هام جدا عن البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول
رقد على رجاء القيامة اليوم البطريرك ماراغناطيوس زكا الاول بابا السريان الارثوذكس
ولد في الموصل عام 1933، واقتبل سر المعمودية المقدس في كنيسة الطاهرة الداخلية بالموصل وسمّي (سنحاريب)، وفي عام 1946 التحق بمدرسة ما أفرام اللاهوتية بالموصل وسمي (زكا)، تخرج من المعهد الأكليريكي بدرجة جيد جداً عام 1954 وتوشّح بالاسكيم الرهباني وتعيَّن أستاذاً في المعهد الكهنوتي نفسه، وفي العام 1955 نقلت خدماته إلى دار البطريركية بحمص، وصار سكرتيراً خاصاً لقداسة البطريرك أفرام برصوم حتى وفاته عام 1957 ولبث سكرتيراً لقداسة البطريرك يعقوب الذي نصب في ذلك العام أيضاً حيث رقاه إلى درجة الكهنوت وقلده الصليب المقدس عام 1959، وقد رافق الراهب زكا البطريرك يعقوب في معظم زياراته الرسولية إلى الأبرشيات السريانية وأرّخ هذه الزيارات في كتابين أسماهما الواحد (المرقاة في أعمال راعي الرعاة) والثاني المشكاة، وأثناء الزيارة للولايات المتحدة الأميركية تمكن من الحصول على منحة من كلية اللاهوت العامة للكنيسة الأسقفية فأستأذن سلفه بالبقاء في تلك البلاد لمواصلة التحصيل العلمي فانتسب إلى جامعة نيويورك وصرف فيها سنتين 1960-1962 حيث أتقن اللغة الإنكليزية وتخصص في اللغة العبرية القديمة وقد حاز على شهادة الدكتوراه في اللاهوت من هذه الكلية تسلمها في أيار عام 1983 في احتفال مهيب للغاية.
وبعد أن أنهى دراسته هذه عاد إلى الوطن وجاء أولاً إلى دمشق مقر الكرسي الرسولي عام 1962 وكان المجلس الملي العام يومئذ قائماً فأمر سلفه بتعيينه سكرتيراً للجنة الدائمة لهذا المجلس، ثم أوفده سلفه في تلك السنة إلى مجمع الفاتيكان الثاني ليحضر جلساته كمراقب رسمي، ولدى عودته من روما إلى دمشق توقف في استانبول وانضمّ إلى الوفد البطريركي المرافق لسلفه وشهد اللقاء التاريخي ما بين صاحبي القداسة، بطريرك أنطاكية مار أغناطيوس يعقوب الثالث، وبطريرك القسطنطينية مار أثيناغورس الأول، وفي عام 1963 رقاه سلفه مطراناً لأبرشية الموصل باسم سويريوس، وشهدت أبرشية الموصل في عهده نهضة جبارة شملت ميادين، مختلفة روحية وعمرانية، وإدارية، فقد أنشأ مراكز للتربية الدينية ضمت معظم شباب الطائفة وشباتها، وخلق مناخاً روحياً جميلاً وفي حقل العمران رمم كاتدرائية مارتوما، وكنيسة مار كوركيس، ومبنى أكليريكية مار أفرام، وصرف عناية بالغة في تنمية الأوقاف فقد شيّد دارين وثمانية حوانيت على أرض الطاهرة الخارجية، وشمل ذلك كركوك وسنجار وقرقوش، وعلى عهده تم اكتشاف ذخائر القديس مار توما الرسول في كنيسة مار توما خلال أعمال الترميمات عام 1964، كما واصل أعماله المسكونية بحضور مؤتمر أورس - الدانمارك بين 11-14 آب 1964، ومؤتمر لامبث في لندن في عام 1968 كما لا ننسى أنه تعين مطراناً لدير مار متى بالوكالة منذ عام 1966 وأسدى إلى الدير وأبرشية الدير خدمات جليلة.
وفي عام 1969 نقل إلى أبرشية بغداد وأخذ يبذل كل ما في وسعه للنهوض بهذه الأبرشية إلى ما هو أفضل، فقد شيّد كنيسة مار توما في حي المنصور وأنشأ صالوناً وداراً إلى جانبها لسكن كاهن الرعية، كما شيّد قاعة كبيرة وداراً، وشققاً خصصها للكهنة كما واصل نشاطاته المسكونية فقد حضر مؤتمرات عديدة لمجلس الكنائس العالمي وتم انتخابه عضواً في اللجنة المركزية للمجلس، وتعيّن أيضاً مطراناً لأوربا بالوكالة عام 1976 وامتدت جهوده إلى أوستراليا، وفي 11 تموز 1980 انتخب بالإجماع بطريركاً لأنطاكيا ونصّب في 14 أيلول 1980.
ومن أعماله كبطريرك:
1. قام بزيارات رعائية إلى الأبرشيات السريانية في العالم كافة كما زار بطريرك موسكو وبطريرك أرمينيا والفاتيكان، وقد تشرفتُ (كاتب هذه السطور) بمرافقة قداسته إلى موسكو وأرمينيا والفاتيكان، كما رافقته في زيارته الرسولية إلى العراق.
2. تبنى استمرارية إصدار المجلة البطريركية التي أنشأها سلفه عام 1962.
3. ومن أبرز نشاطاته استأنف معهد مار أفرام الأكليريكية في دمشق بعد أن انتهى أمره في لبنان بسبب الأحداث السياسية المعروفة.
4. قام بشراء نحو 120 ألف متر مربع من الأرض في بلدة معرة صيدنايا شيّد عليها مجمعا اشتمل على صروح عظيمة تحنى أمامها الهامة وهي كالآتي:
1. دير مار أفرام السرياني.
2. دار راهبات مار يعقوب البرادعي.
3. المركز الثقافي للتربية الدينية السريانية الأثوذكس.
4. كاتدرائية هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس، وشيّد تحتها اضرحة للبطاركة، وإلى جانبها برج الأجراس الثلاثة.
5. قاعات مار أفرام.
6. دار المحبة الذي يبعد عن دير مار أفرام 1كم وهو مبنى فخم يعد انجادا باهرا.
7. كنيسة السيدة العذراء مريم في صيدنايا.
8. دير الراهبات في العطشانة – لبنان، وهو الآن يفكر بإنشاء جامعة سريانية في المعرة.
5. أما اهتماماته العلمية فحدث عنه ولا حرج فقداسته شخصية علمية، يتقن اللغات السريانية، العربية، الآنكليزية، حاز على شهادات درجة دكتوراه من بعض المعاهد والكليات في الغرب وفي الوطن العربي، وهو عضو في عدة مجامع علمية، في العراق وسوريا والأردن، وله مؤلفات عديدة تاريخية، دينية، أدبية.
6. يحمل أوسمة عديدة
وبمناسبة مرور 25 عام لجلوسه على السدة البطرسية كبطريرك احتفلت الكنيسة بسنة اليوبيل البطريركي الفضي، وامتدت الاحتفالات زهاء اسبوعين من 2 ايلول ولغاية 14 منه 2005 وكان الاحتفال عرسا كنسيا فخما (راجع المجلة البطريركية العدد 247 ايلول 2005 السنة 43).
تنيح بسلام في تمام الساعة الثانية عشرة ظهر يوم الجمعة 21/3/2014 في ألمانيا.