رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
احتدام الحرب في سوريا
يهدد فشل الجولة الثانية من مفاوضات جنيف للسلام في سوريا بزيادة حدة أعمال العنف بين نظام دمشق ومقاتلي المعارضة، على خلفية عودة التوتر بين موسكو وواشنطن اللتين أطلقتا هذه المبادرة. ويرى الخبراء أن هذا الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات سيؤدي إلى تفاقم النزاع الذي أوقع أكثر من 140 ألف قتيل وتسبب بتسعة ملايين لاجىء أو نازح منذ حوالى ثلاثة أعوام. وقال فولكر بيرتس مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن: "أخشى أن يؤدي فشل محادثات جنيف إلى تصعيد عسكري. الأمور ستتفاقم على الأرجح". وأضاف أن "الطرفين سيحاولان أن يثبتا أن بإمكانهما تغيير ميزان القوى على الأرض لصالحهما وإنما غير مرغمين على التفاوض انطلاقا من ضعف". ولأعرب الوسيط اللأممي في النزاع السوري الأخضر الإبراهيمي، أمس الأول، عن أسفه لفشل هذه المحادثات مؤكدا أنه لم يتم تحديد أي موعد لجولة مفاوضات جديدة. ولم تقلع المفاوضات عمليا بين وفدي النظام والمعارضة لأن الفريقين يختلفان على أولويات البحث. ففي حين تتمسك المعارضة بأن البند الأهم هو "هيئة الحكم الانتقالي" التي يجب أن تتمتع بكل الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس الحالية، يصر الوفد الحكومي على البحث في بند "مكافحة الإرهاب" الذي يتهم مجموعات المعارضة المسلحة به. وكدلالة على رغبة مقاتلي المعارضة بتحريك الأمور، أعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر إقالة اللواء سليم إدريس من مهامه كرئيس لهيئة الأركان وتعيين العميد الركن عبد الإله البشير مكانه. وجاء ذلك بعد تكثف النكسات العسكرية أمام قوات النظام السوري وتصاعد قوة الجماعات الإسلامية والجهادية في النزاع. وهذا التوقيت يرتدي أهمية خاصة لأن هذا التغيير يمكن أن يؤدي إلى عمليات تسليم جديدة لمعدات عسكرية للجيش السوري الحر، لا سيما بعد فشل محادثات جنيف. وقال آرون لاند الخبير في الشؤون السورية في مركز "كارنيجي": "يبدو أن أيا من الطرفين لا يعتقد بإمكانية التوصل إلى حل عن طريق التفاوض في الوقت الراهن"، مضيفا: "رغم أنهما يرغبان بذلك على المدى الطويل، لكنهما سيحاولان أولا إحراز تقدم على الأرض، وبالتالي تصعيد الحرب". ولم تسجل أعمال العنف أي تراجع خلال فترة المحادثات، فقد افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن النظام السوري استخدم البراميل المتفجرة في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب (شمال)، ما أوقع مئات القتلى. وأضاف لاند أن الشكوك حيال المفاوضات وصلت حتى إلى الدول التي مارست ضغوطا على المعارضة لكي تشارك في محادثات جنيف. وقال: "حتى الدول التي كانت تؤمن بأن محادثات جديدة ممكنة، قد تكون راغبة في أن تثبت للأسد ما هي كلفة نسف المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة". ويرى كريم إميل بيطار من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السعودية المرتقبة في نهاية مارس قد تكون "حاسمة". والرياض التي تدعم المعارضة السورية مثل واشنطن، قد زادت تسليم مقاتلي المعارضة أسلحة حديثة بحسب ما أوردت الصحافة رغم التردد الأمريكي. وقال بيطار: "إما أن يتمكن السعوديون من إقناعه (أوباما) ببذل جهد عسكري إضافي لتغيير النظام، إما سيقنع أوباما السعوديين باحتواء مقاتلي المعارضة". وبدون التمكن من تسجيل أية نقاط في جنيف، يرى الطرفان أنهما حققا انتصارا محدودا وهو التمكن من الاحتفاظ كل بموقفه. وهكذا تمكن النظام من تفادي الضغوط من حلفائه للبحث في حكومة انتقالية، كما نجحت المعارضة في الحصول على دعم قوات مقاتلة أساسية على الأرض وأصبح بإمكانها أن تقنع الجهات الداعمة لها في الخارج بزيادة عمليات تسليم الأسلحة. ويرى تشارلز ليستر من معهد "بروكينجز الدوحة"، أن "غالبية كبرى من المعارضة العسكرية غير مهتمة بالحل السياسي وهذا الأمر من غير المرتقب أن يتغير". وأضاف أن "النظام لم يقدم أي تنازل للمعارضة، وهذا يمكن أن يشجعه على إطلاق هجمات جديدة على الأرض". الوطن |
|