![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
( 2 ) المعمودية و الولادة وكلام الله "وأرش عليكم ماء طاهرا "؟ (ب) وإذا كان ذلك كذلك، فما المراد بكلمة "الماء" في قول المسيح لنيقوديموس "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح "، وفي قوله قديماً "وأرش عليكم ماء طاهرا "؟ الجواب: بالرجوع إلى (يعقوب 1: 18) و(1بطرس 1: 23) و(1كورنثوس 4: 15)، يتضح لنا أن الولادة من الله تكون بواسطة "كلمة الله" فمكتوب عن الله "شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه" ومكتوب عن المؤمنين أنهم "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد" وأن الرسول ولد المؤمنين في كورنثوس بالإنجيل، أو بالحري "بكلمة الله". وبالرجوع إلى (يوحنا 3: 6)، يتضح لنا أن الولادة من الله تكون أيضاً بواسطة "روح الله" فمكتوب "المولود من الروح هو روح". ومن هاتين المجموعتين من الآيات، يتضح لنا أن الولادة من الله تكون بواسطة كلمة الله وروح الله معاً. أو بالحري بواسطة مرافقة الروح القدس لكلمة الله في التأثير على نفوس الذين يقبلونها، تأثيرا يخلقها خلقاً جديداً، فيتحقق القول "هو ذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً" (2كورنثوس 5: 17). وبما أن الآية التي نحن بصددها تعلن أن الولادة من الله تكون من "الماء والروح "، إذاً يكون المراد بالماء هنا، هو كلمة الله، لأنه هو المقابـل للفظ "الكلمـة" في الآيـات: (يعقوب 1: 18) و(1بطرس 1: 23) و(1كورنثوس 4: 15) التي أشرنا إليها فيما سلف. (ج) ومما يثبت هذه الحقيقة أيضاً الأدلة الآتية: (1) لا يمكن أن تكون هناك وسيلتان مختلفتان للولادة من الله، إحداهما من الماء والروح، والأخرى من الكلمة والروح (2) هناك شبه كبير بين تأثير كلمة الله وبين تأثير الماء، فكلمة الله تنقى القلب والماء ينقى الجسد (يوحنا 15: 3) (3) أن الماء المادي لا يبعث حياة روحية إلى النفس (أو بالحري لا يجعلها تولد من الله)، لأن الذي يقوم بهذه المهمة هو كلمة الله بسبب وجود هذه الحياة فيها، فمكتوب "لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إلى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ" (عبرانيين 5: 12) (4) أن روح الله لا يقترن في أي عمل من أعماله مع الماء المادي، لأنه (أي روح الله) ليس مادة حتى يقترن بالشيء المادي. ولكن نظراً لأن كلمة الله روحية يمكن أن يقترن بها روح الله ويعمل معهـا (5) أن الولادة من "الماء والروح" وردت مرادفة للولادة من "فوق"، فقد قال المسيح لنيقوديموس "يَنْبَغِي أن تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ" (يوحنا 3: 7) وبما أن الماء من حيث هو مادي، لا وجود له في المجال المعبر عنه ب "فوق" أو بالحري حضرة الله نفسها، (لأن هذه الحضرة لا أثر للماء المادي فيها، إذ أن كل ما هناك روح في روح)، تكون الولادة من "فوق" أومن "الماء والروح"، هي الولادة من كلمة الله وروحه كما ذكرنا، لأنهما هما اللذان يمكن إسنادهما إلى فوق، حيـث الله في روحانيتـه المطلقة (6) إن "الولادة من الماء والروح" وردت أيضاً مرادفة للولادة من الروح وحده كما يتضح في ( يوحنا 3: 6)، وبما أنه لو كان المراد بالماء هنا، الماء المادي، لما جاز أن تكون الولادة منه ومن الروح، هي ولادة من الروح وحده، لأنهما يكونان في هذه الحالة شيئين مختلفين لا شيئاً واحداً، إذاً فالمراد بالماء هنا، هو "كلمة الله"، لأنها تقترن مع روح الله كل الاقتران، وعمل أحدهما هو عمل الآخر تماماً (7) كما أن "الكلمة" وردت في الكتاب المقدس بدلاً من "غسل الماء" فقد قال الوحي عن المسيح إنه يقدس الكنيسـة (أو بالحري المؤمنين الحقيقيين) مطهراً إياها بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ (أفسس 5: 26) (8) فضلاً عن كل ما تقدم فإن الماء ورد رمزاً لكلمة الله في العهد القديم الذي كان يحفظه نيقوديموس. فقد قال تعالى فيه "أَنَّهُ كَمَا يَنـزلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إلى هُنَاكَ بَلْ يُرْوِيَانِ الأرض وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعاً لِلزَّارِعِ وَخُبْزاً لِلآكِلِ هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَه" (إشعياء 55: 10-11). وإذا كان ذلك كذلك، تكون الولادة من الماء والروح هي قطعاً الولادة من "كلمة الله وروح الله"، ويكون من المفروض في نيقوديموس أن يعرف هذه الحقيقة تماماً. (د) فضلاً عن ذلك، فإن الولادة من الله تختلف عن المعمودية من النواحي الآتية: (1) الأولى... يقوم بها الله وحده ، أما الثانية... فيقوم بها الكارز بالإنجيل (2) والأولى تتم بواسطة تأثير كلمة الله وروحه في النفس ، أما الثانية فتتم بواسطة نـزول الإنسان بجسده في الماء والصعود منه (3) والأولى تمنح المرء طبيعة روحية تؤهله للتوافق مع الله في صفاته الأدبية السامية في العالم الحاضر والآتي معاً، ومن ثم لا يهلك على الإطلاق (ابطرس 1: 3-5) أما الثانية فلا تؤهل من يمارسها إلا للانضمام الظاهري إلى جماعة المسيحيين على الأرض. ولذلك فإن كثيرين من الذين اعتمدوا بالماء فحسب، أشخاص أشرار لا نصيب لهم إلا العذاب الأبدي، كما كانت الحال مع سيمون الساحر (أعمال 8: 21-30) (4) والأولى كانت معروفة عند مؤمني العهد القديم ولذلك كانت لهم علاقة روحية مع الله وحياة أبدية معه، أما الثانية فلم يعرفها إلا مؤمنو العهد الجديد، لأنها مرتبطة بموت المسيح وقيامته (متى 28: 19). (5) أن بولس الرسول لم يعمد من أهل كورنثوس إلا كريسبوس وغايس وبيت اسطفانوس (اكورنثوس 1: 14-16)، ومع ذلك يقول لجميع المؤمنين في كـورنثوس "لأَنِّي أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإنجيل" (1كورنثوس 4: 15)، الأمر الذي يدل بوضوح على أن المعمودية شيء، وأن الولادة الروحية من الله شيء آخر. (هـ) فإذا أضفنا إلى ما تقدم أنه لو كان حديث المسيح مع نيقوديموس خاصاً بالمعمودية، لكان نيقوديموس قد طلب من المسيح أن يعمده، كما طلب الحبشي من فيلبس المبشر فيما بعد (أعمال 8: 26-39)، أو على الأقل سأله إن كانت المعمودية المسيحية تشبه معمودية يوحنا أم تختلف عنها. اتضح لنا أن نيقوديموس لا بد أنه أدرك في النهاية أن حديث المسيح معه خاص بالولادة من الله التي تتم بالإيمان الحقيقي بشخصه. ومما يثبت هذه الحقيقة أن المسيح ختم حديثه مع نيقوديموس بالقول "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابنهُ الْوَحِيدَ لكي لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأبدية. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابنهُ إلى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسم ابن اللَّهِ الْوَحِيدِ" (يوحنا 3: 16-21) (و) هذا، وقد عرف المسيحيون منذ القديم أن الولادة من الله ليست هي المعمودية، بل هي التغيير الذي يحدث في النفس بواسطة تأثير كلمة الله وروحه عليها، ولذلك قالوا : "إنه بمساعدة الولادة الجديدة، زالت عنا وصمة السنوات القديمة وأشرق علينا نور من العلاء. إنه نور صاف جميل اخترق أعماق قلوبنا. وهذه الولادة الجديدة هي التي جعلتنا ننطلق ونشرق بنور المسيح على الآخرين ". (الآباء في القرون الثلاثة الأولى ص: 75) كما قالوا : "إن ولادة النفوس ولادة حقيقية من الروح القدس تقودها إلى ملكوت السموات. وإنه بدون الروح القدس تكون هذه الولادة غير ممكنة". وقالوا: إن "ربنا يسوع المسيح أتى إلى العالم لكي يجدد النفوس التي فسدت بالأهو اء والشهو ات" (حياة الصلاة الأرثوذكسية ص 233 و239، والخريدة النفيسـة ج 1 ص 94) كما عرفوا أن ماء المعمودية هو فقط رمز للضمير الصالح، أو بالحري رمز لعمل كلمة الله في هذا الضمير، لأنها هي التي تطهره وتجعله صالحاً (تاريخ كنيسة أنطاكية ج 1 ص460) أخي وأختي ... تابع معي الباقي في المرة القادمه سنكمل الحديث نعمة الرب معك آمين... أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
![]() |
![]() |
|||
![]() |
![]() |
|