منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 04:04 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة الشر هو في سوء الأستخدام


حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة الشر هو في سوء الأستخدام


حياة الفضيلة والبر

بقلم قداسة البابا شنودة

الشر هو في سوء الأستخدام

هناك أسباب تؤدي إلي الخطية وإلي الشر ، ولعل في مقدمة هذه الأسباب : سوء الإستخدام . فما المقصدو بهذا ؟
إن الله قد وهبنا عطايا كثيرة . ولكننا نسئ استخدامها .
وهناك في الحياة أشياء كثيرة ، يمكن أن تستخدم في الخير ، ويمكن أن تستخدم في الشر .
هي في ذاتها ليست خطية ، إنما الخطية هي في سوء إستخدامها .
***
فما تفسير هذا كله ؟ فلنحاول معاً أن تنفهم الأمور جيداً ، حتي نستطيع أن نحدد اين يوجد الحطأ ؟ وما هو مصدره ؟ ولنبدأ ببعض المواهب ، ونتدرج ايضاُ إلي المادة ، وإلي الغرائز ، وإلي المخترعات ، ونفحص الأمور جيداً .





أعطانا الله عاطفة الحب . وهي ليست خطأ .بل الخطأ هو اننا لا نحب . وقيل عن الله تبارك إسمه
" الله محبة " {1يو8:4}. وقال الرسول " كل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله "{1يو7:4}.
الخطأ هو أن نسئ استخدام الحب ، ونوجهه توجيهاً غير سليم .
***
الحب أصلاً يكون موجهاً إلي الله ، وإلي الناس داخل نطاق محبة الله . ويكون موجهاً إلي الخير والمثاليات ، وإلي السماء والأبدية .
وقد قال الوحي الإلهي " تحب الرب إلهك من كل قلبك ، ومن كل نفسك ، ومن كل قدرتك "{تث5:6}. هذه هي الوصية العظمي في الناموس . والثانية مثلها " تحب قريبك كنفسك "{مت39:22}.
ولكن نخطئ إذا أسانا استخدام الحب ،فأصبحنا نحب العالم أو الجسد او المادة او الذات .
وفي هذا قال الكتاب " محبة العالم عداوة لله "{يع4:4}. وقيل " لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم . إن أحب احد العلم فليست فيه محبة الآب . لأن كل ما في العالم : شهوة الجسد وشهوة العين ، وتعظم المعيشة "{1يو2: 15، 16}.
***
كذلك يخطئ الإنسان إن أحب ذاته محبة خاطئة .
فليس خطأ أن يحب الإنسان ذاته محبو روحية ، كما قيل : تحب قريبك كنفسك " . ولكن إذا أساء استخدام محبته لنفسه ، بحيث توجهت هذه المحبة إلي الجسد والذات ، أو إلي العظمة والكبرياء حينئذ تصبح محبة الذات خطية .
ومن ضمن محبة العالم : محبة المال .




المال ليس شراً في ذاته ، إنما الشر في سوء إستخدامه .
فقد كان أبونا إبراهيم أوب الآباء غنياً ، وكان أمام الله . ,ايوب الصديق كان اغني بني الشرق ، ومع ذلك كان رجلاً كاملاً ومستقيماً يتقي الله ويحيد عن الشر {اي8:1}. " وكان أباً للفقراء ، وعيوناً للأعمي ، وأرجلاً للعرج . وكم أنقذ المسكين المستغيث واليتيم الذي لا معين له . وكم جعل قلب الأرملة يسر "{أي29: 12- 16}. لقد استخدم ماله بطريقة سليمة .


وبالمثل كان يوسف رجلاً غنياً {مت75:27}. وهو الذي كفن السيد المسيح ودفنه . وفي الجيل السابق لنا كان إبراهمي الجوهري رجلاً غنياً . وكان إنساناً باراً ينفق علي الكنائس والأديرة ، ويعول الفقراء والمعوزين .
***
ولكن يصير المال شراً ، إذا اسئ إستخدامه ، في اللهو ، وملاذ الدنيا ، أو اعتمد الإنسان عليه ، وصار مجالاً للكبرياء . وليس عيباً أن يمتلك الإنسان مالاً ، إنما العيب ان يمتلك المال هذا الإنسان ..





