رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا نستطيع أن نجزم إلى أي مدى ارتبط سمعان الغيور بحزب الغيورين الذين نهض لمقاومة العدوان الأجنبي، والتدخل في الشئون الدينية، غير أننا نستطيع فهمسمعان، إذا أمكن أن نفهم الصورة الصحيحة لهذا الحزب اليهودي، وقد فرق ألدر كامنج بينهم وبين غيرهم من الفرق أو الشيع التي كانت في عصرهم، إذ أنهم وإن كانوا أقرب إلى مشاعر الفريسيين، إلا أنهم يختلفون عنهم، في أن الفريسي قبل الأوضاع التي لا تتدخل في أموره الدينية، وسكن إلى الواقع البغيض الذي تمقته نفسه، لكن الغيورين لم يقبلوا أبدًا النير الأجنبي، وعاشوا متمردين عليه دون أن تهدأ نفوسهم على الإطلاق، كما أنهم لم يكونوا صدوقيين يقبلون التهاون واللا أدرية في تفسير الناموس، أو التقاليد.. ومن الطبيعي أنهم لم ينهجوا نهج الأسينين الذين كانوا يرفضون المشاركة في أي حركات قومية، ولا يمكن أن يكونوا هيرودسيين يتملقون روما، ويخضعون لسلطاتها، وينفذون أوامرها، وفي الحقيقة أن غيرة الإنسان على وطنه من أهم ما يميزه كإنسان متحضر راق، لكن هذه الغيرة شأنها شأن كل الصفات الطيبة يمكن أن تقود إلى الضياع والخراب، متى انحرف بها صاحبها عن الطريق السوي، وربما كان سمعان الغيور أكثر من أي تلميذ آخر في حاجة إلى فهم الموقف الصحيح في الغيرة الوطنية، وإلى أي مدى ينبغي أن تصل، وما الحدود التي لا يجوز لها تجاوزها، وقد تعلم من المسيح الواجب الوطني الصحيح!! عندما جاء الفريسيون والهيروديسيون إلى المسيح بسؤال خبيث ماكر : «أيجوز أن نعطي جزية لقيصر أم لا» (مت 22 : 17) وكان السؤال كما هو واضح يريد أن يمسك بالمسيح من أي جانب لأنه إذا أجاب : «لا تعطوا» يثير عليه الهيرودوسيين والوالي، وإن قال «اعطوا» يثيرالفريسيين والشعب، وإن امتنع عن الإجابة لا يكون جديرًا بمركزه كقائد ومعلم، غير أن المسيج أجاب إجابته الخالدة التي وضعت المبادئ العظيمة : أولها.. إن الركن الأساسي والأول في كل نظام وقانون هو الله، ومع أن الفريسيين أو الهيروديسيين كان سؤالهم خلوا من الله، لكن المسيح لم يجعل جوابه خلواً من الله، وبذلك وجه نظرهم إلى ما هو أعلى وأسمى وأقدس، وما أكثر الذين يحسنون أداء الواجب «لقيصر» إذ يؤدون واجبهم الذي تفرضه الدولة عليهم بقوانين اجتماعية وأدبية ومادية دون أن يتطلعوا إلى ما يطلبه الله منهم. ثانيًا : ليس هناك من تعارض بين الدين والحياة المدنية، إذ يمكننا أن نطيع قيصر دون أن نفقد الولاء لله، بل إننا إذ نطيع قيصر إنما نطيع - في الواقع - الله الذي وضع قيصر حيث هو على عرشه، أليس هذا عين ما قاله الرسول بولس : «لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة. لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله (رو 13 : 1) وعلى هذا الأساس يمكن تصور دائرتين، إحداهما داخل الأخرى، فالدائرة الأضيق دائمًا هي دائرة قيصر، والأوسع دائرة الله، ومهما تتسع الدائرة الأضيق، فلا يجوز لها أن تخرج عن نطاق الدائرة الأوسع. وثالثا : أما الحدود التي لا يجوز تجاوزها، فتبدو عندما يتعارض ما لقيصر مع ما لله، فعندئذ ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس، إذ يكون قيصر في هذا الوضع قد خرج عن الغاية التي يريدها الله منه، ويحق للمؤمن في هذه الحالة أن يمتنع عن طاعته!! عندما اعتلى جيمس الأول ملك إنجلترا العرش أعلن أنه يحكم بالحق الإلهي وأن كلمته قانون، وليس لشعبه أي