رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان لابد أن يقوم المسيح(2) السبت 11 مايو 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث 5-كان لابد أن يقوم,لأن موته كان مجرد وضع مؤقت,لأداء رسالة مزدوجة. كان ممكنا أنه لايموت بحسب طبيعته ولأن الموت هو أجرة الخطية(رو6:23) وهو لم تكن له خطيئة تستحق الموت...ولكنه قبل أن يموت عوضا عنا,لكي يفدينا بموته,كما قال الرسول متبررين مجانا بنعمته,بالفداء الذي بيسوع المسيح,الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه...من أجل الصفح عن الخطايا السالفة(رو3:24, 25). كانت هذه هي الرسالة الأساسية للموت,أي الفداء وماذا أيضا..؟ وكان لابد بعد الفداء,أن يذهب ويبشر الراقدين علي الرجاء ويفتح باب الفردوس,وينقل هؤلاء الراقدين من الجحيم إلي الفردوس...وفي هذا يقول القديس بطرس الرسول: فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا,البار من أجل الأثمة,لكي يقربنا إلي الله,مماتا في الجسد,ولكن محيي في الروح,الذي فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن(1بط3:18, 19)...نعم كرز لتلك الأرواح بالخلاص,ونقلها إلي الفردوس,كما نقل اللص اليمين. ويقول القديس بولس الرسول:وأما أنه صعد,فما هو إلا أنه نزل أيضا أولا إلي أقسام الأرض السفلي,الذي نزل هو الذي صعد أيضا فوق جميع السموات(أف4:9, 10). 6-وكان لابد أن يقوم المسيح,لأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين. حتي عندما مات...تقول القسمة السريانية:انفصلت روحه عن جسده...ولكن لاهوته لم ينفصل قط لا عن روحه ولا عن جسده...روحه المتحدة باللاهوت نزلت إلي أقسام الأرض السفلي,وكرزت للأرواح التي في السجن,وأصعدتها إلي الفردوس...أما جسده فبقي في القبر متحدا بلاهوته أيضا...فهو قد مات بشريا من جهة انفصال الروح عن الجسد,ولكنه كانمحيي في الروح..كانت له الحياة الثابتة في اللاهوت,والتي من أجلها صرخ نيقوديموس وهو يكفنهقدوس الله...قدوس القوي...قدوس الحي الذي لايموت. نعم كان لابد أن يقوم هذا الجسد المتحد باللاهوت...وما كان ممكنا أن يستمر في الموت. إن الموت لم ينتصر عليه مطلقا,وما كان ممكنا أن ينتصر عليه..بل أنه بموته داس الموت,أي داس علي هذا الموت الذي انتصر علي كافة البشر فنجاهم السيد من هذا الموت بموته عنهم,ودفع خطاياهم...وهكذا قضي علي سلطان الموت. 7-وهذا الذي قضي علي سلطان الموت بموته,كان لابد أن يقوم. كان لابد أن يقوم ليعلن انتصاره علي الموت بقيامته,وليعلن للناس جميعا أنه لا شوكة للموت,حسب تسبحة بولس الرسول أين شوكتك ياموت؟...أين غلبتك ياهاوية؟(1كو15:55). 8-وكان لابد للمسيح أن يقوم,لكي يعزي التلاميذ ويقويهم. كان لابد أن يقوم لكي يزيل النتائج المرعبة التي نتجت عن صلبه,حيث خاف التلاميذ واختفوا في العلية,وتشتت باقي المؤمنين به خائفين من اليهود وبطشهم...وأنكر من أنكر,وشك من شك...وكان لابد أن يقوم المسيح لكي يقوم بعملية ترميم لإيمان الناس,ويشجعهم لكي يستمروا في إيمانهم ويصمدوا أمام اضطهادات اليهود...وهكذا كانت قيامته أكبر دافع لهم علي الكرازة. 9-وكان لابد أن يقوم,ليثبت أنه ليس إنسانا عاديا يموت كباقي الناس. جميع الناس يموتون,ويستمرون هكذا منتظرين القيامة العامة,لكي يقوموا...أما السيد المسيح فكان لابد أن يقوم مباشرة,وإلا حسبوه إنسانا عاديا...إن قيامته قد أثبتت لاهوته وبخاصة أنه قادم بذاته دون أن يقيمه أحد. 10-وكان لابد أن يقوم المسيح,ليكون الباكورة التي علي شبهها يقوم الكل. وهكذا قال القديس بولسالآن قد قام المسيح من الأموات,وصار باكورة الراقدين...لأنه كما أن في آدم يموت الجميع هكذا أيضا في المسيح سيحيا الجميع...المسيح باكورة,ثم الذين في المسيح في مجيئه(1كو15:20-22). ويتكلم عن أهمية قيامة المسيح فيقولإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم...أنتم بعد في خطاياكم...إذن الذين رقدوا في المسيح أيضا قد هلكوا. ويستطرد إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقي جميع الناس(1كو15:17-19). 11-نعم...كان لابد أن يقوم المسيح,لكي يؤسس المسيحية. ولكي يمكث مع التلاميذ أربعين يوما يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله(أع1:3) ويضع لهم قواعد الإيمان...ويسلمهم الأسرار والطقوس,وينفخ في وجوههم قائلااقبلو الروح القدس...من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم,ومن أمسكتموها عليهم أمسكت(يو20:22, 23)...ثم يعدهم بحلول الروح القدس عليهم لكي ينالوا قوة ويكونوا له شهودا في أورشليم وكل اليهودية وإلي أقصي الأرض(أع1:8)...ثم بعد ذلك يعهد إليهم بالكرازة قائلااذهبوا إلي العالم أجمع,وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها...من آمن واعتمد خلص(مر16:15, 16)...اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس... وعلموهم أن يحفظوا ما أوصيتكم به...وها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر(متي28:19, 20). |
|