رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة الفضيلة والبر ((8)) بقلم قداسة البابا شنودة 1\8\2010 مقاييس الفضيلة التعريف 00 والهدف 00 والوسيلة ما هو العمل الفاضل؟ هل هو مجرد مسميات أو عناوين؟ كأن نقول:الصلاة،الصوم،الخدمة العطاء....أم أن هناك مقاييس،نستطيع بها أن نصف العمل بأنه فاضل هناك ثلاثة مقايبس لكل فضيلة وهي : 1لتعريف والهدف والوسيلة وسنحاول أن نطبق هذه المقاييس الثلاثة لكى نختبر الفصائل ،هل هى حقيقة أم زائفة : الصلاة: ندخل أولأ فى التعريف،ونقول ما هى الصلاة؟ هل هى حديث مع الله،أم هى مجرد تلاوات؟ والتلاوات كيف تؤدى؟ما مقياس الشعور فيها؟وما مقياس الفهم وما مدى الصلة بالله؟ وإن كانت حديثأ مع الله فمن هو الله الذى نحدثه؟الله الذى تقف أمامه الملائكة ورؤساء الملائكة، الله الخالق غير المحدود، ملك الملوك ورب الأرباب..بأى خشوع نحدثه وبأية هيبة وإجلال ..هذا الذى قأل له إبراهيم أبو الآباء عزمت أن أكلم المولى،وأنا تراب ورماد دتك 18 وإن كان الله هو الأب الحنون الذى يقول له داود النبى اشتاقت نفسى إليك يا الله كما تشتاق الأرض العطشانة إلى الماء مز3 6 : ..فبأى حب نتحدث معه؟ أم الصلاة هى شعور بمتعة روحية للوجود فى حضرة الله؟ إذن هى ليست مجرد كلام،بل هى متعة روحية وهنا يكون الهدف من الصلاة هو التمتع بالله وليس مجرد أى طلب خاص.بل الطلب هو الله نفسه كما قال داود النبى فى مزاميره طلبت وجهك ولوجهك يارب ألتمس لاتحجب وجهك عنى مز 8:26 . إن الصلاة ليست مجرد واجب تؤديه . بحيث تعتذر لله أحيانأ وأنت تقول أسفا لست أجد وقتأ للصلاة !!وكأنك تقول عمليا لست أجد متعة فى الصلاة.. . إن الصلاة ليسست فرضا عليك،وليست مجرد الاستجا بة لجدول روحى تملأه حتى لايتعبك ضميرك...واعلم تمامأ أنك المحتاج إلى الصلاة على الأقل لتشعر بوحود قوة إلى جوارك تسندك وتعينك..وأنك محتاج إلى الله... الصلاة هى شركة مع الملائكة الذين يسبحون الله وهى جسر يربط الأرض بالسماء ويربطك أنت بالسمائيين والصلاة هى مصدر للشبع الروحى. كما يقول المرتل فى المزمور باسمك أرفع يدى فتشبع نفسى كما من شحم ودسم مز 62 ... هى غذاء للروح وكما أن الجسد يتغذى بأنواع كثيرة من الأطعمة كذلك الصلاة هى من الأغذية الأساسية للروح. إذن لابد أن تعرف ما هى الصلاة،حتى تعرف كيف تصلى تعرف أن تصلى بحب،وتصلى بفهم وبإيمان بشعور بالوجود فى حضرة الله..وتكون صلاتك أيضأ بفرح،فرح التمتع بالله فى الصلاة... وإن صليت بعاطفة وانسكبت دموعك فى الصلاة،فلا تنشغل بالدموع وتفرح بها أكثر من الله الذى تحدثه لأن الدموع ليست هى الهدف من الصلاة...وإن كانت الصلاة ناتجة عن محبتك لله الذى تتحدث إليه إذن أحرس على هذه المحبة ولاترتكب خطايا تبعدك عن الله وتفقدك الدالة فى صلاتك ولاتجعل صلاتك مثل التى لاتصل إلى الله الذى قال للشعب الخاطىء حين تبسطون أيديكم،أستر وجهى عنكم وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع أيديكم ملآنة دماء أش ا:5ا . إذن نقاوة القلب هى إحدى وسائل الصلاة التى نقترب بها إلى الله. ننتقل إلى نقطة أخرى،وهى الصوم: الصوم: هل هو مجرد قهر الجسد وعدم إعطائه ما يشتهيه من طعام أم أن ضبط الجسد،هو مجرد وسيلة لضبط النفس وضبط الفكر،وضبط الحواس؟