حق إلا ما يتفضل هو به متى يشاء، وكيفما يريد، وبين شعبه كانت هناك جماعة لا ترضيهم أنظمة وعبادة كنيسة إنجلترا ولم يصرح لهم الملك بإقامة كنيسة خاصة تختار خادمها كما تشاء وتقوم بعبادتها كما تريد، وعندما حاول بعضهم ذلك تعرضوا للسجن، فما كان منهم إلا أن هربوا إلى هولندا، وهناك أخذوا يمارسون عبادتهم كما يشاءون، ولأنهم لم يرغبوا أن يصبح أولادهم هولنديين، رحلوا مهاجرين عام 1620 إلى أمريكا واستقروا هناك! إن حبنا للوطن ينبغي أن يكون دائمًا جزءًا من حبنا لله،والواجب الوطني لا يرجع إلى أن أجسادنا من تراب هذا الوطن وستختلط يومًا ما بتراب هذا الوطن فحسب، بل لأن الله يريدنا أن نكون أمناء في كل شيء وأمانتنا للوطن هي بعض أمانتنا لله سر حياتنا ووجودنا على هذه الأرض!! غير أن حب الوطن مهما كان لا يجوز أن يحولنا إلى الجريمة والتعصب والإفساد والهدم، والتنكر للمبادئ الخلقية والإنسانية، باسم الوطن أو حبًا له ومن المؤسف أن الذين امتصوا الشعوب، وتركوها خرابًا يبابا، فعلوا ذلك تحت العنوان البراق : «حب الوطن» والعمل على خدمته واستعاده، وقد وعي المسيحيون هذا الدرس فكانوا أشرفالناس حبًا لأوطانهم، وأكثرهم صدقًا وأمانة - قبل ذلك وبعده - لإلههم العظيم! والذين قرأوا قصة استشهاد مارسيلوس، يعجبون كيف أن ولدًا صغيرًا وقف في ساحة المحاكمة ليعطي أعظم شهادة عن هذه الحقيقة لقد سأله القاضي : ما اسمك!؟ أجاب : «ماركوس بولوسيرفيللي، وما أنذكر اسمه حتى سرت تمتة في وسط الجمع الغفير الذي حضر المحاكمة لأن مدينة روما بأكملها تعلم أن الصبي ينتمي إلى أسرة من أعرق أسر الرومان، وإذ سأل القاضي الغلام : كم تبلغ من العمر! أجاب : ثلاثة عشر عاماً.. فقال له : أنت متهم بأنك مسيحي فما قولك!! أجاب : هذاالاتهام يعد شرفًا لي، أنا مسيحي وأعتبر نفسي سعيدًا لأني أستطيع أن اعترف بذلك أمام هذه الجمع الغفير. فقال القاضي : «أيها الولد الشقي.. هل تعرف نوع التهمة الموجهة ضدك»؟ فقال الصغير : «أنا متهم بغير جريمة، وأيماني يعلمني أن أخاف الله وأخدم الإمبراطور، وأطيع كل القوانين العادلة، وقد نفذت كل هذا بضمير صالح» قال القاضي : «جريمتك أنك مسيحي خائن للوطن» قال بولا : «أنا مسيحي ولكني لست خائنًا للوطن» القاضي : «القانون يحرم الإيمان بالمسيح ومن يكسر القانون فعقابه الموت» قال الغلام : «أنا مسيحي» .. قال القاضي : «إذَا فالحكم عليك بالموت» قال الغلام الشجاع : «فليكن» وقد حاول القاضي أن يرد الغلام عن الإيمان المسيحي ولكن هيهات، ووقف الصغير يشهد لسيده بأروع شهادة ينطق بها اللسان قبل أن يقدم للوحش المفترس ليموت شهيدًا، إن المسيحي الحقيقي هو الذي يجمع بين أروع ولاء لله، وأروع ولاء للوطن!! |
22 - 05 - 2014, 11:50 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: سمعان الغيور والغيرة نحو الوطن
ميرسي ياماري علي سيره سمعان القانوي " الغيور"
احد الاثني عشر رسولا |
||||
23 - 05 - 2014, 07:12 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: سمعان الغيور والغيرة نحو الوطن
ميرسى ع السيرة العطرة
ربنا يباركك |
|||
23 - 05 - 2014, 07:17 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: سمعان الغيور والغيرة نحو الوطن
شكراااااااااااااااا
|
||||
23 - 05 - 2014, 11:13 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سمعان الغيور والغيرة نحو الوطن
شكرا على المرور
|
||||
|