ليس الغضب شراً في ذاته ، فهناك غضب مقدس .
والغضب المقدس هو الذي يمنح الإنسان الغيرة المقدسة ، والنخوة والشهامة ، والدفاع عن الحق . ويبقي الغضب مقدساً ، إن كانت وسيلة مقدسة ، ودوافعه مقدسة . وهنا نفرق بين الغضب والنرفزة ، فالنرفزة هي تعب في الأعصاب . وقد يضغب الإنسان ، ويبقي في وقاره ، متزناً ، محتفظاً بأعصابه .
وقد غضب موسى النبي ، عندما عبد الإنسان العجل الذهبي ، وأحرق هذا التمثال بالنار ، وطحنه وذراه علي وجه الماء ، وبكت أخاه هرون {خر32: 20، 21}.
***
ولكن إذا إسئ أستخدام الغضب ، يصبح خطية .
وذلك إذا استخدم من أجل كرامة شخصية ، أو بقسوة وبغير سبب يدعو إليه ، أو إذا خلط هذا الغضب بالفاظ غير لائقة ، أو باعتداء ، أو بإهانات وجرح الشعور ، أو بعنف ، أو ببظلم . ففي كل هذا يصبح الغضب خطية ، لأنه قد أسئ استخدامه .




ليس الفن خطيئة ، لأنه يمكن استخدامه في الخير .
نقول هذا عن الشعر ، والموسيقي ، والرسم ، والنحت ، ونقوله أيضاً عن التمثيل في المسرح أو السينما ، وسائر الفنون الأخري إذا كان استخدامها في الخير .
***
كان داود النبي شاعراً ، وكان موسيقياً ....
كان ينظم المزامير شعراً ، ويغنيها علي مزماره وكان يحس الضرب علي العود " {1صم16: 16، 18}. وكان آساف ايضاً شاعراً ومغنياً ، ومريم النبية أخت هرون كانت تضرب علي الدف ، وتغني للرب . وقد فعلت في معجزة شق البحر الأحمر ، وهي تقود النساء في التسبيح {خر15: 20، 21}. والرسول يقول " بمزامير وتسابيح وأغاني روحية ،
مترنمين في قلوبكم للرب " {أف19:5}. والغناء الروحي موجود في الكنيسة في الألحان والتراتيل والتسابيح ، بل في القداس الإلهي نفسه . والمزمور يقول " غنوا للرب أغنية جديدة " " رنموا للرب "{مز98:95}. وسفر نشيد الأناشيد يمكن أن يترجم اغنية الأغنيات The Song of the Songs .
***
إذن الغناء ليس خطأ في ذاته ، ولكن إذا أسئ استخدامه في المجون والعبث ، حينئذ يصبح خطية .
ونفس الوضع بالنسبة إلي الشعر ، وإلي الموسيقي ، يتوقف الخير أو الشر فيهما علي حسن الإستخدام او سوء
الإستخدام . ونفس الكلام نقوله عن الرسم والنحت . فلوقا الإنجيلي كان رساماً . ولا ننسي ميشيل انجلو وأيقوناته في الكنائس . أما الرسامون الذين يسيئون أستخدام الموهبة إلي الغرائز الجسدية ، فهؤلاء يخطئون بسوء الإستخدام .
وتبقي الموهبة صالحة إذا استخدمت حسناً ، كما قيل :



" كل شئ طاهر للطاهرين "{تي15:1}.




