منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 01 - 2014, 09:55 AM
الصورة الرمزية Rita Fady
 
Rita Fady Female
مميز | الفرح المسيحى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Rita Fady غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1402
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الكنيسة المنتصرة
المشاركـــــــات : 183

تمهيد ومقدمة لأساسيات الإيمان المسيحي

الحياة مع الله ليس حياة روتينية جامدة مكونة من قطوس وشعائر نفعلها بدون وعي وإستيعاب بل العكس تماماً، فالله أعطانا عقل وفكر أعطانا حرية وخيار. لذلك ننخرط كثيراً في حياتنا اليومية في المسيح على تعلم وتعليل الأمور المتعلقة بالله.

تعلم وتعليل الأمور المتعلقة بالله يستدعي أحيان كثيرة وخاصة عند عدم توفر أساسيات الإيمان الكتابية الى التفسير والتحليل الشخصي المبني على ما نعرفه من الكتاب المقدس (بقلته أو كثرته) وطريقة تحليلنا وتعليلنا للأمور. قد نصيب وقد نخطئ أحياناً، قد نصل الى التفسير الصحيح او الشبه الصحيح بإجتهاد شخصي أو بالإعتماد على النصوص الكتابية.

مهما كانت النتيجة علينا ان نكون حذيرين من إختلاق تعاليم وتفسيرات غير كتابية، لانه هكذا بدأت معظم الهرطقات. أغلب الهرطقات ليس مصدرها أشخاص اشرار يُريدون نشر التعاليم الفاسدة بتيقن، بل محاولات فاشلة لتفسير وتعليل أمور بحسب منطق البشر النسبي بدلاً من الإعتماد على الكتاب المقدس.

فالكتاب المقدس يعلمنا إن الهرطقات تُهلك، بل إنها تجديف ضده. وهذا ليس بالشئ المبالغ لإن الفكر اللاهوتي الغير سليم سيمس نواحي عديدة من حياتنا ستنتهي بأن تكون غير سليمة هي الأخرى. الإنسان يعكس فكره بافعاله وتصرفاته وتعاملاته مع الغير، فإن كان فكرنا اللاهوتي غير سليم، سيطال هذا كل نواحي حياتنا.

قد يبدوا لك الأمر خطير، فهو بالفعل كذلك، لكنه ليس بالصعوبة التي نعجز فيها عن الخروج عن خطر التعليم الفاسد. الأمر بسيط فكل ما علينا فعله هو بناء إيماننا على أُسس صحيحة نابعة من التعليم الكتابي وليس من تفسير شخصي او عادات مجتمع.

دورة اساسيات الإيمان المسيحي ليست دورة لاهوتية أكاديمية لان كل درس سيتم طرحه ممكن كتابة دروس وكتب عنه. دورة اساسيات الإيمان المسيحي هي بالأحرى مدخل لكل ركن من أركان العقيدة المسيحية مطروح بطريقة سهلة ومبسطة ومختصرة.

ما ستسفاده من الدروس سيجعل منك قادر على إستيعاب المفاهيم الرئيسية للفكر اللاهوتي المتكامل وسيعدك للتعمق في الدراسات اللاهوتية.

الدروس ستكون متنوعة ومقسمة لمواضيع مُهمة سنقوم بالتطرق إليها:
  • الإعلان الإلهي
  • طبيعة الله وأعماله
  • يسوع المسيح والروح القدس
  • البشر والخطيئة
  • البشر والخلاص
  • الكنيسة والحياة في المسيح
  • نهاية الأزمنة ومجئ المسيح الثاني

مصلين أن يملأنا الرب ينعمته وحكمته لكي يكون فكرنا وكل ما نطرحه هنا من دروس وأفكار مرضي أمامه بحسب كلمته المقدسة بعيداً عن كل فكر بشري وإجتهاد شخصي. إفتح يا رب عقولنا لنسمع كلمتك ونتعلم من عندك.
رد مع اقتباس
قديم 02 - 01 - 2014, 09:58 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Rita Fady Female
مميز | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية Rita Fady

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1402
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الكنيسة المنتصرة
المشاركـــــــات : 183

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rita Fady غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي

الدرس الأول: الإعلان الإلهي


الإعلان الإلهي هو عملية كشف الله عن ذاته ونفسه للبشرية. الإعلان الإلهي يختلف في طرقه ومحتواه فالكتاب المقدس يعلمنا في رسالة العبرانين الإصحاح 1 بأن الله كلمنا بأنواع وطرق كثيرة وآخر هذه الطرق في ابنه يسوع المسيح.




1. اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ،
2. كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ.


مشيئة الله ان يعلن لنا عن نفسه وعن ذاته وان لا يترك الخليقة بعيدة عن معرفته، فهو لا يترك نفسه بلا شاهد (أعمال 14 : 17)
هذه الطرق الكثيرة للإعلان الإلهي يمكننا قسمها لقسمين: إعلان عام وإعلان خاص.

الإعلان الإلهي العام
الإعلان الإلهي العام هو إعلان الله عن ذاته ونفسه للبشرية أجمع بدون إستثناء. فنرى إن الله يعلن لنا عن ذاته بإنه هو الخالق عن طريق خليقته كما ينقل لنا داود في مزموره ال 19: اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.أيضاً الرسول بولس ينقل لنا نفس الفكرة في رسالته الى رومية الإصحاح الأول: لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.

الإعلان الإلهي العام هو ليس إعلان إلهي مفصل عن الله او شرائعه وطرق خلاصه. فالإعلان الإلهي يمكننا ان نستخلص منه بإن الله هو الخالق السرمدي من خلال خليقته، بإن الله محب وحكيم من خلال إهتمامه وعنايته بالخليقة.
بالرغم من أهمية الإعلان الإلهي العام، فهي المدخل للتعرف على الله، الا إنه إعلان لا يدخل في تفاصيل وإعلانات إلهية آخرى كالشريعة والخلاص. لهذا السبب أعلن الله لنا عن نفسه عن طريق الإعلان الإلهي الخاص.

الإعلان الإلهي الخاص
الإعلان الإلهي الخاص هو إعلان الله عن أسراره لمجموعة معينة بطريقة فريدة في الكتاب المقدس لأنها غير معلنة في الطبيعة أو في الخليقة وعلاقتها بالله.

والخاص هنا لا يعني إنه الإعلان موجه لفئة معينة فقط، لأن الله يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.

شرائع الله وخطة خلاصه مذكورة في إعلاناته الخاصة الذي يخبرنا عنها الرسول بولس في رسالته للعبرانيين. فالله أعلن لنا عن إعلاناته الخاصة عن طريق الأحلام والرؤى وعن طريق الإنبياء وعن طريق إبنه أخيراً.
فكل ما نعرفه عن العقيدة المسيحية هو إعلان إلهي خاص مُعلن لنا في الكتاب المقدس. فلا توجد عقيدة أو شريعة مسيحية نتاجها الفكر او الإستنتاج البشري إطلاقاً، بل الكل مبني على ما كشفه الله لنا في كلمته، الكتاب المقدس.

الخلاصة
هناك طرق كثيرة للإعلانات الإلهية، تختلف في محتواها وفي جمهورها. فالله أعلن عن ذاته ونفسه للجميع بإنه هو الخالق عن طريق خليقته وأعلن عن نفسه وعن خلاصه بأنه هو المخلص عن طريق إعلانه الخاص في الكتاب المقدس.
العقيدة المسيحية هي عقيدة مبنية على الإعلانات الإلهية الخاصة بدون تحليل او توقعات شخصية من أحد.


شواهد كتابية للتأمل
  • مزمور 19
  • أفسس 3
  • تيموثاوس الثانية 3
  • عبرانين 1

الدرس القادم سيكون يوم الأحد مساءاً (بحدود الساعة 9 بتوقيت القاهرة) وسيتعمق أكثر في الإعلان الإلهي الخاص والكتاب المقدس كوحي إلهي.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 01 - 2014, 09:59 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Rita Fady Female
مميز | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية Rita Fady

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1402
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الكنيسة المنتصرة
المشاركـــــــات : 183

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rita Fady غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي

الدرس الثاني: الإعلان الإلهي الخاص

تطرقنا في الدرس الأول للإعلان الإلهي وعن كون الإعلان عام ظاهر في الطبيعة وخليقة الله والى إعلان خاص أعلنه الله في الكتاب المقدس.

الإعلان الإلهي الخاص هو ما أعلنه لنا الله من خلال الكتاب المقدس، فالسيد المسيح بنفسه علمنا بإن الكتاب المقدس هو صوت اللهوكلمة الله.

الكتاب المقدس أخذ هذه التسمية لانه يحتوي على كلمة الله أعطيت لتلاميذ المسيح ورسله عن طريق الروح القدس. عملية الإيحاء التي تكون بين الله وبين الكاتب تُسمى بالوحي الكتابي.
الرسول بولس يعلمنا ان كل الكتاب هو موحى به من الله، اي كل ما كُتب هو إيحاء من الله بواسطة الروح القدس للكاتب.