وضبط الإرادة عن كل خطأ؟.. وهنا تسأل نفسك عن تعريف الصوم. هل الصوم هوصوم الجسد ام ايضا صوم الفكر واللسان وصوم النفس ؟ هل الصوم هو حالة جسد ممتنع عن الطعام أم حالة نفس زاهدة فى الطعام كجزء من زهدها فى المادة عمومأ؟هل أنت فى الصوم تمتنع عن طعام تشتهيه أم وصلت إلى المستوى الذى لاتشتهى فيه طعامأ؟ أهو تدريب للارتفاع عن الشهوة المادية بصفة عامة،هنا نبتدى أن نفهم ماهوالصوم؟هل الصوم إذن إسكات للجسد لكى تتكلم الروح؟أهو إخضاع للجسد لتأخذ الروح حريتها وفرصتها؟ هل هو عدم إعطاء الجسد ما يشتهى لكى يرتقى بأن يشتهى ما تشتهيه الروح ويسير فى طريقها؟أفهم إذن ما هو الصوم كثير من الناس يصومون ولايستفيدون روحيأ لأنهم لم يفهموا ما هو الصوم،ولم يصوموه بطريقة روحية أنت فى الصوم تقول:أنا يارب لا أريد أن أشتهى شيئا ماديا ولكن لأن جسدى يحتاج بين الحين والحين أن يأكل لكى يظل حيا ويشترك مع الروح فى عملها الإلهى...لذلك أنا بين الحين والحين أعطيه ما يأكل ولكن لايكون الأكل بالنسبة إليه هدفا..وانما الهدف هو شركته مع الروح فى الاتحاد بك لذلك انا أعطى الجسد ما يحتاجه لاما يشتهيه.. فهل نحن نصوم بهذا الهدف وبهذا الأسلوب؟ العطاء: ما هو العطاء؟هل هو صدقة من غنى لفقير.هل تشعر أنك الذى تعطى؟وأنك تعطى المحتاج من مالك؟! كلا يا أخى،ليس الأمر هكذا ولن تستفيد من عطاء بهذا الشعور.. فالمعطى هو الله وأنت مجرد وكيل على ماله فالمال هو مال الله هو الذى أعطاك إياه لكى تعطى منه لهؤلاء وأنت إن لم تعط لهؤلاء حقهم يكون المال الذى احتجزته هو مال ظلم لأنك ظلمت مستحقيه... بهدا المعنى،إذا أعطيت لاتفتخر، لأنك لم تعط من مالك شيئأ وإنما من حقوق الله عليك...ولكنك ربما تقول ،مجرد الرغبة فى إعطاء الفقير هى فضيلة او تقول مجرد طاعة الوصية الخاصة بالعطاء هى فضيلة... ...هذا حق،ولكن تذكر أن الله هو الذى وهبك هذه الرغبة فى أن تعطى وفى أن تطيع لأن الله-كما قال الرسول هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا لأجل المسرة فى 13:2 الله هو الذى أعطاك المال،وهو الذى أعطاك الرغبة فى العطاء فقيم الفخر إذن؟ النقطة التالية فى فهم العطاء هى: من هم أولئك الذين تعطيهم؟ أنت تعطى أولئك الذين سماهم السيد الرب إخوته فقال:، مهما فعلتموه بأحد إخوتى هؤلاء الأصاغر،فبى قد فعلتم مت 25 : . 4 لذلك يسميهم الكثيرون إخوة الرب ...اعرف إذن جيدا أن هؤلاء ليسوا هم الشحاذون أو المتسولون أو الفقراء المعوزون وإنما هم إخوة الرب. إذن عاملهم على اعتبار أنهم إخوة الرب،بمحبة واحترام عاملهم بلطف بغير إذلال ولاتتكلم معهم بانتهار أو من فوق.. لاتتعال عليهم ولاتشعرهم بأنك تعطيهم فإنما أنت مجرد موصل لعطاء الله لهم.