منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 02 - 2014, 02:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

الخوف مرض الأحاديّة


الخوف مرض الأحاديّة
من الضروري بل ومن الطبيعي أن نواجه مشكلاتنا المجتمعيّة بصراحة ووضوح إن أردنا أن نخرج من أزمات تتفجَّر كل يوم في أروقة مجتمعنا؛ تلبس ثياب أخلاقيّة تارة، وأيديولوجيّة تارة، وسياسيّة تارة، ودينيّة غالبًا. ولكن الأزمة الخفيّة خلف طبقات الأعراض الظاهرة هي الثقافة الأحاديّة ولا أعني بها أحادية الفرد، ولكن الأحاديّة قد تكون أحاديّة الفكرة أو المعتقد أو الجماعة أو الحركة أو التنظيم.. إلخ. إنه موروث ثقافي بامتياز، إذ هو نتاج حكم فرعوني قديم، لم يعد مقبولاً في المجتمعات المعاصرة والتي تبغي نموًّا إنسانيًّا قبل أي شيء آخر. والأحادية تقوم أساسًا على إقصاء الآخر وتهميشه بل وتشويهه إن أمكن حتى لا يكون له أي مكان في الصورة المجتمعيّة التي نلتقطها لبلدنا كلّ يومٍ. والإقصاء قائم، على ما أرى، على أرضية من الخوف المتأصِّل والمتجذِّر في الطمي المصري. الخوف هو أصل كلّ كارثة يشهدها المجتمع؛ فالخوف من الآخر يجعلني أقصيه، والخوف من التبعات يجعلني مستكينًا، والخوف من النظام يجعلني خانعًا، والخوف على الدين يجعلني قاسيًا، والخوف من الرأي يجعلني أصمًّا، والخوف من الفشل يجعلني انتهازيًّا... إلخ. الخوف مرضٌ إن التهم مجتمع ناله العطب وتركه جثّة هامدة تتقطّع أوصالها. والخوف ينتج الشائعات التي بدورها تعود إلى حضن الخوف محمّله بمغانم التقسيم في بنية المجتمع. لذا يجب أن نثق في أنفسنا ونثق في بعضنا البعض ونحلّل مخاوفنا ونعقلها ولا نبادر بردود أفعال قائمة على المشاعر المندفعة التي تزيد من جراحنا وتفتتنا. فالمسلم لا يجب أن يخشى من حديث المسيحي عن حقوق ضائعة، والمسيحي لا يجب أن يخشى من حديث إسلامي عن هويّة إسلاميّة، الليبرالي لا يجب أن يخشى من عنف السلفيّة، والسلفي لا يجب أن يخشى من فجور الليبراليّة، المنقبّة لا تخشى من اتهام بالانغلاق، ومسدلة الشعر لا تخشى من اتهام بالسفور، رجل الدين لا يخشى من طرح الرأي الموضوعي بعيدًا عن حشد فوقي، ورجل المجتمع لا يخشى من اختلافه مع رأي رجل دين...

ولكن متى يحدث هذا؟؟!!!

إنّ تمّ تفعيل القانون الأعمى الذي لا يبصر الاختلافات بين البشر ولكنه يبحث في الأدلة.

يحدث إن تبنّى المجتمع مبدأ الحوار القائم على إمكانية تعديل المواقف وعدم الوقوف عند مصطلحات بعينها، وهو ما سيخلق في مجتمعنا تجربة فريدة خاصّة لها مفرداتها الجديدة وتطبيقاتها الجديدة.

يجب أن نتحرّر من مخاوفنا لنتلاقى في نقاط مشتركة وما أكثرها، وحينما نتلاقى ستصبح لنا التعدُّدية عقيدة بل عقدًا يُجمِّل أعناقنا المرتفعة إلى فوق لأنّها مصريّة الواقع لا مصريّة في ظل ذكريات التاريخ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وليس الخوف أن يُصيبنا الضُّر، إنما الخوف أن يؤذي أحبابًا لنا فيؤذينا
لا يقدر أحد أن يبلغ إلى الخوف الكامل ما لم يحصل أولًا على الخوف البدائي
لأن الخوف ليس بعد الكمال، إنما المحبة الكاملة تطرح الخوف خارجًا
أن الشيء الوحيد الذي يجدر بنا الخوف منه هو الخوف نفسه
الخوف مرض الأحاديّة


الساعة الآن 01:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025