.
إذا ما تطلعنا إلى إنسان طاهر مثل يوسف، يمكننا أن ندرك ما للطهارة من أثر على حياته، بل كيف تركت بصماتها على تاريخ الخلاص كله.