الوحي في العقيدة المسيحية ليس إملاء على الكاتب وليس سطور جاهزة تُقحم في عقل الكاتب، بل سيادة الروح القدس على الكتاب لكي يرشده ولكي تكون كلماته هي كلمات الله.
المصدر الرئيسي لكل ما كُتب في الكتاب المقدس هو الله، كُتب بواسطة القديسين
بإرشاد وقيادة الروح القدس، فحافظ كل كاتب على طريقته في صياغة الكلام وحافظ الله على إن يكون إختيار الكلمات بحسب كلماته.

كون الكتاب المقدس إعلان إلهي ومكتوب بالوحي الإلهي بتدخل مباشر من الله، فهذا يعني إن الكتاب المقدس معصوم ومنزه عن الخطأ. الله كلمته صادقة ومحل للثقة ولا يمكن لله ان يوحي بشئ مُزيف او يسمح لأحد بتزييف كلمته وإعلاناته، فكما لم يسمح للطبيعة وللخليقة ان تُزيف إعلانه العام كذلك هو الحال مع إعلاناته الخاصة.

الخلاصة
الإعلان الإلهي الخاص هو ما أعلنه الله لنا في الكتاب المقدس. الكتاب المقدس هو كلمته الله الموحى بها بالوحي الإلهي الذي هو عملية كتابة كلمة الله بتدخل مباشر من الله بدون إملاء أو إنزال. الكتاب المقدس هو كلمة الله ولا يمكن لكلمة الله ان تكون مزيفة او خاطئة ولا يمكن ان يسمح الله لاحد ان يُزيف كلامه وإعلاناته.

شواهد كتابية للتأمل
  • مزمور 119
  • يوحنا 17
  • تسالونيكي الأولى 2
  • تيموثاوس الثانية 3
  • بطرس الثانية 1

الدرس القادم سيكون يوم الأربعاء بحدود الساعة 9 مساءاً بتوقيت القاهرة. سنحاول توفير الدروس الحالية والقادمة كملفات صوتية على اليوتوب وللتحميل.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 01 - 2014, 10:00 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Rita Fady Female
مميز | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية Rita Fady

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1402
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الكنيسة المنتصرة
المشاركـــــــات : 183

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rita Fady غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي

الدرس الثالث: الناموس

من البديهيات ان نقول إن الله هو خالق الكون وما فيه. الكون والخليقة تخضع لرعاية وتنظيم الله، وهذا بذاته يُعتبر ناموس أيضاً. عملية العناية بالكون وتنظيمه ضمن آلية مُعينة هو ناموس بحد ذاته لأنها عمل الله ولأن الله كامل في أعماله.
الله كامل في طبيعته ولذلك هو مقياس الكمال، فلا يوجد ناموس إلهي خارج عن طبيعة الله الكاملة ولا توجد أعمال إلهية تتنافى مع ناموسه.

كخليقة تابعة لخالقها مطلوب مننا أن نعيش طبقاً للناموس الأدبي الذي أعلنه الله في الكتاب المقدس، إذ إن ناموس الله هو المعيار لقياس وتقييم الأعمال البشرية ولتحديد ماهو الخطأ وما هو الصواب.

الله له كامل السلطان ان يفرض علينا ناموسه وأن يأمرنا بالطاعة والإلتزام، كما له حق المعاقبة في حالة العصيان او الخروج عن ناموسه. لذلك نحن خاضعين بالكامل لناموس الله الأدبي المُعلن في الكتاب المقدس ولا نملك سلطة خلق نواميس بشرية مستقلة خارجة عن ناموس الله، لان لله وحده سلطة خلق النواميس أو إلغائها أو التعديل عليها.



الخلاصة
يسيطر الله على الكون بمجموعة من نواميس الطبيعة التي تعكس طبيعة الله الكاملة في تنظيم الكون. فالله كامل وكل أعماله صالحة، لان أعماله هي طبقاً لناموس طبيعته الكاملة أيضاً.
بنفس المعنى يفرض الله على البشر الإلتزام بناموسه الأدبي المُعلن في الكتاب المقدس. فالله يملك سلطان فرض الناموس على خليقته ويملك سلطان التحكم في فعالية هذه النواميس.