هو أيضاً يتوقف خيره أو شره علي أستخدامه .
فالخيال الخيرهو مصدر القصص النافع المفيد ، والشعر الروحي المؤثر ، بل قد يكون مصدراً صالحاًُ للتأمل . ويمكن للإنسان ان يسرح خياله في السماء والملائكة والأبدية ، بل وفي صفات الله نفسه .
ويصبح الخيال شراً ، إذا أسئ استخدامه ، كما في أحلام اليقظة وتصور الشرور في الذهن .
أي إذا سرح خياله في خطية ...




الطموح يكون خيراً إن كان سعياً وراء الكمال .
وفي ذلك قال الرسول " إذا أنسي ما هو وراء ، وأمتد إلي ما هو قدام "{في3: 13}. ولولا الطموح ، ما كان النمو الروحي في الفضيلة ، وما كان السعي إلي استرجاعنا لصورة الله فينا . ويكون الطموح خيراً إذا سعي الإنسان إلي إن يكون ناجحاً في كل عمل تمتد تمتد إليه يده {مز3:1}. كما كان يوسف ناحجاً في كل شئ {تك3:39}.
***
أما إذا أسئ استخدام الطموح ، وصار طموحاً في العظمة والماديات ، وفي الإنتصار علي الآخرين ، حينئذ يصبح خطية .
كذلك إذا قاد الطموح إلي الحسد أو إلي الكراهية ، أو إلي التآمر علي الآخرين لأخذ مراكزهم .. هنا نكون قد أسانا أستخدام الطموح .




العقل موهبة من الله ، يمكن أن تستخدم في الخير وفي الشر .
العقل إذا استخدم في خير الإنسان روحياً ، وفي خير البشرية ، وفي التوصل إلي السلوك السليم ، حينئذ يتحول إلي
حكمة طاهرة نافعة .
***
ولكن العقل يسئ البعض استخدامه ، كالخطاة والمجرمين وكالشيطان نفسه .
ومن هنا قد يستخدم العقل في تدبير المؤامرات ، مثلما كان يفعل اخيتوفل . ومثلما استخدمت الملكة إيزابل عقله في الفتك بنابوت اليزرعيلي {1مل21} ومثلما يدبر الشيطان لإهلاك البشر ، ومثلما يفعل العظماء في إختراع أسحلة تدميرية فتاكة . وكما يفعل أصحاب الحيل والدهاء والمكر ...
هنا يكون قد اساء استخدام عقله ، في ضرر الآخرين او ضرر نفسه .



يمكن أستخدام الإختراعات في الخير أو في الشر .
الطاقة الذرية مثلاً التي استخدمت في تدمير هيروشيما ، يمكن أن تستخدم سلمياً من أجل خير البشرية . هي ليست شراً في ذاتها ، ولن الشر يمكن في سوء إستخدامها .


يسأل البعض أحياناً : هل الراديو والتلفزيون حلال أم حرام ، خير أم شر ؟ وكذلك التمثيل ؟
يمكن استخدام هذه المخترعات في الخير ، إذا اشرف عليها أناس روحيون يهتمون بنقاوة القلب والفكر ، وبقيادة الإنسان في طريق الخير .
والكنيسة تستخدم المخترعات الحديثة .
مثل الميكروفونات ، ومكبرات الصوت ، والفيديو ، واجهزة التسجيل ، وكل المخرعات النافعة .
***
ويمكن أن يستخدم المسرح والتمثيل في متعة الناس روحياً .
وذلك بتقديم روايات دينية من الكتاب المقدس ، أو من تاريخ الكنيسة ، أو حتي من الخيال ، المهم ان تترك ثأثيرها الروحي العميق في نفوس مشاهديها .





