رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
والغيرة لقائد أعظم في أيام الملكة فيكتوريا كان هناك مرسل اسكتلندي يعمل في الهند اسمه دكتور دف، وقد ظل في خدمة المسيح في الهند ثلاثين عامًا، ثم رجع إلى بلاده شيخًا ضعيفًا محطم الصحة، وتكلم في المحفل العام بغيرة ملتهبة، حتى سقطمن الاعياء، وأخذوه إلى غرفة جانبية، وأسعفه الأطباء، غير أنهم طلبوا إليه ألا يتكلم، إذ هو من الضعف الصحي، بدرجة يمكن أن يموت معها لو بذل جهدًا، ولكنه أصر على الكلام، حتى ولو مات ، وخرج ليقول للمجتمعين : يا أبناء اسكتلندا لو أن الملكة فيكتوريا - وكانت ملكة بريطانيا في ذلك الوقت - طلبت جنودًا للذهاب إلى الهند، فإنها ستجد الكثيرين يلبون النداء، ولكن إذا طلب الرب يسوع، فإن الكثيرين من أبنائها سيعتذرون بهذا السبب أو ذاك، فإذا كان هذا حقًا، فإني - رغم أني أضعت صحتي في تلك البلاد - مستعد أن أذهب في الغد لأموت منأجل الشهادة لابن الله! أجل لقد أدرك الرجل أن خدمة المسيح لا تقل شرفًا عن خدمة البلاد أو ملكة الإنجليز بل وتفضلها!! لم يكن مطلوبًا من سمعان وهو نار متقدة، أن يتحول ماء باردًا، ولسنا نظن أن المسيح يسوع عندما يجدد حياة الناس، يقلب الطبائع التي أوجدهم عليها، ولكن المسيح يطهر هذا الطبائع، ويستخدمها خير استخدام، ومن المناسب أن نذكر كما قال أحدهم أن سمعان دعى إلى آخر حياته، سمعان الغيور، فلم تنته غيرته بمعرفته للمسيح، بل على العكس تحولت نارًا مقدسة في خدمة السيد، نجن لا نعلم أين ومتى وكيف التقى بالمسيح، لكننا نعلم أن السيد رأى فيه أشياء يصلح معها أن يكون واحدًا من الاثنى عشر، ويكفي أنه يدعي الغيور، والغيرة عندما تقدس، هي في الحقيقة قبس من نار المسيح نفسها الذي قيل عنه، : «غيرة بيتك أكلتني» (يو 2 : 17) ولست أظن أن المسيح يضيق بشيء قدر ضيقه بالإنسان الذي تعوزه الغيرة، ألم يقل لملاك كنيسة اللادوكيين : «أنا عارف أعمالك أنك لست باردًا ولا حارًا. ليتك كنت باردًا أو حارًا، هكذا لأنك فاتر ولست باردًا ولا حارًا أنا مزمع أن أتقيأك من فمي.. فكن غيورًا وتب» (رؤ 3 : 15 - 19) والعكس صحيح إذ ليس هناك ما يملأ قلب السيد بهجة وسرورًا ورضا قدر القلب الممتلئ بنار محبته!! |
|