منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 06 - 2012, 10:05 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

" فٱخضعوا لله، قاوموا إبليس فيهرب منكم، ٱقتربوا إلى الله، فيقترب إليكم... " (يعقوب 4 : 7 – 8).

في هاتين الآيتين وعود.. لكنها مرتبطة بشروط..

نخضع لله ونقترب منهُ.. ثمَّ نُقاوم إبليس فيهرب منَّا.

فلكي يهرب إبليس منكَ.. ينبغي عليكَ أولاً، أن تخضع لله وتكون قريبًا منهُ.

الإقتراب من الله والخضوع لهُ، لن يكونا سوى نتيجة الجلسات الحميمة التي تقضيها مع الله.. الجلسات الفردية بينكَ وبينهُ.

هنالكَ وقت للحرب ووقت للراحة.. هنالكَ وقت للغرس ووقت لقلع المغروس.. هنالك وقت للضحك ووقت للبكاء.. لكــن... الجلسة الحميمة مع الله، ليسَ لها توقيت، بل هيَ مطلوبة في كل الأوقات..

العلاقة الحميمة مع الله.. هيَ أن تقضي وقت في محضر الله، تطلب وجههُ، تاركًا كل أفكارك، خطاياك، مشاكلك، همومك، حكمتك، إرادتك، معلوماتك اللاهوتية، وقت ربما تصمت فيه، وتنتظر أن يُكلمك الله، ويُحبك ويُخبرك عن أفكاره هوَ، وإرادته وحكمته...

لكي تُشبه الرب يسوع، ينبغي أن تقضي وقت معهُ، ولكي يأتي مجد الله على حياتك، لا بُدَّ من أن تُخصِّص وقت يوميًا لتكون فيه مع حبيب النفس، تُعبِّر لهُ عن حبك، ويُعبِّر لكَ عن حبه..

إن كنتَ فعلاً تُريد أن تموت عن نفسك، وتختبر حضور الله ومسحته في حياتك، يجب أن تصرف وقت يومي معهُ..

الإنسان مُكوَّن من روح ونفس وجسد، وفي محضر الله ستنقص أنت ويزيد هوَ.

أرواحنا هيَ مكان سُكنى الروح القدس، أي روح الله، ومن خلال هذا الروح الساكن فينا، سوفَ يزيد حضور الله فينا إن أعطيناه الفرصة، لكــن.. ينبغي عليك أن تعلم، أنهُ سيزداد على حساب آخر.. على حساب أن تنقص أنت.. وعندما يزداد حضور الله في حياتك، فكل قوة نفسية وبشرية فيك ستنقص بكل تأكيد.. من خلال فيضان هذا الروح..

وعندما يزداد حضور الله فيك، فسيعمل من خلالك، ولذلكَ فكل ما ستقوم به، سيكون لمجد الله، وسينجح بكل تأكيد..

والعكس صحيح.. فعندما تتكل على قوة النفس، أي قوتك الشخصية، فسوف تُمجِّد ذاتك، ولا بُدَّ أن تفشل أمورك في أغلب الأحيان..

ولكي أُوضح الصورة لكَ، تعالَ نأخذ معًا خدمة التبشير على سبيل المثال:

فعندما تُخبر شخصًا عن الرب يسوع، متكلاً على قوتك وحكمتك وأفكارك، فلا تعتقد أن هذه الرسالة ستدخل إلى قلب ذلكَ الشخص، وتُنتج خلاصًا، فمن الممكن أن يفهم ما تقولهُ لهُ بذهنه، وقد لا يُعارضك، لكن في أغلب الأحيان ستبقى هذه الرسالة مجرد معلومات جديدة، يُضيفها على ذهنه فقط، أمَّا القلب فيبقى بعيدًا عن الرب..

لأنَّكَ تواجه حربًا مع الأرواح الشريرة، التي ستُحاربك لكي تمنعك من أن تخطف هذا الشخص من مملكة الظلمة إلى ملكوت الله.. وستكون حرب شرسة بكل تأكيد..

والاتكال على حكمتك البشرية، وذراعك الشخصية لن يربحا حربًا مع الأرواح الشريرة بكل تأكيد.. بل ما يُربحك الحرب ضد إبليس، هيَ قوة الروح القدس فقط..

والرسول بولس يؤكد لنا هذا الكلام عندما يقول لأهل كورنثوس:

" وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المُقنع، بل ببرهان الروح والقوة، لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس، بل بقوة الله ".

(1 كورنثوس 2 : 4 – 5).

لأنَّ هذا الرسول العظيم، كانَ يعرف أنَّ حربهُ ليس مع الأشخاص الذين يبشرهم.. ليست مع لحم ودم، بل:

" ... مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات " (أفسس 6 : 12).