شواهد كتابية للتأمل
  • خروج 20 العدد 1 - 17
  • مزمور 115 العدد 3
  • متى 5 العدد 17 - 20
  • رومية 7 العدد 7 - 25
  • غلاطية 3 العدد 23 - 29

الدرس القادم سيكون يوم الأحد بحدود الساعة 9 مساءاً بتوقيت القاهرة. مازلنا نحاول توفير الدروس بصيغة صوتية لسهولة الإستماع والتداول.
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 01 - 2014, 10:17 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
Rita Fady Female
مميز | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية Rita Fady

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1402
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الكنيسة المنتصرة
المشاركـــــــات : 183

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rita Fady غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي

الدرس الرابع: الأنبياء والرسل


موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي

تكلمنا في الدرس الثاني عن الكتاب المقدس وفي الدرس الثالث عن ناموس الله و
في درسنا الرابع اليوم سنتكلم عن الأنبياء والرسل الذي نقلوا لنا محتوى الكتاب المقدس والناموس الإلهي.

أنبياء ورسل الكتاب المقدس هم أشخاص دعاهم الله بطريقة فريدة، معطياً لهم رسالاته بطرق خارقة للطبيعة. مُهمة الأنبياء والرسل هي نقل رسائل الله لنا عن طريق نقل كلمته بواسطة كلامهم وكتابتهم للأسفار المقدسة.

الرسائل التي نقلها الأنبياء والرسل تحتوي نبؤات وإعلانات ووصايا إلهية. لقد أعطى الله موهبة من الروح القدس لكي ينقل الأنبياء والرسل كلامه وأقواله بصورة مباشرة. فكان كلام الإنبياء كلام بسلطان إلهي لان الله دعاهم بصفة خاصة ان يكونون متحدثين بإسمه. هذه السلطة وهذا الإختيار ليس شئ يؤخذ بالوراثة او بالإنتخاب بل الدعوة الإلهية وقوة الروح القدس هي التي كانت تختار الإنبياء بشكل فريد وخاص.

الكتاب المقدس وما يحتويه من شرائع ورسائل وإعلانات إلهية كُتب على يد كثير من الأنبياء إختلفوا في زمانهم ورسائلهم ودورهم في نقل كلام الله. الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كُتب على مدار 1500 سنة في ازمنة مُختلفة وفي مجتمعات واوضاع مختلفة، لكن بقت الرسالة هي رسالة إلهية واستمر الإنبياء بنقل كلام الله بكل أمانة وحرص.


الخلاصة
الأنبياء والرسل اختارهم الله كوكلاء لنقل كلمته ورسائله للبشر، فكان لهم دور اساسي في التواصل مع البشرية ونقل كلام الله بكل امانة وحرص. الله اختار اشخاص مُعينين بصفة خاصة وهؤلاء الإشخاص بحسب الإختيار الإلهي هم الوحيدين الذين يملكون سلطة ان يكونو انبياء ورسل لينقلوا كلام الله. الكتاب المقدس يحتوي على كلام الله الذي نقله لنا الأنبياء والرسل بكل أمانة وحرص على فترة زمنية طويلة وبواسطة أكثر من شخص.


شواهد كتابية للتأمل
  • تثنية 18: 15 - 22
  • إشعياء 6
  • يوئيل 2: 28 - 32
  • متى 7: 15 - 20
  • أفسس 4: 11 - 16
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 01 - 2014, 10:18 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
Rita Fady Female
مميز | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية Rita Fady

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1402
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الكنيسة المنتصرة
المشاركـــــــات : 183

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rita Fady غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي

الدرس الخامس: فِهم الكتاب المقدس

موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي



تطرقنا في الدروس السابقة الى الإعلان الإلهي وكلمة الله التي نقلها الأنبياء والرسل لنا بواسطة الوحي المقدس. هدف الله من كل هذا ان يعلن لنا عن أشياء مُهمة ولذلك علينا قراءة الكتاب المقدس ومحاولة فهمه بصورة صحيحة.

طريقة فهم الكتاب المقدس تعتمد على مبدأ اساسي وهو إن الكتاب المقدس يُفسر نفسه بنفسه. هذا يعني إن الكتاب المُقدس يُفهم بواسطة محتوى الكتاب المقدس، إذ وضوح جزء من سفر ما قد يعتمد على جزء من سفر آخر. هذا يعني أيضاً إن علينا فهم الكتاب المقدس ككل وليس في سياق النص المحدود.

فهم الكتاب المقدس يجب ان لا يكون طبقاً لما نحمله من أفكار ورغبات مسبقة بل علينا بكل طاعة وإحترام ان نتقبل كلمة الله ومحاولة فهمها كم هي بدون فرض لوجهة نظرنا. لو نظرنا للهراطقة لوجدنا مثالاً واضحاً لمن يقرأ بحكم مسبق محاولاً تسخير النصوص الفردية لتأييد فكر ما. ليس الهراطقة فقط بل الشيطان نفسه إقتبس من الكتاب المقدس في محاولته لإغراء المسيح في تجربة على الجبل.

