رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب مفتدين الوقت - الأنبا مكاريوس مفتدين الوقت - مقدمة "انظروا كيف تسلكون بتدقيق مفتدين الوقت، لأن الأيام شريرة " (أفسس 5: 15 ،16) يتحدث القديس بولس إلى الكنيسة التي في أفسس منذرًا إياهم - بمحبته الأبوية المعتادة - أن يتيقظوا وينتبهوا فإن الأيام تمر مسرعة، وعليهم من ثمّ أن يهتموا بأبديتهم، وقد لفت انتباههم إلى عدة نقاط: أ- اليقظة خلال مسيرتنا (البصيرة الروحية). ب- السلوك بحكمة (اختيار الطريق والمسيرة الروحية) ج- التدقيق (الأمانة للطريق وحياة الالتزام). د- افتداء الوقت (أي استثماره والمتاجرة به حسنًا). هـ- كيف أن الأيام شريرة (مما يستلزم منا مزيدا من الحرص والاحتياط). |
01 - 04 - 2014, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مفتدين الوقت - الأنبا مكاريوس
اليقظة تساءلت ذات مرة،عن السبب في أن الخراف تتوه بسهولة وتفقد طريقها وراعيها، بينما لا تتوه القطط ولا تفقد هدفها، وعرفت بعد قليل من الجهد أن الخروف يتنقّل بين كومة عشب وأخرى دون أن يرفع رأسه، ليفاجأ بعد قليل أنه َبعُدَ عن القطيع وضلّ طريقه، في حين أن القطة بين دقائق وأخرى ترفع رأسها عن الطعام لتمسح الموقع كله بنظرة سريعة شاملة، ومن ثمّ تواصل تناول طعامها دون أن تفقد هدفها. إنها بذلك تربط النقطة التي تقف فيها بالموقع العام! هكذا يحتاج المجاهد بين وقت وآخر أن يقف مع نفسه ليطمئن على سلامة مسيرته، لئلا يكتشف بعد فوات الأوان أنه انحرف كثيرًا عن الطريق وبالتالي الهدف، عندئذ إمّا أنه سيُحبط ويتمادى في ذلك، وإما سيحتاج –إذا تجدد فيه الرجاء– إلى بذل جهد كبير في سبيل تصحيح مسيرته. يحتاج الإنسان أن يبحث عن نقطة ثابتة خارج دائرته، نقطة ارتكاز، يرتكز عليها ليلقى نظرة شاملة، يقيّم فيها حالته ويحدد موقعه وموقفه من الله. فمن المعروف أنه بقدر ما يبعد الإنسان عن الله يصير الله بعيدًا عنه! |
||||
01 - 04 - 2014, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مفتدين الوقت - الأنبا مكاريوس
بين النظرة البسيطة العابرة والنظرة الثابتة الفاحصة |
||||
01 - 04 - 2014, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مفتدين الوقت - الأنبا مكاريوس
النظرة البعيدة (بُعد النظر) |
||||
01 - 04 - 2014, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مفتدين الوقت - الأنبا مكاريوس
الاسترشاد إذا لم تستطع أن تبصر أنت جيدًا وتميز بين الأمور المتخالفة كما يقول القديس بولس (رومية 18:3، فيلبي 10:1)، فيمكنك الاستعانة بالمرشد الروحي، تُسلِّم نفسك له.. ترى بعينيه هو، كمن يستعين بنظارة أو بتليسكوب للحصول على رؤية أفضل، ففي كثير من الأحيان يبدو الأمر على غير حقيقته " توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت"(أم14: 12)، فإن المُدبر الحكيم يرى ما قد لا يراه تلميذه. والحقيقة أن الإرشاد والتوجيه سيبقى مجرد كلام، ما لم تسنده الإرادة الواعية للإنسان، وعزمه على ضرورة وحتمية التغيير. |
||||
01 - 04 - 2014, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مفتدين الوقت - الأنبا مكاريوس
النظر الجيِّد وإصابة الهدف |
||||
01 - 04 - 2014, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مفتدين الوقت - الأنبا مكاريوس
