موقع جنة عدن
هناك نظريات عديدة عن الموقع الذي كانت تشغله جنة عدن فكان "كالفن" -مثلًا- وكثيرون بعده مثل "دلتزج" وغيره، يعتقدون أنها كانت تقع في مكان ما في جنوبى بلاد بين النهرين، وأن " فيشون وجيحون " إما أسماء قناتين كانتا تصلان بين الدجلة والفرات أو رافدين لهما ومفاد هذه النظريات ان الرؤوس الاربعة (تك 2:10) كانت روافد تجتمع معًا في مجرى واحد يصب في الخليج الفارسي
ولكن هناك نظريات أخرى ترى أن هذه الرؤوس كانت أنهارًا تنبع من مصدر واحد وبناء عليه تفترض أن الجنة تقع في منطقة أرمينية التي ينبع منها الدجلة والفرات، وأن " فيشون وجيجون " نهران من الانهار الصغيرة في أرمينية والقوقاز. بل يذهب البعض إلى افتراض أنهما السند والكنج في الهند.
وعبارة "في عدن شرقًا" (تك 2:8) تعني حرفيا ً"في عدن من الأمام" مما قد يعنى أن "الجنة" كانت في الجزء الشرقى من "عدن" أو أن عدن " كانت إلى الشرق من وجهة نظر الكاتب.
وفي ضوء اعتبار أن الطوفان كان شاملًا فإن المعالم الجغرافية التي كان يمكن أن تساعد على تحديد موقع جنة عدن، قد تغيرت تمامًا، مما يتعذر معه تحديد هذا الموقع.
+ لقد جاء في الكتاب المقدس: "وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس. اسم الواحد فيشون.. واسم النهر الثاني جيحون.. واسم النهر الثالث حداقل.. والنهر الرابع الفرات" (تك10:2-14). ولكي يكون هذا الكلام صحيحًا، ينبغي أن نتأكد من وجود الأربعة أنهار. وبالبحث الأولي نلاحظ وجود نهرين في العراق باسم نهر "الفرات" ونهر "دجلة"، وهو نهر "حداقل". ومن هنا يصبح احتمال وجود جنه عدن في العراق أمرًا متوقعًا. ولكن أين باقي الأنهار؟
لقد حاول الكثير من الباحثين في البحث عن باقي الأنهار عبر التاريخ، وكانت آراء كثيرة في هذا الصدد. فالبعض أعلن أن المقصود بالنهرين فيشون وجيحون هو نهر النيل، وآخرون يقولون أنهما نهر آراس أو نهر الهندوس..
ولكن هذه التخمينات لا تتفق مع ما يذكره الكتاب المقدس، لبُعد المسافة بين هذه الأنهار وبين نهري دجلة (حداقل) والفرات. واقترح البعض أن اسم نهر "كوخا" في جنوب غرب إيران، حيث كان هذا النهر يصل قديمًا في الخليج العربي (الفارسي) مع نهري دجله والفرات.
إلى أن أتى العالِم والباحث الألماني "دلتش" واكتشف في بابل قائمة بأسماء الأنهار القديمة التي كانت معروفة وقتئذ، فوجد من بينها أسماء "فيشانو" وهو القريب من "فيشون"، و"جيجانو" وهو متشابه مع "جيحون". ووجد أنهما كانا قريبين جدًا من دجلة والفرات.
ومن المُلاحَظ علميًا لأي نهر أنه بدايته يكون كثير الفروع، ثم ينحصر عدد هذه الفروع تدريجيًا.. وهذا واضح بالنسبة لنهر النيل الذي يحكي لنا تاريخه أنه كان قبلًا كثير الفروع.. ولازلنا نكتشف آثارًا لتلك الفروع القديمة للنيل.
ومن هنا يتضح أن جنة عدن كانت في أرض العراق.. وهذا ما تؤكده عدة نقاط، منها:
1- أن العرق من البلاد قديمة التاريخ جدًا.
2- أن أراضي العراق من أخصب الأراضي في العالم.
3- الوثائق الأثرية تشير أن سهول العراق الكائنة إلى جنوب غرب بابل كانت تُدعى عدن