رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مخطط تحالف الإخوان مع القاعدة
لم يكن قيام مجموعة مسلحة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بالهجوم على نقطة خاصة بعناصر الشرطة العسكرية، في منطقة منفذ مسطرد مما أدى إلى استشهاد 6 مجندين، هو الحادث الأول من نوعه خلال الفترة الأخيرة، وإنما يأتي كحلقة ضمن سلسلة ممتدة من الهجمات التي تستهدف القوى الأمنية بالأساس، في إطار مخطط أنتجه تحالف تنظيم الإخوان مع المجموعات المرتبطة بالقاعدة فكريا وتنظيميا. وفي هذا التحليل الذي سيتم نشره على حلقتين متتابعتين، نحاول شرح وتفنيد هذا المخطط الذي يستهدف إضعاف الدولة المصرية، من خلال زعزعة ثقة المواطن في قدرة مؤسسات الدولة الأمنية على تعقب عناصر هذه التنظيمات المتطرفة، حيث يجعل المخطط تعقب تلك العناصر يشبه تناول الحساء بالسكين، كما أن الفكر التكفيري الذي يعد مرجعية واضحة لهذا المخطط يطيح بما تم التعارف عليه من محددات الجهاد الذي بدأ كجهاد ضد المحتلين والمشركين، حيث يجعل هذا المخطط الجيش والشرطة أول الأهداف و"المشركين" آخرها. كما يقدم التحليل خبايا وأسرار وتكتيكات تجنيد خلايا الإرهاب، ونمط التدريبات على الجوع والسم والموت، بحث يتحول المنتمي لتلك الخلايا إلى انتحاري، حيث لا ثمن لأي شخص ينضم إلى "حرب الخلايا"، طالما كان الهدف النهائي هو إضعاف الدولة أيا كان شكلها أو نمط الحكم فيها وصولا إلى انهيارها الكامل. "إن الخطر الحقيقي علينا، بل على المجتمع والأمة كلها، هو بقاء واستقرار الدولة القومية الحديثة، سواء استقرت تحت حكم الإسلاميين، أم تحت حكم العلمانيين؟"..هكذا يفكر تنظيم القاعدة ، فكيف يعمل؟؟، وكيف يربى حتى يتسنى له تحقيق هذا الهدف؟؟ وكيف ينتج المزيد من الحركات ؟؟ وكيف يدير حربا تجعل من مطاردته وتعقب عناصره مثل تناول الحساء بالسكين؟؟ تبدو الإجابة على تلك التساؤلات أمرا شديد الصعوبة، فما جرى التوصل إليه أمنيا واستخباريا سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، أنتج حالة من التراكم المعلوماتي تكرس حالة التشتت، وتزيد من صعوبة المتابعة الأمنية لعناصر هذا التنظيم العنكبوتي، الذي يطور من أساليبه الخداعية، ويعيد إنتاجها بأشكال جديدة فى كل منطقة ينتقل للعمل بها لتحقيق الهدف الأساسي وهو إسقاط الدولة وتدمير النظام وإشاعة أجواء الدم والنار، لتسود حالة "عدم اليقين" بين الناس. إلا أن الحقيقة المؤكدة حتى الآن هى مرجعية هذا التنظيم التكفيرية، التي تحولت إلى أيدلوجية متطرفة تقوم على تحويل عقيدة السلفية، الى الية تكفير وقتل، اي انها صنعت من عقيدة السلفية قالبا تنظيميا باسم القاعدة المركزي والتنظيمات الجهادية الآخرى تحت التوحيد والجهاد إستنادا إلى أفكار القيادى الإخوانى الأشهر " سيد قطب " ، تلك الأفكار التي تطورت وتفاعلت داخل المجتمعات العربية والإسلامية، وحفرت لتنظيم الإخوان مكان الصدارة فى قائمة التنظيمات التدميرية لكيانات الدول الوطنية محددة الهوية ، لصالح الكيان الهلامى غير محدد الملامح الذى يطلقون عليه "دولة الخلافة " ، تلك الأفكار التي لا تسعى إلا لهدف واحد هو هدم المجتمعات تحت عناوين شريفة لها بريق وربما سحر عند الملايين مثل الجهاد وإقامة دولة الإسلام ، وصدق من قال " كم يخيفنى الشيطان حين يأتيني ذاكرا اسم الله". وضمن تكتيكات متعددة لتنظيم القاعدة ، تبرز " حرب الخلايا " كواحدة من أشد الأساليب نجاحا فى مختلف مناطق عمل التنظيم ، سواء بما توفره من ضرورات أمنية لمجمل التنظيم ، أو بما تحققه من مكاسب سريعة وخاطفة تتوافق مع فكرة " الإشغال الدائم " لمؤسسات الدولة الأمنية والسياسية والاقتصادية، أو ما تشيعه من أجواء التوتر والرعب داخل المجتمعات المستهدفة ، وقد أتاحت لى ظروف عملى كمدير لمكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالعراق فرصة تاريخية للاقتراب من عناصر وقيادات بتنظيم " القاعدة فى بلاد الرافدين" الذي كان أساسا لما عرف بـ "دولة العراق الإسلامية" التى تطورت وإمتدت حدودها خارج العراق لتحمل إسم " الدولة الإسلامية بالعراق والشام " أو "داعش"، وهو ما وفر لي معلومات تفصيلية عن تكتيك "حرب الخلايا" أو "المفارز" كما يطلقون عليها بالعراق. ومع تواتر أنباء العنف والإرهاب الأسود، التي تزف إلينا كل يوم نبأ استشهاد أحد عناصر الشرطة أو الجيش بمصر ، من خلال استهداف مباشر لمن يطلق عليهم "ملثمون مجهولون" تبدو تلك المعلومات أكثر فائدة لكونها دليلا واضحا على انتقال هذا الفكر وتنفيذ أساليب " حرب الخلايا" فى مصر عمليا ، خاصة بعد أن أعلن القيادي السلفي اللبناني عمر بكري صباح الجمعة 31 يناير الماضى أن محطة داعش المقبلة بعد العراق وسوريا وفلسطين هى سيناء المصرية.