وكن فى عطائك كمن يعطى المسيح نفسه لأنه قال عن الفقراء كنت جوعانا فاطعمتمونى كنت عطشانا فسقيتمونى كنت عريانا فكسوتمونى مت 36،35:25 اعرف أيضا أن العطاء هو شركة حب مع المحتاجين أذن ليكن عطاؤك بحب حاول أن تعرف مقدار احتياج الفقير لكى تسد حاجته ليس بطريقة جزئية بل بطريقة كاملة تحل إشكاله وتجعله يخرج من عندك مستريحا .. فالعطاء ليس هو مجرد دفع صدقة مع ترك الفقير محتاجا وإن لم تستطع فحاول أن تشرك معك الآخرين لسداد حاجة المحتاج وفى نطاق محبتك للمحتاجين:تذكر قول الكتاب لاتمنع الخير عن أهله حين يكون فى طاقة يدك أن تفعله لاتقل لصاحبك اذهب وعد فأعطيك غدا وموجود عندك أم 3:ا 28،2 وأنصت أيضا إلى قول الكتاب من يسد أذنيه عن صراخ المسكين يصرخ هو أيضا ولايستجاب أم ا2: 13 . الخدمة: نبدأ أولأ بتعريف الخدمة: وما هى؟ الخدمة ليست مجرد نشاط فى الكنيسة سواء كان هذا النشاط فى مدارس الأحد أو فى الخدمة الإجتماعية أو العمل الإدارى أو المالى فى الكنيسة وليست هى مجرد تدريس أو وعظ أو تقديم معلومات. الخدمة هى روح تفيض من إنسان إلي آخر أو هى قدوة تقدم من شخص لآخر أو هى عبارة روحية تنتقل من خلال العمل الكنسى المعلومات هى مجرد وسيلة ولكن الهدف الحقيقى هو خلاص النفس،كما قال القديس يعقوب الرسول من رد خاطئا عن ضلال طريقه،يخلص نفسا من الموت ويستر كثرة من الخطايا يعقوب 5 : 20 أو كما يقول القديس بطرس الرسول نائلين غاية إيمانكم:خلاص النفوس ابط 9:1 إذن هدف الخدمة هو خلاص النفس وهو بناء الملكوت وكل وسائط الخدمة ينبغى أن تتجه نحو هذا الهدف وطبيعى أنك لاتستطيع أن تعمل فى بناء الملكوت وحدك بل بشركة مع الله لأنه إن لم يبن الرب البيت،فباطلا تعب البناءون مز 1:126 وقد قال السيد الر ب بدونى لا تقدرون ان تعملوا شيئا يو 5:15 أذن الخدمة هى شركة مع الله فى العمل. كما قال القديس بولس الرسول عن نفسه وزميله أبلوس نحن عاملان مع الله اكو3: 9 فكر إذن :هل أنت تعمل مع الله أم تعمل وحدك؟وعليك أن تبدأ بأن تعمل مع الله ،تشرك الله معك كما تقول للرب فى الأوشية اشترك فى العمل مع عبيدك فى كل عمل صالح . وإن كانت الخدمة هى عمل الله فيك وبك ومعك إذن لابد أن تبدأ بالامتلاء من الله لأن هذه هى الوسيلة التى توصلك إلى هدفك من الخدمة وهكذا قال الرسول امتلئوا بالروح أف 18:5 أ متلئوا لكى تفيضوا على غيركم... هذه وسيلة أساسية ومنها تنبع وسيلة أخرى وهى: لكى تسعى لخلاص الناس، ينبغى أن تحبهم . تحب الناس،فتريد لهم أن يحبوا الله،كما أحببته أنت وأن يذوقوا ما أطيب الرب كما ذقته أنت وبهذا الحب تعرفهم طريق الرب وتعرفهم اسمه وليتك فى ذلك تذكر قول السيد المسيح فى حديثه مع الآب عن تلاميذه إذ قال عرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم يو7ا: 26 ... الخدمة إذن هى رسالة حب.