نعم أنتَ من سيُقاوم إبليس فيهرب منك.. لكن بقوة الروح القدس وليسَ بقوتك ذراعك.. ولكي تقوم بذلكَ ينبغي أن تخضع لكلمة الله وتوجيهاته.. وهذه الكلمة تقول ٱخضعوا لله، قاوموا إبليس فيهرب منكم، ٱقتربوا من الله فيقترب منكم، وكل هذا لا سبيل لهُ لكي يتحقق، سوى بأن تجلس بصورة دائمة ومستمرة عند أقدام الرب يسوع..

الرب يطلب منَّا أن نكون خاضعين لهُ.. لا أن نكون خانعين !!!

وما هوَ الفرق بينَ الخضوع والخنوع؟

الخضوع للرب يأتي من قلب يعرف هذا الإله معرفة عميقة ومعرفة حميمة، يعرف أنهُ إله صالح، إله محب، إله يهتم بكل أمورنا، إله ضحَّى بنفسه من أجلنا، إله غير نفعي، إله طلباته منَّا كلها لخيرنا وخير الآخرين، فيخضع القلب لهُ عن قناعة وعن حب، وليس عن ٱضطرار.

أمَّا الخنوع، فهو أن يخضع القلب للرب عن عدم قناعة، بل عن خوف أو عن ٱضطرار أو لأهداف ودوافع غير نقية، وهوَ بعبارة أوضح خضوع بالإكراه، وهذا ما لا يُريده الرب قطعًا، فهذا النوع من الخضوع لن يدوم طويلاً، بل عاجلاً أم آجلاً سينفضح وسيظهر مكانه التمرد..

ولكي أتمكن من الخضوع بمحبة وقناعة للرب، لا بد أن أتعرَّف عليه عن قرب، وهذا لا يُمكن أن يحصل دون الجلوس اليومي عند أقدام الرب، تلكَ الجلسات الحميمة بين عاشقين، لكي أتعرف على الرب أكثر، أسمع دقات قلبه كلها تقول لي، أنه يحبني، مهتم بي، يشتاق للجلوس معي...

وعندما أخضع للرب، بملء إرادتي.. عندها أُقاوم إبليس فيهرب مني.. عندها أحسم كل الحروب التي تواجهني على صعيدي الشخصي وعلى صعيد خدمتي، من شفاء المرضى وتحرير المقيدين وربح النفوس...

كان شعب الله في العهد القديم يحسم بعض المعارك بسرعة، والبعض الآخر كان يحتاج إلى وقت، فإذا كانت الحروب الروحية التي تواجهك تحتاج كلها لوقت طويل لكي تحسمها، فلا بُدَّ أن يكون هناك خطب ما في حياتك !!!

كان جليات الجبار عملاقًا، ورجل حرب شرس، وقد أخاف شعب الله..

شاول الملك حاولَ أن يُواجهه بالقوة البشرية.. فألبسَ داود ثيابهُ وكل عدة الحرب العائدة لهُ.. لكن داود كان مختلفًا عن شاول، فرفضَ أن يلبس هذا العتاد، وقرَّر أن يُحارب هذا العملاق، بٱسم رب الجنود، قائلاً لهُ:

" أنت تأتي إليَّ بسيف وبرمح وبترس، وأنا آتي إليك بٱسم رب الجنود ... وتعلم هذه الجماعة كلها أنه ليس بسيف ولا برمح يُخلّص الرب، لأنَّ الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا " ( 1 صموئيل 17 : 45 – 47).

عرف داود كيف يربح الحروب ويحسمها.. لأنهُ عرف إلهه.. ولأنه كان حسب قلبه.. وكل ذلكَ حصل عليه داود من خلال قربه من الرب، من خلال جلساته الحميمة والدائمة عند أقدام الرب.. والدليل على أنَّ داود كان قريبًا من الرب.. الكلمات التي دوَّنها لنا في المزامير التي كتبها، وعندما تتأمل فيها، سوف تكتشف عن كثب ما أعنيه.. وقد تعلَّم داود هذا الدرس عندما حاول في إحدى المرات إحصاء جيشه، بدافع الاتكال عليه وليسَ على قوة الرب، وكان تأديب الرب قاسيًا لهذا الميْل، وعلَّم داود الدرس، فهل نتعلم مما نقرأه ومما كُتِبَ لنا، أم قد نحتاج أن نخوض غمار التأديب لكي نتعلَّم؟

كانَ حزقيا ملكًا على يهوذا عندما هدَّده ملك أشور بالاستيلاء على مملكته، وكان لملك أشور جيشًا كبيرًا وقويًا، قَهَرَ أممًا، وٱستولى على ممالك كثيرة، وبالنسبة للعيان كانت المعركة محسومة سلفًا لصالح هذا الملك، لكن ردة فعل حزقيا غيَّرت المعادلة، لم يتكل على جيشه وعلى قدراته البشرية، بل ذهب وجلس عند أقدام الرب، ٱقتربَ من الله، فٱقتربَ الله إليه، وحسـم المعركة لصالحه: " فلما سمـع الملك حزقيا ذلك، مزّق ثيابه وتغطَّى بمسح ودخل بيت الرب ".

