المسيح كان يتقوّى بالروح وهو نفسه القوي ومُعطي القوة
وكان الرب يسوع المسيح يتقوّي بالروح وهو نفسه القوي ومُعطي القوة:
كان يتقوَّي بالروح كإنسان وذلك علي الرغم من أنَّه هو نفسه بلاهوته القوي، كلِّي القدرة، فهو خالق الكون ومدبره " كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ" (يو1/3)، وهو الذي يُعطي القوَّة للجميع:
" فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ" (2كو12/9) .
"وَأَنَا أَشْكُرُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا الَّذِي قَوَّانِي" (1 تي 1/12).
الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ. .. الَّذِي لأَجْلِهِ اتْعَبُ ايْضًا مُجَاهِدًا، بِحَسَبِ عَمَلِهِ الَّذِي يَعْمَلُ فِيَّ بِقُوَّةٍ" (كو 1/27 و29) .
أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي." (فى4/13).
وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ" (2تى4/17) .
فالرب يسوع هو الذى يعمل الأنبياء والرسل بقوته، يعمل فيهم وبهم "لأَنِّي لاَ أَجْسُرُ أَنْ أَتَكَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا لَمْ يَفْعَلْهُ الْمَسِيحُ بِوَاسِطَتِي" (رو 15/18) .
كان في إمكانه أنْ يُظهر علمه الكلِّيّ ومعرفته الكلّيّة وقدرته الكلّيّة ونعمته الغنيّة من بداية ظهوره علي الأرض وفي كل الأوقات والمناسبات ولكنَّه حجب هذه المعرفة وهذا العلم وهذه القوَّة وهذه النعمة بسبب تجسُّده، إتّخاذه الجسد الذي حلَّ فيه وإتحد به، واشترك به في ضعف البشريّة وعجزها فقد كان " مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ." (عب4/15)، ومن ثمَّ فقد شاءت إرادته الإلهيّة أنْ يُظهر علمه ومعرفته وقوّته ونعمته للناس تدريجيًا، بطريقةٍ متدرجةٍ ومتطورةٍ ومتفقةٍ مع نموّه الجسديّ.