رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اليهود عندما عُزل الملك أرخيلاوس سنة 6م من منصبه واستولى الرومان على مقاليد الحكم في اليهودية، أمروا بإحصاء المقاطعة الجديدة لكي يستطيعوا فرض الضرائب الملائمة. أثار هذا الأمر عدم الرضا والسخط في بعض الأوساط اليهودية التي قررت مقاومة هذه الإجراءات وخاصة بعض الفريسيين الذين انفصلوا عن الجماعة التي رفضت التدخل في الشئون السياسية العامة. رفض هؤلاء طاعة الرومان غيرة منهم في الدفاع عن الشريعة. وكان الغيورون متفقين في كل التعاليم مع الفريسيين ولكنهم يختلفون عنهم فقط في "أنهم يحرصون شديد الحرص على الحرية ويعترفون بالله كسيد أوحد" وكانوا يعتقدون أن من يعترف بالإمبراطور سيداً ويدفع الضرائب يخالف الوصية الأولى من الوصايا العشر التي تطلب أن يكرم الإنسان الله وحده. رفض الغيورون الاعتراف بالإمبراطور اعتباره سيداً لم يكن لديهم صبر الفريسيين في انتظار مجيء المسيا ولكنهم أرادوا أن يؤثروا بنشاطهم في إسراع عجلة التاريخ ومؤسس الجماعة هو يهوذا الجليلي في بداية القرن الأول الميلادي الذي "جرر عدداً كبيراً إلى التمرد (راجع أع 5: 37) وظهر قادة آخرون مثله (راجع أع 5: 36؛ 21: 38) الذين اعتزلوا بمرديهم في الصحراء لينتظروا هناك النهاية. لم يكونوا يستطيعون مواجهة القوات الرومانية مباشرة ولكنهم مارسوا حرب العصابات في المناطق الجبلية التي تصعب فيها حرب نظامية. وكان الرومان يعتبرونهم لصوصاً وقطاع طريق وحاولوا الضرب على أيديهم بشدة، في حين أنهم تمتعوا بتقدير وإعجاب كبيرين بين أفراد الشعب، وذلك بسبب غيرتهم الشديدة على الشريعة. كان الغيورون يزرعون العداء في نفوس الشعب تجاه الوثنيين ويثيرون الشعب إلى أن وصلوا إلى التمرد العلني. وبدمار أورشليم وإبادة آخر القوى المقاومة انتهت حركة ووجود الغيورين. يذكر لوقا في (لو 6: 15 وأع 1: 13) أن أحد تلاميذ يسوع كان غيورياً وهو سمعان الغيور وكانت حياة ورسالة يسوع متميزة عن المسيانية السياسية التي ينادي بها الغيورون، وذلك لأن ملكوت الله يتم بدون الحاجة إلى الإنسان (مر 4: 26 – 29). وعندما سئل يسوع إذا كان يحق دفع الجزية لقيصر لم تكن إجابة موافقة لمطالب وتعاليم الغيورين، إذ قال إنه يجب إعطاء قيصر مل له والله ما له (راجع مر 12: 17). وبذلك رفض يسوع إضفاء هالة الألوهية على الإمبراطور ومن ناحية أخرى لم يوافق على استعمال العنف لتغيير الأوضاع وحلول ملكوت الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تشير عبارة "اليهود" الى رؤساء اليهود الذين يُكنّون العداوة ليسوع |
تآمر اليهود |
“هذا هو ملك اليهود” (لو23: 38) |
هذا هو ملك اليهود |
اليهود |