الرسالة الأساسية للكتاب المقدس بسيطة وواضحة وغير معقدة لكن الكتاب المقدس بصورة عامة يحتاج لعناية ودراسة لكي يُفهم محتواه بصورة سليمة، فهناك الكثير من المواضيع اللاهوتية العميقة التي تطرق لها الكتاب المقدس والتي تحتاج لمجهود كبير ومنهج سليم في فهمه.

هناك مبادئ عامة لمنهج فهم الكتاب المقدس بصورة سليمة منها:
  • تفسير الكتاب المقدس بحسب تخصص أسفاره: الكتاب المقدس يحتوى أسفار عديدة منها الأدبي والتاريخي الخ. فعلينا تفسير الأمثال الأدبي على كونها أمثال وعلى كون القصص التاريخية كتاريخ وعلى كون القصص للتعليم. لو أخذنا قصة الله وتقديم اسحق بيد إبراهيم علينا ان نفهم مقصد الله من القصة من ناحية تعليمية وان لا نستنتج ان الله لا يعرف إيمان إبراهيم لان الكتاب المقدس يُخبرنا في موضع آخر ان الله كُلي العلم والمعرفة.
  • النصوص الضمنية يجب تفسيرها على ضوء النصوص الواضحة: علينا ان نفهم النصوص الضمنية وما تحتوي من إشارات غير واضحة بواسطة الإعتماد على نصوص آخرى أكثر وضوحاً. علينا الإبتعاد عن محاولة فهم تلميحات النصوص بصورة تتعارض مع الصورة الكاملة التي تقدمها النصوص الآخرى.
  • الكتاب المقدس والمنطق: الكتاب المقدس كُتب بلغة البشر مُقدماً للبشر بصورة مفهومة وغير معقدة. هذا يعني ان المنطق البشري السليم في فهم النصوص هو اداة مشروعة في فهم سياق الكتاب المقدس لانه لا يتعارض مع المنطق البشري. فعلينا ان نفهم الكتاب المقدس بصورة منطقية سليمة او ان لا نخرج بخلاصات غير منطقية.

الخلاصة
علينا ان نفهم الكتاب المقدس فهو إعلان الله لنا. طريقة فهم الكتاب المقدس الأساسية هي ان الكتاب المقدس يشرح نفسه بنفسه. علينا ان نفهم الكتاب المقدس بدون افكار واحكام مسبقة بل علينا ان نفهم ما يعني الكتاب المقدس فعلاً عن طريق اتباع المبادئ العامة في التفسير.


شواهد كتابية للتأمل
  • أعمال 15: 15 - 16
  • أفسس 4: 11 - 16
  • بطرس الثانية 1: 16 - 21
  • بطرس الثانية 3: 14 - 18
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 01 - 2014, 10:19 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
Rita Fady Female
مميز | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية Rita Fady

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1402
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الكنيسة المنتصرة
المشاركـــــــات : 183

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rita Fady غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي

الدرس السادس: فِهم الله


موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي



تطرقنا في الدروس السابقة الى الإعلان الإلهي وفِهم كلمته التي نقلها لنا الأنبياء والرسل بالوحي المقدس. فِهمنا للكتاب المقدس وللإعلانات الإلهية هو مصدر فِهم الله.

الحقائق المسيحية المعلنة في الكتاب المقدس هي حقائق بسيطة يمكن فهمها بكل سهولة، فإعلانات الله ليست مقدمة للفلاسفة او الحكماء، بل هي معطاة للجميع بصورة واضحة. فالله يتكلم إلينا بلغتنا، أي بلغة سهلة بسيطة مفهومة كما يكلم الوالد إبنه، مبتغياً إيصال فكره وكلمته لنا.
في نفس الوقت تبقى الحقائق المسيحية بكل بساطتها عميقة جداً لها ان تشغل أذهان علماء اللاهوت لسنين طويلة.

بالرغم من بساطة وعُمق الإعلان الإلهي لكن نبقى نحن كبشر غير قادرين على فِهم الله بشكل تام. فنحن بشر محدودون والله غير محدود فلا يمكن للمحدود ان يحتوي كل الغير محدود ولا يمكن للغير محدود ان نضعه في حيز محدود.