العين المختونة (العين المقدسة) كان الختان رمزًا للحياة الجديدة بالمعمودية، ولفت الله أنظار الشعب في القديم، إلى أن الختان الحقيقي الذي يطلب أن يصلوا إليه هو ختان القلب والفكر والحواس "ويختن الرب إلهك قلبك وقلب نسلك لكى تحب الرب إلهك..."(تث30: 6). وإلى ذلك يشير القديس بولس قائلًا: "ختان القلب بالروح... هو الختان الذى مدحه ليس من الناس بل من الله "(رو29:2). إذن فالختان الروحى هو تقديس الأعضاء وجعلها مقدسة لله، فالقلب المختون مخصص للمسيح، والأذن المختونة هى التي تسمع وتُطيع، واليد المختونة هى التي تمتد لفعل الخير، والِرجل المختونة هى الساعية في البر، وأما العين المختونة فهى التي ترى جيدًا وصار لها الإستنارة ... تنظر الحق وتتحقق منه. وعندما يقول القديس بولس في بداية الآية: "انظروا ... كيف تسلكون" فهو يقصد انتبهوا وراقبوا وتمعّنوا وقرروا كيف تسلكون بتدقيق، فالله قدَّم الفداء للبشرية، وسفك دمه الثمين عنا. ولكن الخلاص- خلاص الإنسان- عمل مشترك بين الله والناس، بدأه الله وبادر وجاء يطلب ويخلص ما قد هلك، ولكن الأمر متوقف على قبول الإنسان، يقول القديس أغسطينوس:"إن الله الذى خلقك بدونك لا يريد أن يخلصك بدون إراداتك" ويقول الرب على لسان اشعياء النبى: "التفتوا إلىّ واخلصوا"(اش22:45). علينا الآن أن نلتفت إلى الله بأنظارنا وقلوبنا وننظر كيف نسلك بتدقيق. |
||||
01 - 04 - 2014, 05:34 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مفتدين الوقت - الأنبا مكاريوس
السلوك تحدثنا عن النظر مسبقًا إلى الطريق التي سوف نسلكها، والدروب التي سننتهجها في حياتنا، وأشرنا إلى أن المقصود باللفظة (انظروا) ليس مجرد النظر وإنما التمعّن، أي ليس بنظرة بسيطة عابرة، وإنما بنظرة ثاقبة فاحصة، والآن نتحدث عن السلوك وكيفيته. لمن كتب القديس بولس: كتب معلمنا بولس رسالته إلى أهل أفسس، ومنها نقتبس الآية التي اتخذناها محورًا لكتابنا، وكان يوجه كلماته المملحة بالروح القدس إلى أناس عاشوا لزمن طويل بعيدًا عن نور الإنجيل، وتردّوا في ظلمة الخطية ومختلف دروب الضياع، فلقد أولعت المدينة بعبادة الإلهة أرطاميس (ديانا) وكان معبدها هناك من عجائب الدنيا السبع، إذ كان تحفة نادرة، اجتذبت العبادة فيه الملايين من الوثنيين كل عام، ولذلك راجت تجارة التماثيل هناك (أعمال 19: 21-40) هناك أيضًا تفاقمت الشرور والإنحرافات بسبب الرفاهية التي كان الناس يحيون فيها، كما كانت المدينة ملاذًا للصوص والمجرمين، يقطنون قرية بالقرب من ذلك المعبد.. وينذرهم القديس بولس قائلًا: "لأنكم كنتم قبلًا ظلمة، وأما الآن فنور في الرب اسلكوا كأولاد نور" (أف 5 : 8). |
||||
01 - 04 - 2014, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مفتدين الوقت - الأنبا مكاريوس
اختيار الطريق |
||||
01 - 04 - 2014, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب مفتدين الوقت - الأنبا مكاريوس
السلوك بيقظة مثل قائد سفينة يسير بها وسط الصخور والألغام، يساعده في ذلك أجهزته الدقيقة، وخبرته وحساسيته الملاحية، أو مثل رجل يسير في بقعة مليئة بالأشواك، عليه التسلح بالحذر، وليس عند مواضع الخطر فحسب وإنما عند الأماكن التي لا يتوقع فيها الخطر، فإن الشيطان ماكر ومخادع... كما أن الأمر أيضًا يحتاج إلى مسح المنطقة كلها بين آن وآخر للإطمئنان على سلامة المسيرة فالإنحراف اليسير يُفضى مع الوقت إلى نتائج وخيمة، ويبرز هنا دور المرشد الروحي، حيث كثيرًا ما ينجو الجندي في المعركة من الموت بفضل طاعته للقائد الذي يرى الموقف كاملًا عن بعد. إن الحياة قصة مسيرة، إما قصة عطاء وإبداع، وفرح متدفق على طول الطريق، وإما متاهة كبرى، البعض يسلك الطريق الضيق فيحقق مسيرة أسرع، بينما يختار البعض الآخر الطرق الواسعة السهلة فيتوهون في جنباتها.. "ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه" (مت7 : 14) |
||||
|