|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبفراس المتألم على أن القصة تكشف لنا عن وجه آخر من حياة أبفراس إذ هو الإنسان المتألم العميق الألم ، ولعله سافر من كولوسى إلى روما ، وهو لا يريد أن يغيب لحظة واحدة عن مدينته بالنسبة للأخطار التى تحف بالكنيسة هناك ، والتى يلزم دفعها ومكافحتها ، ولكنه ربما ذهب ليتعلم من بولس كيف يواجهها ويعالجها،... لقد دخل الهراطقة إلى الكنيسة فى كولوسى ، وامتلأت لاودكيه بالفتور الروحى ، وتسلل العالم إلى دااخل الكنيسة ، وهو يحتاج إلى بولس لكى يرشده ويسنده . وأغلب الظن أنه دخل على بولس فى سجنه ، وأبصره الرجل وقد استولى عليه الحزن العميق والهم القاتل ، ... وإذ استفسر عما يعانى حدثه عن هذين الخطرين اللذين يعصفان بقلبه عصفاً ، وكتب بولس ، وقد ثار هو أيضاً لهذه الهرطقات : « فإنى أريد أن تعلموا أى جهاد لى لأجلكم ولأجل الذين فى لاودكية وجميع الذين لم يروا وجهى فى الجسد .. انظروا أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب أركان العالم وليس حسب المسيح ، فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ... فلا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت ، التى هى ظل الأمور العتيدة وأما الجسد فللمسيح . لا يخسركم أحد الجعالة راغباً فى التواضع وعبادة الملائكة متداخلاً فى ما لم ينظره منتفخاً باطلاً من قبل ذهنه الجسدى وغير متمسك بالرأس الذى منه كل الجسد بمفاصل وربط متوازراً ومقترناً ينمو نمواً من اللّه . إذاً إن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم فلماذا كأنكم عائشون فى العالم تفرض عليكم فرائض لا تمس ولا تذق ولا تجس التى هى جميعها للفناء فى الاستعمال حسب وصايا وتعاليم الناس التى لها حكاية حكمة بعبادة نافلة وتواضع وقهر الجسد ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية ( كو 2 : 1 ، 8 ، 9 ، 16 - 23 ) ... وأظننا لا ننسى ما جاء فيما بعد من توبيخ فى سفر الرؤيا لملاك كنيسة لاودكية لتسرب الروح العالمية القاتلة إلى الكنيسة !! .. ولا شئ أقسى على الخادم الأمين من تسرب الهرطقات أو الروح العالية داخل الكنيسة ... فى كتاب السيف والمعركة والذى يصور حال الكنيسة أمام مارتن لوثر يقول أحد الرهبان الذين استناروا بكلمة اللّه وامتلأ بالحزن والغم ، لآخر كان قد وضع فى السجن لأنه ندد بالفساد : « إن لى هنا كما أخبرتك أكثر من أربعين عاماً ، ومع أنى لا أعرف كثيراً من أحوال العالم إلا أنى أرى أشياء غريبة ، لا سبيل إلى نكرانها ، ولا سبيل إلى كتمانها ، ... لقد رأيت حياة الكثيرين من الأخوة ، وبكيت فى السر كثيراً ، أيها السيد الشاب : إن الكنيسة ممتلئة بالفساد . ممتلئة بالعقائد الكاذبة ، وممتلئة بالأضاليل ، ولقد قيل إن عينى لوثر فتحت بقراءة كلمة اللّه ، وأنا أيضاً أقرأ كلمة اللّه ، لقد قرأت الإنجيل المبارك مرات ومرات وليس فقط لكى أتعلم كلمات الرب بل لكى أرى ما إذا كانت الكنيسة تسير وفق مشيئته ... وماذا رأيت ؟! . لم أر إلا شبهاً ضئيلا بين الكنيسة كما أشاهدها وبين حياة وتعاليم سيدنا ، وليغفر اللّه لى إن كنت مخطئاً ، لكنى أتكلم بما أحس به ، إنها نار تتلظى بين جوانحى ولا أستطيع السكوت !! .. هنا مثلا رئيس أساقفتنا أمير ، متلاف ، عالمى لا يعنى قط بنفوس الناس ، والأساقفة كلهم ، إلا النادر منهم ، لا يهتمون إلا بالمال واللهو والمجد العالمى ، ... لم تعد الكنيسة مسكناً ليسوع الوديع المتواضع ، بل أضحت مؤسسة كبيرة فاسدة ... الخطايا الحقيقية يغض الطرف عنها ، والأمور الصغيرة البريئة ينظر إليها كخطايا ، إن من يرتكب الفسق والفجور يمكن أن تغفر له خطاياه ، أما أن يفكر الإنسان فهذا ذنب لا يغتفر، وأن يسأل هذا أو ذاك أسئلة عن المعتقدات فأبواب الجحيم تفتح له . لو أن مارتن لوثر عاش حياة مستبيحة ، لو أنه سكر أو فتح خاناً للمعربدين لما حدث له شئ ، ولم تنسب له فضائح وعيوب ، أما أن يقف ضد تجارة فاسدة كتجارة صكوك الغفران ، فالرهبان يجأرون ضده حتى تبح أصواتهم ، والأساقفة يلعنونه ، ورؤساء الأديرة ينعتونه بأشر النعوت !!.. وهل يمكن أن يستريح أبفراس ويهدأ لحظة واحدة وهو يرى الهرطقة والفساد ينخران فى الكنيسة ، كما ينخر السوس فى العظام !! .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبفراس المصلي |
أبفراس |
أبفراس |
أبفراس المصلى |
أبفراس |