رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قوة الحفظ لدى الطفل لقداسة البابا شنودة الثالث الطفل في سن الطفولة سريع الحفظ، وله ذاكرة قوية جدًا. يكفى أنها ذاكرة جديدة لم تمتلئ بعد... مثل ذاكرة كومبيوتر يمكن أن تسع خمسين ألف كلمة، ولم تسجل فيها سوى مائة كلمة فقط. وكلما كبر الطفل، واختلط بالمجتمع وسجل منه ألفاظًا وجملًا. ودخل إلى المدرسة، وأضيفت إلى ذهنه وذاكرته معلومات من شتى العلوم، وألفاظ من لغات أخرى أيضًا... حينئذ لا تصبح الذاكرة في تلك السن الناضجة مستعدة لتقبل كل شيء، وقد تنسى... بعكس الطفل الذي يولد بذاكرة بكر... قراءة الأخبار وكما قال أحد علماء التربية: إن الطفل في السنوات الخمس الأولى من عمره يحفظ قاموسًا. ذلك لأنه يولد ولا يعرف لفظًا واحدًا من اللغة. ثم يتعلم ويحفظ كل ألفاظ التخاطب ومسميات الأشياء التي أمامه. فلننتهز نحن هذه الموهبة التي فيها لكي نجعله يحفظ ما يفيده. نجعله يحفظ أيات وتراتيلًا وألحانًا. ونضيف إلى ذاكرته قصصًا من الكتاب والقديسين. نجعله يحفظ صلوات، وإن كان لا يفهمها. إن وقت الفهم والتأمل سيأتي فيما بعد. فلا نفقد سن الحفظ دون أن نستغلها. الأطفال نحفظهم قانون الإيمان ولا يهمنا أنهم لا يفهمونه ونحفظهم "أبانا الذى" وبعض صلوات أخرى. ونترك الفهم إلى مراحل النضوج المقبلة. إن مدرس مدارس الأحد الذي يهمل تحفيظ الأطفال، إنما يضيع عليهم ميزة تلك المرحلة من عمرهم. ونفس الحكم نقوله للآباء والأمهات الذين يهملون تحفيظ أولادهم. وينسون الوصية التي قال فيها الرب ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك. وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك..." (تث6: 6، 7). وثقوا جميعًا أنكم إن لم تملأوا ذاكرة الأطفال بما يفيد، فسوف تمتلئ بأشياء أخرى. إن لم تمتلئ بالتراتيل والألحان، فسوف تمتلئ بالأناشيد والأغاني من مصادر أخرى... وإن لم تمتلئ بقصص القديسين وشخصيات الكتاب وقصص الفضيلة، فسوف تمتلئ بتفاهات شتى، وربما بأشياء ضارة. ليتنا نضع برنامجًا للحفظ، خاصًا بالأطفال، سواء للبيوت، أو للتربية الكنسية. ويمكن تعليق آيات في براويز داخل بيوتنا، ليحفظها الأطفال، ويحفظها الكبار معهم. ويصبح وجود طفل في البيت بركة روحية لكل أفراد الأسرة. بسببه يحفظون الآيات والتراتيل، وبسببه يحترسون في الكلام وفي استخدام الألفاظ اللائقة وينمون معه روحيًا، إن لم يكونوا قد نموا من قبل... |
|