علينا ان نتقبل ان الله غير محدود لكن في نفس الوقت علينا ان نفهم ان هذا لا يعني اننا لا نعرف اي شئ عن الله. نحن نعرف الكثير عن الله لكن ما نعرفه هو محدود مقارنة بالله الغير محدود. فالله أعلن عن نفسه وعن ذاته وهذا ما نعرفه لكن معرفتنا عن الله هي جزئية ومحدودة وليست كاملة شاملة. نحن نعرف الله بالدرجة التي أختارها هو ان يعلن عنها في إعلانات في الكتاب المقدس كما تقول كلمة الرب في تثنية 29 : 29 "
السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا وَالمُعْلنَاتُ لنَا وَلِبَنِينَا إِلى الأَبَدِ لِنَعْمَل بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ».".


الخلاصة
الحقائق المسيحية المعلنة لنا هي حقائق يسهل فهمها وتقبلها لكن في نفس الوقت تحمل معاني وأعماق تستطيع شغل أذهان أكبر علماء اللاهوت.
معرفتنا بالله وإعلاناته هي معرفة محدودة مقتصرة على ما أعلنه الله لنا، فالله غير محدود ولا يمكننا كبشر محدودين ان نفهم كل الله الغير محدود.
عدم فهم الله بالكامل بسبب عدم محدوديته لا يعني اننا لا نعرف اي شئ عن الله، بل نحن نعرف الكثير عن الله بحسب إعلاناته.

شواهد كتابية للتأمل
  • أيوب 38
  • مزمور 139
  • إشعياء 55: 8 - 9
  • كورنثوس الأولى 2
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 01 - 2014, 10:19 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
Rita Fady Female
مميز | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية Rita Fady

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1402
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الكنيسة المنتصرة
المشاركـــــــات : 183

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rita Fady غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي

الدرس السابع: الثالوث القدوس

موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي


تطرقنا في الدرس السادس عن فِهم الله وعن كون الله غير محدود يصعب علينا فهمه بالكامل. الثالوث القدوس هو أحد التعاليم التي تصعب علينا ولا يمكن لشخص ان يتوصل لها بواسطة منطق بشري بل تحتاج لإعلان إلهي يكشف عن هذه الطبيعة الإلهية. فالقارئ ممكن ان يقع في الوهلة الأولى في مشكلة عدم فهم وحدانية الله ويستنتج بعجالة ان هناك ثلاثة الهة او ان ثلاثة الهة تعني إله واحد.

تعبير الثالوث يصف طبيعة الله ويُعرف ملء اللاهوت من ناحية وحدته وتنوعه، فالله واحد في الجوهر لكن له ثلاثة أقانيم. فوحدة الله هي من ناحية جوهره وكينونته في حين تنوع الإلوهية عُبر عنها بالأقانيم.
هذا يُفسر لنا عدم وجود تعبير الثالوث القدوس في الكتاب المقدس، لانه تعبير يصف الطبيعة الإلهية الجلية في الكتاب المقدس، فالكتاب المقدس يُعلن لنا ان الله واحد ويعلن لنا في نفس الوقت الألوهية التامة للآب والإبن والروح القدس. فتعبير الثالوث الغير موجود في الكتاب المقدس لا يعني عدم وجود فكر الثالوث لانه صيغة ووصف يُستعمل ليصف طبيعة الله التي أعلنت لنا في الكتاب المقدس.

نستطيع فهم الثالوث من خلال النظر لأعمال الله وإشتراك الأقانيم فيها. فنرى مثلاً ان الله حقق خلاصه في البشرية كالآتي:
  • الآب يبدأ الخلق والفداء
  • الأبن يفتدي الخليقة
  • الروح القدس يجدد ويُقدس ويطبق الفداء على المؤمنين.
لقد حافظت الكنيسة بكل حرص على هذا التعليم فلم تترك المجال لأي هرطقة تدعي بأن الأقانيم هي ظهورات أو تثليث (تعدد الألهة). هذا يعني إن الكنيسة كانت واعية وفاهمة للمعنى الحقيقي للإعلان الإلهي عن الثالوث القدوس وفي نفس الوقت استطاعت التمييز والتفرقة بين الهرطقات وبين الإعلان الإلهي.

بالرغم من الإعلانات الإلهية والإشارات الواضحة في الكتاب المقدس عن الثالوث والأقانيم الا إن هذا التعليم الكتابي لا يشرح طبيعة الله بصورة شاملة، بل بالاحرى يشرح لنا الطبيعة الألهية التي يُريد الله الإعلان عنها (لاننا بعقلنا المحدود لا نستطيع إستيعاب طبيعة الله كاملةً) واضعاً حدوداً لا يجب علينا ان نتعداها.