هذا هو تعريفها. ومادام الله هو العامل فى الخدمة إذن فالصلاة هى من أهم وسائل الخدمة. ليست الخدمة هى مجرد تعبك وسعيك ووعظك وتعليمك إنما لكى يأتى كل هذا بثمر ينبغى أن تسكب نفسك أمام الله فى الصلاة،لكى تعطى الكلمة النافعة كما قال بولس الرسول صلوا لأجلى لكى أعطى كلاما عند افتتاح فمى،لأبشر جهارا بسر الإنجيل أف 19:6 إن كان القديس بولس يطلب هذا فكم بالأولى نحن عليك أيضأ أن تصلى لكى يعطى الله قوة للكلمة فتدخل إلى قلوب الناس وتحدث تأثيرها وتأتى بثمر لاتسقط على أرض محجرة ولا على شوك ولا تخطفها الطيور مت 13 وإن كانت الخدمة لبناء الملكوت فلا تكن إذن لبناء الخادم. فكثير من الخدام يهدفون إلى بناء أنفسهم وتدخل الذات فى خدمتهم مثلما وبخ الرب الرعاة الذين يرعون أنفسهم خر 9،8:34لذلك: فى خدمتك ،رتل أيضأ المزمور ليس لنا يارب ليس لنا،لكن لاسمك القدوس أعط مجدا مز 115 : 1 . واسلك فى خدمتك باتضاع ،كخادم. لأن كثيرين يخدمون وينسون أنهم خدام وفى ذلك ما أجمل صلاة القديس أوغسطينوس من أجل رعيته إذ يقول اذكر يارب سادتى،عبيدك... . الكلام : ما أكثر الذين يحبون الصمت ويرون أنه فضيلة ويحترسون من الكلام.. فهل كل كلام خطية، وهل كل صمت فضيلة؟ هنا لابد أن ندرك تعريف الصمت وتعريف الكلام،وعلاقتهما بالفضيلة...قال القديس برصنو فيوس لما سئل عن هذا الأمر:الصمت من أجل الله جيد والكلام من أجل الله جيد من أجلك يارب نصمت ومن أجلك نتكلم نصمت لكى نعطى أنفسنا فرصة للصلاة وللتأمل وللبعد عن أخطاء الكلام ولكننا نتكلم حينما تكون كلمتنا:كلمة منفعة،أوكلمة تعزية،أو كلمة نصح أوتحذير أوشهادة لك ولملكوتك كما قال الحكيم فم الصديق ينبوع حياة أم. 11:1 وحينما يكون الكلام فضيلة لازمة ،حينئذ ندان على صمتنا المهم أن يتمجد الله بكلامنا ويتمجد بصمتنا ولنعرف أن الكلام ليس هو طاقة مختزنة فينا من الالفاظ تريد أن تخرج منا إلى أذان الناس ولو بغير هدف،ولو كانت طاقة مدمرة لسلام الآخرين وروحياتهم!! فى هذه الحالة يكون صمتك أفضل إلى أن يعطيك الرب كلمة تقولها كما قال المرتل فى المزمور الخمسين افتح يارب شفتى فيخبر فمى بتسبيحك والذين يتكلمون بهذا الأسلوب ينطبق عليهم قول الرب لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم هو المتكلم فيكم مت. 1 : . 2 فهل الكلام عندك من هذا النوع؟وهل الصمت عندك للصلاة والتأمل؟أم أنت تصمت وفى نفس الوقت تفكر أفكارا خاطئة!! كذلك إن تكلمت عن الحق تكلم بأسلوب حقانى. المعرفة : ما هى المعرفة؟ وما تعريفها الصحيح؟ليست هى مجرد معلومات. إنما المعرفة الحقة،هى المعرفة التى تبنيك وتبنى غيرك عن طريقك. إن كان الأمر هكذا فتكون الوسيلة هي أن تدقق فيما ينبغى لك أن تعرفه ولاتفعل مثل الإنسان الأول الذى أكل من شجرة المعرفة فصار جاهلا،إذ بدأ يعرف الشر أيضا،هذا الذى قال عنه الحكيم: الذين يزيد علما يزيد حزنا جاا: 8 ا يقصد معرفة أمور قد تعقد العقل.أو تجلب الشك أو تكشف طريق الخطية أو تسبب لونا من الكبرياء،كما قال الرسول العلم ينفخ 1 كو 6:8 . المعرفة الروحية،هى معرفة الله ومعرفة طرقه كما قال السيد الرب فى تأملاته مع الله الآب هذه هى الحياة الأبدية،أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته يو7ا: 13 .كذلك يقول المرتل فى المزمور عرفنى يارب طرقك،فهمنى سبلك . هناك معارف أخرى مفيدة جدا. وهى أن تعرف نفسك،وتعرف ضعفك فتتضع وتعرف حروبك فتجاهد لتنتصر.وتعرف حيل الشياطين فتبعد عنها.وتعرف الحق،والحق يحررك... |
|