(2 ملوك 19 : 1).

خلعَ عنهُ ثياب المُلكْ.. تخلَّى عن سلطانه وقدراته البشرية، تخلَّى عن أفكاره وعن حكمته.. ودخلَ بيت الرب..

وماذا كانت النتيجة؟

" وكان في تلك الليلة، أنَّ ملاك الرب خرج وضرب من جيش أشور، مئة ألف وخمسة وثمانين ألفًا، ولمَّا بكَّروا صباحًا، إذا هُمْ جميعًا جثث ميتة ".

(2 ملوك 19 : 35).

ربح شعب الرب المعركة.. ربح الملك حزقيا المعركة.. دون مواجهة مع العدو.. ربحها وهوَ جالس عند أقدام الرب.. لأنَّ الحرب للرب !!!



وينبغي أنهُ كما سلكَ هوَ نسلك نحن..

ليكن الرب يسوع المسيح مثالاً لنا.. كان يقضي الليل كلهُ في الصلاة.. في جلسات خاصة مع الآب السماوي.. وفي الصباح كان يحسم المعارك.. يشفي المرضى.. يُحرِّر المُقيَّدين.. يُعزِّي النائحين.. ولم يكن يعمل إلاَّ ما يقوله الآب..

وقالَ لنا تلكَ الكلمات المعبرة: " من رآني رأى الآب ".

وهل تريد أن تقولها أنتَ للناس عندما تتقابل معهم؟

" من يراني وينظر إليَّ، يرى يسوع فيَّ ".

إذًا ينبغي عليك أن تصرف وقتًا طويلاً معهُ لكي تُشابهه، ولكي يرى الناس يسوع فيك.. ولكي تحسم كل المعارك، ولكي تستطيع أن تُلبِّي كل ٱحتياجاتهم..

" ونحنُ جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف، كما في مرآة، نتغيَّر إلى تلكَ الصورة عينها، من مجد إلى مجد، كما من الرب الروح ".

(2 كورنثوس 3 : 18).

لا تتكل على نفسك بعد الآن.. لا تتكل على قوتك، بل فقط على قوة الروح القدس، لكن ﭐعطهِ الفرصة لكي يملأك، ولكي ينزع منكَ كل ٱتكال على أفكارك وخططك وحكمتك وقوتك، وذلكَ بأن تقترب كثيرًا من الله، بأن تجلس عند أقدامه كل يوم.

لا تدع أي شيء يُلهيك عن تمضية الوقت اللازم مع الرب.. لا تدع الخدمة حتى تسرقك من الجلوس عند أقدام الرب، فالرب يسوع قالَ لمرتى:

" مرتى مرتى تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد ".

المطلوب ما ٱختارته مريم.. الجلوس عند أقدام الرب..

إنه مهتم فيك شخصيًا.. مهتم فيك أكثر من خدمتك ومواهبك.. لا تتأخر أركض إليه الآن.. إرجع كالأطفال.. فالطفل لا يُفكِّر ولا يُحلِّل ولا يتَّكل على قدراته، بل هوَ يركض إلى والده، ويرمي بنفسه بين ذراعيه، يثق فيه ولا يخاف، ويرى فيه مصدر الأمان.

الطفل يُشبه والديه بالشكل أيضًا، بالشخصية وبالتصرفات وطريقة الكلام والتفكير، فهوَ يتكلم ما يسمع أهله يقولونه، دون أن يُفكِّر بما يقول، ولذلكَ على ما أعتقد قال الرب يسوع: " إن لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات "، فهذا الكلام على قدر ما يعني ذهابنا إلى السماء عند موتنا، فقد يشمل أيضًا أن نعيش السماء على الأرض الآن..

ٱقترب من الله.. إجلس عند أقدامه يوميًا.. وستتعرف عليه بطريقة جديدة وعميقة.. وعندها ستخضع لهُ بطريقة طوعية.. فتقاوم إبليس فيهرب منك.. وتربح الحروب وتحسم المعارك.. وتربح النفوس.. وتثمر خدمتك كثيرًا.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يغسل الرب أقدام كل الذين يسلكون في الطريق
فوستينا | سأمضي كل أوقاتي الحرّة على أقدام [الرب]
ستة أقدام
ببص لقدام
ستة أقدام


الساعة الآن 08:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024