، حيث أكد بكري في تصريحاته ان زعيم "داعش "أبو بكر البغدادي يعتبر أن سيناء جزء من بلاد الشام حيث سيبدأ بإمارة إسلامية خاصة تتحول لولاية عامة ثم خلافة راشدة ثم تمكين في الأرض حتي تصل للبيت الأبيض، وشدد على أن "تحقيق هذا الأمر متوقف علي احتضان الأمة الإسلامية له، وإلا سيكون هناك الكثير من المواجهات الدامية مع أهالي البلاد". كما أن تحليل الدراسة التي نشرها تنظيم القاعدة عن مصر ووضعها عقب سقوط مرسي ونظام الإخوان، والتي كتبها أحد المرجعيات الأساسية لتنظيم القاعدة وهو الشيخ أبي بكر أحمد ، تحت عنوان "مصر والطريق إلى أمة الخلافة" ، والتي يؤكد فيها أن "المصلحة أن يبقى الصراع بين التيارات المتصارعة، وألا تخلص الدولة لأحد" يؤشر إلى طبيعة الأهداف وتوافق أساليب التنفيذ ، حيث تقول الدراسة " يجب أن يكون هدفنا نحن تفكيك هذه المنظومة من أصلها، وإضعاف الجيش يكون بإشغاله الدائم، وباستهداف قياداته الفاعلة، وباستهداف اقتصاده، وبدفع الناس للتخلف عن التجنيد فيه طوعا وبالإقناع، أو كرها بما يرونه من حروبه ومعاركه ونوعيتها". وتحتاج حرب الخلايا وفقا لقيادى سابق بتنظيم القاعدة إلى إعداد من نوع خاص، يرجع إلى أن نقطة البدء في تلك الحرب ، هي مجموعة من الرجال المؤمنين بمبدأ، والذين لا يملكون من أسباب القوة إلا فيض هذا المبدأ على ذواتهم فقط، لهذا يبدأون من الصفر للإعداد لتلك الحرب ، يقومون بإعداد التشكيلات المسلحة، وتهيئة المناخ السكاني والطبوغرافي للعمل، فضلا عن توفير الحد الأدنى اللازم من العتاد والمؤن والأسلحة والذخيرة. وتتكون الخلية من ثلاثة أشخاص مسلحين تسليحا فرديا "مسدس، قنبلة يدوية، رشاش"، حيث تشكل كل ثلاث خلايا مجموعة، ويضاف إليهم أمير المجموعة، وشرعي، وإداري، ومخزنجي، بحيث يصبح مجموع الخلية (13_15) شخصا. وتنقسم الخلايا وفقا لطبيعة المهام إلى ، خلية التحري والأمن والخطف،وخلية المتفجرات والسيارات المفخخة،وخلية الانتحاريين والعرب ، وخلية الهيئة الشرعية والقضاء والمظالم وفصل النزاع والخصومات،وخلية التدريب البدني،العسكري،الالكتروني،التصنيع(الميكانيكي،الكيم ائي ، وخلية الإعلام ،المرئي والصوتي والالكتروني ، وتكون الخلية المكونة من 3 أفراد تحت إمارة احدهم ، ويفضل عدم كثرة العدد لإزالة الشبهات ، ويشترط فى "الأمير" أن يكون صاحب قوة بدنية ومهارات عسكرية ، وله الحق المطلق في بث الأوامر ولا يلزمه احد برأى حيث أن الشورى غير ملزمة،ويختار الأفراد المناسبين من ذوى الثقة تجنبا لأي شك او ظن بالآخرين . ويحكم عمل أي خلية مجموعة من القواعد التي يجرى اختبارها من جانب القيادات وتشمل ان تكون العقيدة على منهج محمد عبد الوهاب وأحفاده شيوخ الدعوة النجدية وخالية من الشرك والبدع ، وان تكون العقيدة مبنية على الولاء والبراء من الترويج الى توحيد الحاكمية وتكفير المجتمعات التي لا تحكم بما أنزل الله على طريقة "سيد قطب" وبنفس منهج "مصطفى شكري" ، وان تكون عقيدة قتالية وليست ارجائية ،وعلى منهج كتابات " سيد فضل " و "عبد القادر عبد العزيز" و"الشيخ عبدالله عزام"، و"أبو بصير الطرطوسي"، و"أبو محمد المقدسي"، و"أبو قتادة الفلسطيني"، و"يوسف العبيري"، و"الشيخ حمود الشعيبي"، أما الأعداء فهم حكام العرب المرتدين وجنودهم "الأقرب فالأقرب"، فيما يأتي "أهل الكتاب والمشركون" في ذيل قائمة الأعداء، وهو ما يفسر التركيز على استهداف قوى الجيش والشرطة باعتبارهم جنود السلطان الذي تمنعه حصونه المنيعة من الاستهداف إلى حين، كما تشمل القواعد التبرؤ من "الديمقراطية والانتخابية" ومن "الفرق الضالة المبتدعة المعطلة للقتال والموالية للعمل السياسي". الدستور |
|