الإجماع على الأناجيل الأربعة منذ أيام الرسل
لكن على العموم في وسط هذا التشويش ألا يجب أن تكون هناك مرجعية نحتكم إليها؟ فما هي المرجعية التي نحتكم إليها؟
جاءنا من يقول إن هذا إنجيل ونحن معنا ما نقول إنه إنجيل... فما المرجعية؟ المرجعية هي الكتاب المقدس بأكمله. فالكتاب يقول "إِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ" (رؤ19: 10). ومكتوب "مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ" (اف2: 20). هل المسيحية جاءت من فراغ؟ أم كما رأينا في سفر إشعياء الأصحاح 53 كثير من الأمور الخاصة بالسيد المسيح وردت في نبوة إشعياء. بل أن كل أسفار العهد القديم تشهد للسيد المسيح، تشهد عن ميلاده، وعن مذبحة أطفال بيت لحم، وعن ميلاده في بيت لحم، وعن مجيئه إلى مصر، وعن مقبرة الفخاري إلخ.
يجب أن يكون هناك مبدأ وهو أنه حينما تكثر الأناجيل نحن نحتكم إلى الإجماع. والإجماع شيء هام جدًا.. فقد أجمعت الكنائس أن هذه الأربعة أناجيل هي الأناجيل الحقيقية وهذا الإجماع تسلسل منذ أيام الرسل إلى أيامنا هذه. لم يحدث أنه كان هناك إجماع على شيء قبل مجمع نيقية وانقلب إلى إجماع مضاد بعد مجمع نيقية. حتى أن أريوس نفسه الذي أنكر ألوهية المسيح وتم حرمه في مجمع نيقية لم يدّعِ أن هناك إنجيلًا آخر غير الأربعة أناجيل المعروفة ولم يدّعِ أريوس أن الأناجيل الأربعة بها أي تزوير، بل استخدم نفس الآيات التي استخدمها الآباء أيضًا في الرد عليه أو فسروا الآيات التي أساء تفسيرها أو استخدموا آيات أخرى حاول هو أن يتحاشاها. لكنه لم يدّعِ أنها ليست موجودة. كما أن الآيات التي استخدمها لم تحذف من الأناجيل، ولازالت موجودة إلى اليوم, ومع أنه أساء تفسيرها، إلا أن الكنيسة استبقتها كما هي إلى اليوم لأنه لا يمكنها أن تغير شيء. إذن الإجماع منذ أيام الرسل إلى يومنا هذا هو على الأربعة أناجيل.
هناك أيضًا عملية البحث في أقدم المخطوطات.