+++ لابد من وقفة مع النفس +++
فيقف الإنسان مع نفسه في تأمل وصمت ليتطلع للرب ويطلب إرشاده حتى يميز بين ما أراد الله له وما صنعه هو بنفسه .
إنها وقفة تُعلن للإنسان في وضوح وبقوة الفارق بين : ما يعيشه وما ينبغي أن يكونه .
← فلقد أساء الإنسان إلي نفسهحين أهان جسده وأسلمه للهوان .
← فلقد أساء الإنسان إلي العالمالذي خلقه الله فأبدعه وسلمه له ليسود
عليه ويحفظه .
← وأساء الإنسانحين أدخل الخطية إلي العالم وعاش في مذلة العبودية
لها بعد أن كان سيداً تخضع كل الأشياء تحت قدميه .
← وأساء الإنسانحين إرتضى حياة النجاسة وتلذذ بها بدلاً من حياة
النقاء والقداسة ، ولوّث العالم بشهواته ورغباته وانحرافاته.
← وأساء الإنسان إلي الله ، الله الذي أحبه فخلقه علي صورته وشبهه
وتمنى له أن يبقى مثله نوراً ليس فيه ظلمة .
← لـــــــــــــــــــــــــــذا فــإنإدراك الإنسان لحقيقة ما فعله بنفسه وبالعالم الذي يعيش فيه نتيجة إنفصاله عن الله رد قوي وقاطع عن سبب كل ما يحيا فيه
من معاناة وكآبة وضياع .
ولـن يـعـيـــش الإنسـان راحــته واطـمـئـنـانــه وسـلامـه وســعادتــه .
* إلا إذا * :
عاد لصورته الأولي التي أرادها الرب له وخلقه عليها وحفظ نفسه وإمتنع عن كل ما يلوّث ويدّنس من أمور قد لا يهبط الحيوان لمستواها ..........
( أسرع لي يا مخلص بفتح الأحضان الأبوية لأني أفنيتُ عمري في اللذات والشهوات وقد مضى مني النهار وفات فالآن اتكل علي غني رأفتك التي لا تفرغ )من " قطع صلاة الغروب " ، فيحتاج كل إنسان أن يجلس في هدوء ويراجعُ نفسه فيعرف مكسبه وما حقق أو خسارته وما فقد ويصحح مساره باستمرار ، فمهما كان وضع الإنسان وعمقه الروحي فهو دوماً في أشد الحاجة إلي تلك الفرص التي يخلو فيها مع النفس ليصبح قادراً علي مراجعة وتحديد موقعه فيُدرك أين هو ؟وإلي أين ينبغي أن يكون وجهته .
إن أوقات السكون ضرورة لكل إنسان حتى تتاح فرص الحوار الداخلي فيعرف حقيقة ذاته وما يجري حوله ويسعى كي يُعدّل إتجاهاته ويتقدم بنفسه .
←لـــــــــــــــــذا الحوار الأمين مع النفس أكثر فاعلية من المناقشة والمجادلة مع الآخرين ، إذ يحسُّ الإنسان في مرات عديدة أن كلمات الذين حوله توجيه مفروض مما قد يولد في الداخل مقاومةٌ تجعل ذلك التوجيه غير مرغوب فيه ومرفوضاً .
ومهما كانت الكلمات رقيقة هادئة لكنها طالما كانت تُغاّيرُ ما بداخل الشخص وما يسلك فيه فعادةً ما يعتبرها نوعاً من الضغط لتغيير أسلوبه في الحياة والتدخل في شئونه الخاصة وحريته .
بالطبع إن الاختلاء بالنفس في جلسة هادئة ومراجعتها بالحوار والأسئلة وإدراك الموقف خلال المواجهة الأمينة ...............
تـــــــــــــــــــــــــــــــؤدي إلــــــــــــــــــــــــي :
الشعور بالحاجة إلي التغيير وإتخاذ القرار والتحرك ومحاولة التقدم بتعديل الاتجاه والسعي لطلب المعونة والإرشاد
وقـــــد فـــعــل ذلـــك
+الابن الأصغر في جلسة مع نفسه وهو يرعي الخنازير
" فَرَجَعَإِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ : كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا " لو17:15.
+ زكا فوق الجميزة " فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعًا أَنْيَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ " لو4:19.
+ الخاطئة في بيت الفريسي وكسر قارورة الطيب .
...........الراهب يحنس المحرقي