الخلاصة
عقيدة الثالوث تُعلن وتؤكد لنا ان الله مثلث الأقانيم فالله واحد في الجوهر وله ثلاثة أقانيم هي الآب والإبن والروح القدس. في نفس الوقت يؤكد لنا الكتاب المقدس وحدانية الله وإلوهية كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة. عقيدة الثالوث لا تشرح طبيعة الله بالكامل بل تقدم لنا الإعلان الإلهي المحدود بحدود تفكيرنا البشري القاصر عن فهم الله بالكامل.

شواهد كتابية للتأمل
  • تثنية 6 : 4
  • متى 3 : 16 و 17
  • متى 28 : 19
  • كورنثوس الثانية 13 : 14
  • بطرس الأولى 1 : 2
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 01 - 2014, 10:21 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
Rita Fady Female
مميز | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية Rita Fady

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1402
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الكنيسة المنتصرة
المشاركـــــــات : 183

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rita Fady غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي

الدرس الثامن: الله كائن في ذاته

موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي



تعرفنا سابقاً على إن الله خالق الكون وما فيه من خليقة، فالخليقة تحمل سمة الله الخالق وتشهد له كإعلان إلهي عام.

تفكيرنا بالخليقة يجعلنا ان نفكر بالله ووجوده، كيف وجد الله؟ هل كان لله بداية؟

الجواب يقدمه لنا الكتاب المقدس موضحاً ان الله أزلي وأبدي وبالتالي هو ليس مخلوق وليس له بداية، فلا يمكن ان يخلق الله نفسه ولا يمكن ان يكون الله بدأ من بداية ما، لأنه كان دائماً ويكون أبداً.

الفرق بين الله والخليقة إنه لا يحتاج الى مصادر خارجية لوجوده وإستمراره، على العكس من الخليقة التي تحتاج لوجود خالق كمصدر لها. وهذا ما تعنيه العقيدة المسيحية بإن الله كائن بذاته، اي لم تكن له بداية ولم يكن أحد طرفاً في كينونته، بل هو موجود وكائن بذاته. الله منبع ومصدر كل وجود فهو وحده الذي له في ذاته قوة ان يكون.

قد يعترض البعض ويتحجج بأن لكل نتيجة سبب، فالخليقة هي نتيجة سببها خلق الله. هذا صحيح من ناحية التعريف والتطبيق على الأشياء التي هي نتيجة شئ او فعل ما، لكن من المهم أن نتفهم ان الله ليس نتيجة فلم تكن له بداية ولا وجود لسبب وجوده، لانه كما ذكرنا له قوة الكينونة بنفسه وبذاته.

قد يصعب علينا فهم أزلية وأبدية الله بسبب كوننا مخلوقات لها بداية ونهاية وليست موجودة بذاتها بل أوجدها الخالق، لكن هذا لا يعني أن نُطبق قوانين الخليقة على الخالق ولا يعني ان نفسر وجود الله بحسب وجودنا.

الخلاصة
الله هو خالق الكون وما فيه، فالخليقة هي نتيجة خلق الله المسبب لكل وجود. وجود الخليقة لا يُفسر وجود الله، فالله كائن بذاته. قد يصعب علينا فهم وجود الله الذاتي والأبدي لانه عمق مهول في الطبيعة الإلهية لكن علينا تقبل إن الله لم يوجده شئ بل هو له قوة الوجود بذاته وهو مصدر كل وجود في الكون.


شواهد كتابية للتأمل
  • مزمور 90 : 2
  • يوحنا 1 : 1-5
  • أعمال 17 : 22-31
  • كولوسي 1 : 15-20
  • رؤيا 1 : 8
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 01 - 2014, 10:21 AM   رقم المشاركة : ( 10 )
Rita Fady Female
مميز | الفرح المسيحى

الصورة الرمزية Rita Fady

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1402
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الكنيسة المنتصرة
المشاركـــــــات : 183

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rita Fady غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن أساسيات الإيمان المسيحي

الدرس التاسع: الله كلي القدرة



في فترة خدمة المسيح كثيراً ما ظهرت قوة الله وقدرته الكلية على فعل كل شئ في خليقته. هذا الشئ وضحه المسيح للجموع التي تبعته عند خروجه من الجليل ودخوله لليهودية (متى 19 : 26): فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «هَذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ».

