وتتركونني وحدي (يو16: 32)
في ليلة آلام السيد المسيح؛ قال لتلاميذه: "هوذا تأتى ساعة وقد أتت الآن، تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركوننى وحدي، وأنا لست وحدي لأن الآب معي" (يو16: 32).
من الأمور المؤلمة للقلب، أن يجد الإنسان نفسه وقد تخلّى عنه أصدقاؤه في وقت الشدة والضيق..
في ليلة آلامه في البستان، عاتب السيد المسيح تلاميذه حينما ناموا ولم يسهروا معه حسب طلبه وقال لهم: "أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة؟!" (مت26: 40). وقد ورد هذا المعنى في المزمور القائل "انتظرت رقة فلم تكن ومعزّين فلم أجد" (مز69: 20).
وكان السيد المسيح قد "ابتدأ يحزن ويكتئب" (مت26: 37) ويقول لتلاميذه: "نفسي حزينة جدًا حتى الموت" (مر14: 34).
كان من الطبيعي أن يحزن السيد المسيح على خطايا البشر جميعًا، وقد وُضعت على كاهله ليحملها عوضًا عنهم. إذ قيل عنه أنه هو "حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو1: 29). وقيل أيضًا "كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا" (إش53: 6).
لم يكن من السهل إطلاقًا أن يحمل البار ذنوب الخطاة، بل كان الثمن فادحًا جدًا.. وكان الحزن هو التعبير الطبيعي عن المعاناة الكبيرة التي عاناها السيد المسيح لأجل خلاصنا.