إلى متى تنام أيها الكسلان، متى تنهض من نومك (أمثال 6: 9)
نفس الكسلان تشتهي ولا شيء لها، ونفس المجتهدين تسمن (أمثال 13: 4)
طريق الكسلان كسياج من شوك وطريق المستقيمين منهج (أمثال 15: 19)
الكسل يلقي في السُبات والنفس المتراخية تجوع (أمثال 19: 15)
شهوة الكسلان تقتله لأن يديه تأبيان الشغل (أمثال 21: 25)
الكسلان أوفر حكمة في عيني نفسه من السبعة المُجيبين بعقل (أمثال 26: 16)
ثم جاء الذي أخذ الوزنتين وقال يا سيد وزنتين سلمتني، هوذا وزنتان أُخريان ربحتهما فوقهما. قال له سيده: نعماً أيها العبد الصالح والآمين كنت أميناً في القليل فأُقيمك على الكثير، أُدخل إلى فرح سيدك. ثم جاء أيضاً الذي أخذ الوزنة الواحدة وقال: يا سيد عرفت انك إنسان قاسِ تحصد حيث لم تزرع وتجمع حيث لم تبذر (هذا بسبب كسل العبد وحجة تبرير موقفه). فخفت (التقوى الغاشة) ومضيت وأخفيت وزنتك في الأرض هوذا الذي لك. فأجاب سيده وقال له: أيها العبد الشرير والكسلان عرفت إني أحصد حيث لم أزرع واجمع من حيث لم أُبذر. فكان ينبغي أن تضع فضتي عند الصيارفة فعند مجيئي كنت آخذ الذي لي مع ربا. فخذوا منه الوزنة وأعطوها للذي له العشر وزنات. لأن كل من له يُعطى فيزداد ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه. والعبد البطال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصرير الاسنان. (متى 25: 22 - 30)
لا تتكاسلوا أو تَهملوا عمل أيديكم بحجة ان هذا من العالم؛ لأن العمل هو الذي يكشف قوة عمل الله في النفس، وهذا يظهر في الأمانة وعمل كل شيء بإتقان وتدقيق في حكمة وتدبير حسن، فالطالب أميناً في تحصيل دروسه ومجتهد في حضوره المدرسة أو المحاضرات، لا يغيب أو يتوانى أو يتأخر في الحضور وينتبه لكل ما يُقال بتركيز عالي وتفاعل إيجابي، والموظف أمين مجتهد جداً في وظيفته لا يهمل ولا يتحجج لكي يأخذ أجازات او يعمل عمله برخاوة، والمدير أو المسئول يتفانى في عمله ولا يحابي بالوجوه ولا يضر أحد أو يعطي حق لواحد على غير حقه، أو يظلم شخص أو يتقرب لآخر على حساب آخر، وهكذا كل واحد في موضعه يفعل حسب الأمانة الموضوعة عليه بلا محاباة أو ميل غير منضبط في الحق ..
فعموماً كل عمل يتم بأمانة وإخلاص يُظهر قوة النعمة التي تملك على قلب الإنسان، لأن أن لم نستطع أن نكون أمناء كيف نستطيع أن نشهد، لأن العالم اليوم لا يحتاج لكلمات تشهد عن الله، بل يحتاج إنجيل حي مقروء من جميع الناس، لأن الإنجيل حي ناطق في الإنسان المسيحي الذي أساس حياته وصخرته رب الجنود الكامل شخص المسيح الحي الأساس المبني عليه، لذلك لا ينبغي أن نتوانى عن التأمل والصلاة الدائمة التي من خلالها نتشرب من قوة النعمة وصلاح الله وتنطبع علينا صورة مسيح القيامة والحياة، وكل هذا يظهر في عمل أيدينا الذي منه نستطيع ان نأكل ونحيا في هذا العالم، لأننا من خلال أمانتنا في كل شيء نُظهر القوة التي فينا ونشهد للعالم أن المسيحي الحقيقي الحي بالله هو أكثر شخص قادر على أن يحافظ على المجتمع ويرفعه لمرتبة المجد السماوي بتعب يدية التي تتبارك بقوة نعمة الله الحي التي تسكنه...
وعلينا يا إخوتي أيضاً أن نحرُس قلوبنا مقابل كل الأفكار الغريبة عن روح المسيح؛ كي لا ينشغل القلب بأي شيء آخر، أو بأي عمل غريب غير صالح من أعمال العالم الساقط من جهة شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة؛ بل علينا أن نفحص ذواتنا على ضوء كلمة الله الحية لنعلم من أين تأتي عثراتنا لكي نتجنبها فتنضبط حياتنا ونسلك في النور.