![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أندراوس الذي جاء بالغريب إلى المسيح لم يهتم أندراوس بأخيه أو الصغير فحسب، بل تحول من الحقول الوطنية إلى الحقول الأجنبية، إذ قاد مع فيلبس اليونانيين الذين جاءوا ليسجدوا في العيد، وكان شوقهم أن يروا يسوع، وحقق لهم الرجل هذا الشوق المجيد!! ومن هنا يصح القول إنه كان أول التلاميذ الذي يستحق أن يطلق عليه اسم «أبي الارساليات الأجنبية» والذي أدرك من اللحظة الأولى إلى أي حد تمتد رسالة المسيح، لقد كان من الواضح أن العلاقة بين اليهودي واليوناني - مهما بلغت من رغبة التلاقي - تتسم بالتحفظ، ولكن الرجل كان من أوائل من ساروا وراء السيد الذي «نقض حائط السياج المتوسط،أي العداوة. مبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانًا واحدًا جديدًا صانًعا سلامًا، ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلاً العداوة به. فجاء وبشركم بسلام أنتم البعيدين والقريبين، لأن به لنا كلينا قدومًا في روح واحد إلى الآب. فلستم إذًا بعد غرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله» (أف 2 : 14-19). ومع أننا لا نعلم بالضبط أين خدم أندراوس إلا أن التقاليد تشير إلى نشاطه العظيم، وقوته الموثرة في الجماهير، ومعجزات إقامة الموتى، وشفاء المرضى، بصورة جعلته محط أنظار الناس أينما ذهب هنا أو هناك، وقد قيل إن خدماته كانت على الشاطيء الجنوبي للبحر الأسود، وإنها امتدت إلى بيزنطة وروسيا، ووصلت إلى اليونان حيث مات هناك مصلوبًا عم 60 م في بتراس على يد أجتياس الحاكم، الذي استبد به الغضب، لأن زوجته جاءت إلى الإيمان المسيحي بوعظه وتبشيره، وإذ حاول عبثًا أن يثنيها عن ذلك، ولم يفلح، أمسك بأندراوس، وحكم عليه بالموت صلبًا على صليب هو أدنى إلى شكل المقص المفتوح والمثبت من طرفيه في الأرض، وقد تركه معلقًا لمدة يومين، واجتمعت الجماهير التي هالها المنظر، ولكنها سمعت أندراوس وهو يقول لها : أيها الرجال الحاضرون هنا أنتم والنساء والأولاد الكبار والصغار، العبيد والأحرار، وكل من يسمع، لكي لا تؤخذوا بخداع الحياة الحاضرة، بل بالحري تنصتون إلى المعلق أمامكم هنا من أجل الرب، وعما قليل سيرحل عن هذا الجسد، ارفضوا كل شهوات هذا العالم، واحتقروا عبادة الأصنام،واجروا وراء عبادة إلهنا الحي الحقيقي الصادقة، واجعلوا أنفسكم هيكلاً نقيًا لله الذي سيد ركني سريعًا ليأخذني إلى مجده السماوي، وبالجملة احتقروا الأمور الوقتة وثبتوا أذهانكم كرجال يؤمنون بيسوع المسيح» وقد قيل إن منظره ألهب مشاعر الجماهير حتى إن الحاكم فكر أن ينزله عن الصليب ولكنه رفض وهو يقول : «يا يسوع المسيح لا تدع عدوك يحل الذي أمسكته نعمتك، ولا تسمح أيها الآب أن يضع هذا الصغير أيضًا من أدركته عظمتك» ثم أسلم الروح! ولا نظن أنه يفيدنا كثيرًا أن ننهمك في البحث عن أين ذهب جسده فيما بين اليونان والقسطنطينية وإيطاليا والعودة مرة أخرى إلى بتراس في اليونان ليدفن هناك في كنيسة الروم الأرثوذكس التي أخذت عظامه من روما بأمر البابا بولس السادس من عام 1964، وإنما يهمنا بالدرجة الأولى خدمته لسيده، وقد جاء عنه في كتاب قديم : «كان القديس أندراوس الإبن البكر في مجموعة الرسل، والعمود الأساسي والهام في الكنيسة، والباكورة بين الأوائل، والمنادي بالإنجيل الذي لم يكن قد أعلن بعد، وتحدث به إلى أخيه قبل أن يصل أحد إلى أعماقه» والسؤال كيف أصبحت نبيًا ومن أين جاءك هذا النشاط الإلهي، وأنت تصب في أذني أخيك : «لقد وجدناه! لقد وجدنا ذاكالذي افتقده آدم، وحجبته غيوم الخطية عن عيوننا، وجعلته ذنوبنا يبدو كغريب عنا!!؟ على أي حال كان أندراوس أول تلميذ عرفناه من تلاميذ المسيح، وأول من علمنا - وإلى اليوم ما يزال يعلم - أن التلمذة المسيحية تعني أولا وأخيرًا أن تجد المسيح ونأتي بالآخرين من القريبين والبعيدين إلى ملكوته الأبدي المجيد!!.. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أندراوس الذي وجد اخاه سمعان بطرس أولا |
الصليب الذي مات عليه القديس أندراوس |
أندراوس الذي جاء بالصغير إلى المسيح |
أندراوس الذي وجد المسيح |
أندراوس: الذي هتف مع أرخميدس: يوريكا |