كثيراً ما يُساء فهم قدرة الله وكثيراً ما يُطرح هذا السؤال المشكك في قدرة الله: هل يستطيع الله ان يخلق صخرة اكبر من ان يستطيع حملها؟

للوهلة الأولى يبدو إن السؤال من النوع التعجيزي فمهما كان الجواب سيكون ذلك طعن في قدرة الله. إن قلنا نعم ان الله يستطيع خلق صخرة اكبر من ان يحملها فهذا يعني ان الله محدود في قدرته ولا يستطيع حمل الصخرة. في نفس الوقت إن قلنا لا، فهذا يعني إن الله لا يستطيع ان يخلق الصخرة وبالتالي غير كلي القدرة.

قبل ان نرد على السؤال علينا ان نقارن المثال أعلاه بقوانين الفيزياء التي نعرفها. لنعتبر قدرة الله هي قوة تستطيع تحريك كل الأشياء ولنعتبر الصخرة كبيرة لدرجة لا يمكن تحريكها. هل يمكن للقوة الغير محدودة وللصخرة الكبيرة ان يكونوا متواجدين في نفس الوقت؟ هل يمكن ان توجد قوة تحرك الصخرة وصخرة لا تحرك في نفس الوقت؟ بطبيعة الحال لا، فلا يمكن للأثنين التواجد معاً.

لنرجع لله وقدرته ولنحاول فهم معنى القدرة الألهية قبل ان نضعها في امثلة ومعادلات. فما معنى ان الله كلي القدرة. هل يستطيع الله فعل كل شئ؟ ما هي الأشياء التي يستطيع الله فعلها؟

الله كُلي القدرة لا تعني ان الله يفعل كل شئ. فالله لا يكذب ولا يموت ولا يفعل اي شئ يتعارض مع طبيعته. معنى القدرة الإلهية هي إن الله له القدرة والسلطان الكامل على خليقته وعلى اي شئ يتماشى مع طبيعته.

لنرجع للسؤال التعجيزي من جديد وننظر فيه من جديد بعد تعرفنا على معنى "كلي القدرة" بالمعنى الأدق. والجواب سيكون لا، لا يمكن لله ان يخلق صخرة أكبر من ان يحملها لانها لا تتماشي مع طبيعته وتخرج عن سياق سلطانه على خليقته.
يمكننا ان ننظر اليها من زاوية اخرى ونقول ان خلق الله لشئ خارج عن قدرته هو كسر لقانون القدرة الإلهية وبالتالي لا يمكن لله ان يتنازل عن قدرته لخلق هذه الصخرة.

عندما نقول ان كل شئ ممكن عند الله وإنه بمقدوره ان يعمل كل ما يشاء لانه لا يوجد شئ يحد قوته وقدرته، لكن في نفس الوقت لا يمكن لله ان يفعل اي شئ ضد طبيعته.

معرفة قدرة الله بصورة صحيحة هي مصدر عزاء للمسيحي المؤمن، فنحن نؤمن ان الكون وما فيه بين يدي الله، فقد أظهر الله قوته من الخروج من مصر الى قيامته المجيدة، بل ما زال يعمل ويصنع العجائب بقدرته الغير محدودة. فيا له من شعور مريح ان نعرف إن الله مخلصنا هو إله كلي القدرة قادر على تقديم العون والمساعدة لنا في اي وقت يتناسب مع مشيئته وطبيعته.

الخلاصة
عندما نقول ان الله كلي القدرة علينا ان نفهم أبعاد قدرته، إذ هي قدرة غير محدودة تتماشى مع مشيئته وطبيعته فلا يمكن لله ان يعمل اي شئ ضد مشيئته او طبيعته.
عندما نقول إن الله كلي القدرة فهنا نشير الى سلطان الله وقدرته وسيطرته التامة على خليقته، لا يوجد اي شئ مخلوق خارج قدرة الله ولا يمكن لله ان يخلق شئ خارج قدرته.
قدرة الله هي مصدر راحة وتعزية للمسيحي المؤمن، فلنا ثقة في قدرة الله فهو هو الذي خلق الكون هو هو الذي حقق خلاصنا وهو هو الذي يعزينا ويعيننا في حياتنا ليوم مجيئه.

شواهد كتابية للتأمل
  • تكوين 17 : 1
  • مزمور 115 : 3
  • رومية 11 : 36
  • أفسس 1 : 11
  • عبرانيين 1 : 3
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موضوع الصليب أساسي في الإيمان المسيحي
موضوع متكامل عن الرجاء المسيحى
الصليب (موضوع متكامل)
موضوع متكامل عن الملائكة
موضوع متكامل عن سر التوبه


الساعة الآن 02:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024