![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
المعمودية و الولادة وكلام الله بالرجوع إلى الكتاب المقدس يتضح لنا أن الغرض الرئيسي من ممارسة المعمودية هو إشهار الإيمان بالمسيح. أو بالحري الاعتراف الرسمي بالموت معه والقيامة معه. فقد قال الرسول "مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أقِمْتُمْ أيضاً مَعَهُ بِإيمان عَمَلِ اللهِ، الَّذِي أقَامَهُ مِنَ الأموات" (كولوسي 2: 12) وهذا الاعتراف يضعنا تحت التزام أن نعيش أمواتاً بالنسبة إلى الخطية وأحياء بالنسبة إلى الله "كَذَلِكَ أَنْتُمْ أيضاً احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أمواتاً عَنِ الْخَطِيةِ وَلَـكِنْ أَحْياءً لِلَّهِ بِالْمَسـيحِ يَسُـوعَ رَبِّنَا" (رومية 6: 11)، ولكن هناك بعض ؟... يعتقدون أن الغرض من المعمودية هو خلاص من ينـزل فيها من الخطية، وولادته ولادة روحية من الله. وفيما يلي حججهم الخاصة بهذا الموضوع، مصحوبة بالرد عليها. أولاً الآيات الكتابية ومعناها الحقيقي: ( 1 ) قال المسيح لنيقوديموس "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إن كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أن يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ" (يوحنا 3: 5) المعنـى ( A ) أن حديث المسيح هذا ليس خاصاً بالمعمودية ، بل بولادة النفس من الله ولادة روحية، وذلك للأسباب الآتية: (الأول) أن المسيح لم يقل لنيقوديموس إن كان أحد لا يعتمد، بل قال له أن كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ، والولادة (أو بالحري الولادة الروحية من الله) تختلف كل الاختلاف عن العماد. فالأولى يراد بها الحصول بالإيمان الحقيقي على طبيعة روحية من الله تؤهل المرء للتوافق معه في صفاته الأدبية السامية ، أما العماد فيراد به النـزول في الماء والصعود منه باسم الآب والابن والروح القدس كعلامة رسمية للإيمان بالمسيح، أو بالحري للموت معه والقيامة معه فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟ (رومية 6: 4) كـمـا ذكرنـا، ومما تجدر الإشارة إليه أن حرف الجر (ب) في كلمة "اسم" في الأصل اليوناني بمعنى "إلى" فهو يختلف عن حرف الجر المترجم "ب" في (يوحنا 5: 43، 10: 25، كولوسي 3: 17)، ومن ثم يكون العماد هو لله أو إلى الله، وذلك بالمقابلة مع العماد قديماً فإنه كان لموسى النبي (1كورنثوس 10: 2). (الثاني) أن المسيح لم يقل لنيقوديموس إن كان أحد لا يولد بالماء والروح على نسق قول يوحنا لتلاميذه "أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ" (متى 3: 11)، بل قال له "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح "، وهناك فرق كبير بين حرفـي الجـر " ب " و " من ": فالأول يدل على العمل بواسطة خارجية، أما الثاني فيدل على التكون من كائن له وجود سابق ومن ثم فالأول يتناسب مع العماد، لأن ماء المعمودية يستعمل كواسطة خارجية، أما الثاني فيتناسب مع ولادة النفس من الله، لأن بهذه الولادة تتكون لدي النفس طبيعة روحية جديدة منه. (الثالث) أن المسيح قال لنيقوديموس شرحاً لطريقة الولادة من الله "اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا لَكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إلى أَيْنَ تَذْهَبُ. هَكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ ". وهذا الشرح لا ينطبق على المعمودية، لأن المرء يمكن أن يعرف كل الترتيبات التي عملت أو تعمل أو ستعمل لعماده، أما الولادة من الله فتحدث دون أي ترتيب أو انتظار من أحد، لأنها من أولها إلى آخرها من عمل الله، فقد يواظب إنسان على سماع كلمة الخلاص سنوات كثيرة بل ويعظ بها الآخرين مرات متعددة، ومع ذلك لا تتأثر نفسه بها. بينما قد يسمع غيره هذه الكلمة مصادفة مرة واحدة، فتنفذ إلى أعماق قلبه، ومن ثم يسلم نفسه لله تسليماً كاملاً، ويولد منه ولادة روحية تؤهله للتوافق معه في صفاته الأدبية السامية في العالم الحاضر والآتي معاً. (الرابع) أن المسيح وبخ نيقوديموس لعدم معرفته بمعنى الولادة من الله (1 يوحنا 3: 9-12) وبما أن المسيح لا يوبخ إنساناً إلا إذا كان لا يعرف أمراً سبق الله وأعلنه له، لذلك لا يمكن أن يكون حديث المسيح مع نيقوديموس عن الولادة من الله، خاصاً بالمعمودية المسيحية التي نمارسها الآن، لأن هذه المعمودية لم تؤسس إلا بعد موت المسيح وقيامتـه (متى 28: 19) أما الولادة من الله فكان تعالى قد أعلنها في العهد القديم من قبل، فقد قال: "وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِراً فَتُطَهَّرُونَ. مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أُطَهِّرُكُمْ. وَأُعْطِيكُمْ قَلْباً جَدِيداً, وَأَجْعَلُ رُوحاً جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ, وَأَنـزعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ, وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَـامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا" (حزقيال 36: 25-27). كما أن كل قديسي العهد القديم قد عرفوا هذه الولادة وتاقوا إليها بكل قلوبهم. فقد قال داود النبي (مثلاً) لله "قَلْباً نَقِياً اخْلُقْ فِيَّ يا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مزمور 51: 10)، ومن ثم كان من المناسب أن يوبخ المسيح نيقوديموس لجهله إياها. أنه موضوع مهم لكل مسيحي وأنسان ليتابع ينبوع كلام الله الحي في الأنجيل المقدس وليس خلف التقاليد الزائفه التي وضعها البشر والتي هي بعيدة عن كلام الله. في المرة القادمه أخي وأختي ... تابع معي الباقي ولندخل الى العمق لنتفهم كلام الله الحي الى الأبد آمين... أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
![]() |
|