واستفسر منه عما حدث، فأخبره بأنه فكر في مساعدة الآباء على النسك وذلك بعدم تقديم الطعام المطبوخ لهم، بل الاكتفاء الخبز والقليل من الطعام البسيط، على أن يستسمر هو وقته في عمل القفف. وهنا أمره القديس باحضار جميع ما أنجزه وكان كثيراً جدا. جمع القديس كل الرهبان حول كومة القفف ثم قال للأخ: لقد أبطلت الثمرة الطبيعية للفضيلة ! (وكان يقصد بالطبع أن النسك يجب أن يكون اختيارياً).
لذلك فقد سعى الآباء لتدريب أبنائهم كيف يتدربون مع الوقت ليصيروا هم آباء، حسب قول القديس بولس :" واما الروحي (المستنير) فيحكم في كل شيء وهولا يحكم فيه من أحد (1كو 2 : 15). وقد اجتهد القديسأنطونيوس كثيرا في تدبيره لتلاميذه لكي يجعلهم يعتمدون علي أنفسهم، فيحفرون لهم المغارات بعيدا عنه، ولا ينتسبون إليه بل إلى الله .. ويختبرون ذلك بأنفسهم. فقد قال للقديس بولاالبسيط: " اذهب إلى البرية الجوانية وذق طعم الوحدة " فكان يطلب لهم الاستنارة ويطلب بإلحاح من الله لأجلهم ويطلب إليهم الإلحاح هم أيضا إلى الله في ذلك ..