رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التفكير في الرهبنة يجب أن يكون بإرشاد ومشورة ونقول أن التفكير في الرهبنة يلزم أن يكون بإرشاد ومشورة أب الاعتراف فإذا كان قد تسرع فيما يسمى بالنذر وهو في سن صغير، فيمكن مناقشة أب الاعتراف في ذلك، وسيحا لله إذا رأى أن وسيلة أخرى غير الرهبنة سوف تناسبه. وفى تعليق عام على ما ورد من أسباب غير مقبولة للرهبنة نقول: إن كل الدوافع السابق ذكرها لا تصلح لأن تكون دافعا للرهبنة، وإذا تولد الفكر نتيجة مثل هذة الظروف أو هذة الخواطر، فلا يصح أن يقال أن طريق الرهبنة مناسب، أو أن الله هو الذي ساق هذا الفكر إلى قلوب أولئك الشبان كما نود أن نلفت ذهن القارئ إلى أمر هام.. وهو أن كل الذين تركوا الحياة الرهبانية وعادوا ادراجهم إلى العالم، بعد أن قضوا سنوات طويلة في الرهبنة – دخلوا الدير بدوافع مثل السابق ذكرها وربما لم يكونوا صرحاء مع اباء اعترافهم أو الاباء في الدير، أو أن الامر اختلط عليهم، ولم يطلبوا مشورة الله في تسليم مع صلاة حارة مستمرة. نعم.. انهم لم يدخلوا الدير صاغرين مرغمين، ولكنهم أخطأوا الطريق لأن قرارهم كان مبنيا على المعايير والموازين الموجودة لديهم فقط، وقد تركوا الرهبنة ساخطين ناقمين. ويقول القديس باسيليوس في قوانينه – مجيبا على سؤال وجه إليه بخصوص قبول المبتدئين في الرهبنة واختيارهم – قال: ".. لذلك ينبغى لنا عند تقدمهم إلينا أن نستقصى بثبات عن سيرتهم الاولى، وأما الذين أقبلوا إلينا راجعين عن سيرة رديئة (خبيثة) وعادات مخلة، فينبغى أن يفحصوا زمانا لئلا يكونوا غير ثابتين ومنقلبين إلى اللذة، لأن هؤلاء قريبوا الانقلاب وبانقلابهم ليس أنهم لا يستفيدون فحسب، بل وبصيرون سببا لخسارة كثيرين. إذ يطرحون على سيرتنا هوانا مملوءا كذبا..". |
|