منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 06 - 2013, 08:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

باراباس ومأساة أمة
باراباس ومأساة أمة

يعتقد الكثيرون أن باراباس كان واحدًا من حزب الغيورين، الذي نهض لمقاومة الغزاة الأجانب، فهوامتداد لحركة المكابيين، وفي أيام الرومان كان الصراع مميتًا بينه وبينهم، حتى قضى عليهم تيطس الروماني وسحقهم بالتمام عند تدميره لأورشليم، بدأ باراباس، شأنه شأن كل وطني متطرف بفكره، إنقاذ بلاده وشعبه، فلما ضيق الرومان عليهم السبل، تحولوا إلى السلب والنهب وأضحوا من أشر قطاع الطرق، وكانوا سبب مأساة أمة بأكملها!! وهنا مرة أخرى نعود مع الأسف للمقابلة بين يسوع المسيح وباراباس، لقد كان المسيح وجه الأمة المشرق، وكان طريقه طريق السلام والحياة والانتصار لهذه الأمة، لكنها رفضت هذا الوجه، ولبست وجهًا آخر قبيحًا مزيفًا هو وجه باراباس، وجه البعد عن الله، والبحث عن وسائل بديلة للتحرر والانتصار، ومن الغريب أن اليهود إلى اليوم مازالوا يكررون التاريخ بدقة متناهية، ومازالوا يحصدون نفس النتائج التعسة والقاسية والمريرة، مهما امتد نفوذهم في الأرض!!
لقد بدأت هذه الأمة في أيام أبيهاالأول إبراهيم تعتمد على الله، وترى سبيل النجاة الوحيد في الاتكال عليه، وما دخلت معركة أو حربًا استنادًا على قوتها الذاتية، إلا وخسرتها، وما دخلت صراعًا تستند فيه على الله، إلا وخرجت مظفرة، سواء كانت مسلحة أم بلا سلاح على الإطلاق، وخروجهم من مصر، ودخولهم أرض الموعد، وصراعهم الطويل في التاريخ بنجاح، لم يكن إلا لأن الله يقف بجانبهم ويقود معاركهم!! وعندما جاءهم المعمدان في الطريق أمام المسيح، ناداهم بالرجوع إلى الله، أساس النجاة والحياة، وجاء المسيح لا ليبني قوة عسكرية أو سياسية أو اقتصاية، بل ليعبئ الأمة تعبئة روحية، وكان نداؤه الوحيد : «توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات» (مت 4 : 17).. لكنهم رفضوه وبحثوا عن الوجه البديل الذي يعتمد على القوة والعنف والصراع المسلح، وكان لهم ما أرادوا عندما سحقتهم فيالق الرومان تحت الأقدام، وداستهم تحت سنابك خيلها دون أدنى رحمة بطفل أو امرأة، ومن الغريب أنهم إلى اليوم يستبدلون عبادة الله، بالعجل الذهبي، ومنذ ذلك التاريخ الذي نشب فيه الصراع الخفي بين أبيهم يعقوب ولابان حول المال، مازال هذا الصراع المادي بألوانه المتعددة في علاقاتهم بالعالم الذي يريدون أن يحكموه بالسيطرة الاقتصادية في كل مكان من الأرض، كان باراباس قاتلاً، ولصًا وهما الصفتان القبيحتان للوجه المزيف للأمة الإسرائيلية، عندما رفضت وجهها الصحيح يسوع المسيح!! كتب أحدهم أسطورة عن مولد طفل غريب الشكل كبير الرأس ثقيل الجمجمة، وقد قال الأطباء إنه لا ترجي له حياة، إلا أنه مع ذلك رغم شذوذ تكوينه عاش، وكان يعاني مشقة كبيرة في سيره لاختلال توازنه، وما أكثر ما كان يتدحرج على الأرض، وهو يصطدم بهذا أو ذاك من أثاث البيت، وعوضاً عن أن ينزف دمًا، كانت تتعلق بشعرات رأسه ذرات من ذهب، وأخيرًا تبين والداه أنه يملك دماغاً من ذهب بدلاً من النخاع والأعصاب، وعنى والده به عناية فائقة، وعندما بلغ الثامنة عشرة من عمره، كشف له والده السر وأماطا اللثام عن الكنز الذي فيه والذي منحته إياه الأقدار، فأبرقت أساريره، وعلى الفور عصر بيده جمجمته وانتزع قطعة من ذهب وهبها لوالديه مكافأة لهما على عنايتهما به وحنانهما عليه، ورعايتهما له!! ثم أخذ يرتاد مختلف الأماكن وهو ينتزع من رأسه الذهب في سبيل الشهوات والمسرات، ودارت عجلة الأيام ووقع في حب فتاة هام بها، فبدأ ينفق عليها بسخاء منتزعًا من رأسه الذهب حتى كان المنجم أن ينتهي، وفجأة توفيت فاتنته فاحتفل بجنازتها احتفالاً رائعًا وأسرف غاية الإسراف، وعندما فاق لحاله كان يسير كالمجهول في الشوارع، وقد ضاع منه الذهب، وأعوزته أشياء كثيرة ولم يجد ثمنًا لها، أو بديلاً عنها!!
هذه أسطورة ولكنها يمكن أن تكون تصويرًا لليهودي صاحب الدماغ الذهبي، ومع ذلك فهو لا يعرف راحة أو قراراً، حتى ولو جمع مال العالم كله بين يديه!!
ومن المناسب أن نلاحظ أن باراباس ابن أبيه أو فخر أبيه لم يصبح بين يوم وليلة قاتلاً ولصًا، ولكنها طريق الخطية، طريق الانحدار في القصة البشرية، وعندما يبدأ الإنسان قصته مع الخطية فهو لا يعلم قط إلى أى منحدر ينتهي!! ... وجد أحدهم شابًا منهكًا متعبًا، فقال له ما بك؟ فأجاب : بعض الصداع.. فقال له : عندي ما يريحك!؟ وأعطاه شيئًا تناوله فاستراح!! وكان كل ما يحس التعب يأخذ منه!! وزادت حاجته وطلب منه المعطى الثمن! وابتدأ الثمن يتزايد! وعندما جاءه ذات يوم يطلب وليس معه الثمن، قال له : أسرق أو أقتل!؟ والنتيجة معروفة نراها في قصص المؤمنين أو الذين يبدأون ثم ينتهون إلى الإدمان، فالخطية دائمًا تنتهي بصاحبها إلى القيود والضياع!! وكان باراباس لصًا!!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شمشون ومأساة حقيقية
باراباس
رأيت يسوع-لعب دور باراباس فى فيلم(آلام المسيح) فآمن بالمسيح-من باراباس الى يسوع
الطفلة «زينة» ومأساة اغتصابها فى أغنية «حرام»
ابداع ولمسات فى الديكور تفوق الخيال


الساعة الآن 08:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024