يمكن أستخدامها في الخير ، وإذا أسئ استخدامها تصبح شراً .
والدين يدعونا أن نكون أقوياء . والإنسان القوي الشخصية ، هو إنسان نافع للمجتمع ، ونافع لسرته ، ونافع لنفسه في الإنتصار علي كل إغراءات الشر . وهنا أحب ألا يفهم الناس الوتاضع فهماً خاطئاً ، يكون مظهره الضعف والتخاذل .
***
فالسيد المسيح كان متواضعاً جداً ، وفي نفس الوقت كان قوي الشخصية ، وكان يفحم الكتبة والفرسين والصدوقيين وغيرهم في كل حواره معهم . وكانوا يشعرون بقوته وكان الجميع يبهرون بشخصه ...
***
ولكن إذا أسئ أستخدام القوة ، وتحولت الي البطش والعنف ، أو الاستبدال والتسلط أو تحولت إلي الأرهاب والظلم ، حينئذ تصبح شراً .
وهنا نميز بين القوي العادل النافع ، وبين القوي المغلوب من نفسه المتسلط علي غيره كل شئ نافع إذا أسئ أستخدامه يتحول إلي شر .



لا أظن أن أحدأ في العالم يقول أن الحرية شر . ولكن لأشك أن سوء إستخدام الحرية هو خطية بلا شك .
كأن يستخدم إنسان حريته في فعل ما لايليق ، أو بغير ضابط خلقي .. أو أن يستخدم حريته في اقلاق الآخرين وإرعاجهم ، أو في ان يكون عثرة لهم ، وسبباً في سقوطهم .
أو أن يستخدم حريته في اللعب واللهو ويترك دروسه فيقشل .
أو أن يستخدم الإنسان حريته في الإعتداء علي حريات الأخرين أو علي حقوقهم ، أو في إنتهاك النظام العام ..
هنا يكون الإستخدام السئ للحرية خطية .




ليست الغريزة خطأ في ذاتها ، وإلا ما خلقها الله فينا .
كما أن المادة ليست خطأ في ذاتها ، وإلا ما كان الله خلقها . إنما المهم أن تسير الغريزة في مجراها الطبيعي ،
ولا يساء استخدامها ...
وموضوع الغرائز موضوع طويل ليس الآن مجاله ...

ونفس الكلام نقوله علي الرغبات .




المادة ليست شراً في ذاتها ، إذا أسئ إستخدامها تتحول إلي شر .
كذلك إذا أحبها الناس أكثر من الله ، أو إذا سيطرت محبتها في قيادة الإنسان ، بحيث يقولون عنه إنه إنسان مادي ..
أي أن المادة استخدمت باسلوب قضي علي روحياته ومثالياته ومحبته للخير ...
ومن منطلق هذا المفهوم نتكلم أيضاً علي الخمر .
الخمر – كمادة ليست شراً . ولكن الإستخدام السئ للخمر هو الشر . ونحن لا نحرم الخمر كمادة ، ولكن نحرم
استخدامها السئ .
أخطر ما في الخمر هو الكحول ، هو الذي يتلف الصحة والإرادة ، ويقود إلي السكر ويضيع هيبة الإنسان ، إن زاد مقدار الكحول عن الحد ....
ولكن الحكول ليس شراً في ذاته ، ونح لا نحرمه .
وكثيراً ما نستخدم الحكول في عديد من الأدوية ، وفي العطور ، وفي الصناعات وفي الوقود . ولكن الإستخدام السئ للكحول في إتلاف صحة الإنسان ، او في إشعال الحرائق ، وما يماثل ذلك ، هذا هو الخطأ .
رد مع اقتباس
قديم 24 - 08 - 2016, 11:29 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
MenA M.G Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية MenA M.G

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123114
تـاريخ التسجيـل : Aug 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 109,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

MenA M.G غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة الشر هو في سوء الأستخدام

العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة الفضيلة والبر بقلم قداسة البابا شنودة من عوائق الفضيلة سوء الفم او عدم الفهم
حياة الفضيلة والبر ((14)) بقلم قداسة البابا شنودة 12\9\2010
حياة الفضيلة والبر ((11)) بقلم قداسة البابا شنودة 22 \8\2010
حياة الفضيلة والبر ((13)) بقلم قداسة البابا شنودة 5\9\2010
حياة الفضيلة والبر ((9)) بقلم قداسة البابا شنودة 8\8\2010


الساعة الآن 07:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024