منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 02 - 2013, 07:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

الخزف أو الفخّار

عند مقارنة أواني الفخار التي وجدت في فلسطين بما كان لدى الشعوب المجاورة، يتبين لنا أن فخاريات بني إسرائيل كانت بدائية وتعوزها الدقة الفنية. فالفرق كبير جداً بين أواني الخزف الملونة التي كان يصنعها الكنعانيون والفلسطيون والفخاريات التي صنعها العبرانيون بعد استقرارهم في كنعان. وربما كان السبب أن العبرانيين اهتموا بالنفع أكثر من الفن. فالأشكال جيدة ومصنوعة بعناية.
وفي أيام الملك داود تحسنت الصناعات. فصُنِعت أشكال جديدة وأُدخل عليها بعض التزيين. واستمر التحسن حتى أصبح صنع الفخار في زمن الملوك صناعةً صغرى أقيمت لها "مصانع" صغيرة وعمل بها عددٌ كبير من الناس، فتزايد الإنتاج وشاعت بعض الأشكال القياسية و "العلامات التجارية". وعلى كثرة الإنتاج، كانت الصناعة مُتقنة.
ويبدو أن قسماً كبيراً من الخزف الجيد كان يُستورد استيراداً في أزمنة العهد الجديد.
الفخاريون:

يُرجح أن عدة فخاريين، خصوصاً في أيام الملوك المتأخرين، كانوا يعملون معاً، ويدرِّبون تلاميذ على المهنة (غالباً ما كانوا أولادهم). وتوجد دلائل على أن بعض الفخاريين اهتموا دائماً بتزويد العابدين في الهيكل بأوانٍ صالحة للاستعمال في طبخ الذبائح المقربة في الهيكل.
ويبدو أنه وجِد أيضاً شبه نقابة من الخزافين الذين أقاموا "مع الملك لشغله" (1 أخبار الأيام 4: 23). وربما كانوا يصنعون جراراً كبيرة لخزن المحاصيل الناتجة من حقول الملك. فقد وجدت جرار تَسَعُ الواحدة نحو 45 ليتراً مختومٌ على قبضاتها: "خاصة الملك"، وتحت هذا الختم اسم واحدة من المدن الأربع التالية: حبرون، زيف، سوكوه، مِمْشَث. وربما كانت في تلك المواضع كرومٌ للملك، أو مراكز يأتي إليها الناس ببعض محاصيلهم كضريبة.
"بيت الفخّاري":

كان إنتاج الفخار بجميع مراحله يتم على الأرجح في مكان واحد. فكان لا بد من وجود مورد مائي (جدول أو صهريج)، ودواليب (عجلات) لتشكيل الطين، وأفرانٍ لشيه. وكانت دار بيت الفخاري (أو مصنع الفخار) تُستعمل ساحةً لتحضير الطين، وبالطبع أيضاً أصبحت الموضع الذي تكوم فيه الأواني المكسورة والشظايا المرفوضة.
يُذكر في إرميا 19: 2 "باب الفخار" قرب وادي هِنُّوم. فربما كان هنالك بيت فخاري. وفي نحميا 3: 11 و 12: 38 نقرأ عن "برج التنانير" أي برج الأفران. فربما يشير هذا إلى أفران شَيِّ الفخار.
تحضير الطين:

كان الفخار يُصنع من ترابٍ أحمر محلي. ولم يكن الفخاري يعدل نوعية الطين إلا بمزجه أحياناً بمسحوق الكلس الموفور. وبذلك تصير الأواني المصنوعة أصمد للحرارة (وهذا ينفع في القدور المعدة للطبخ)، ولكنه كان يقتضي إيقاد الفرن إيقاداً خفيفاً لئلا يتحلل الكلس ويتصدع الإناء.
وكان الطين الخام يُعرض للشمس والمطر والصقيع لكي يتفسخ وتُزال شوائبه. ثم يُضاف إليه الماء ويُداس بالأرجل ليصبح لزجاً (اطلب إشعياء 41: 25). وذلك يتطلب مهارة خاصة، إذ ينبغي أن يُكال الماء كيلاً ويروى به الطين شيئاً فشيئاً، وتزال فقاقيع الهواء منه.
تصنيع الطين:

بعد إعداد الطين، يستطيع الفخاري أن يصنعه بواحدةٍ من ثلاث طرق:
1- يُمكن سكب الطين في قالب. هكذا كانت تُصنع الألواح الكنعانية، ومثلها أيضاً معظم المصابيح التي استُعملت في أيام العهد الجديد. ويشير أيوب 38: 14 إلى ختم الطين بخاتم معين.
2- يُمكن تشكيل الطين باليد. ويبدو أن الأشياء الوحيدة التي كانت تصنع هكذا عند العبرانيين هي اللعب وتنانير الخبز وأوانٍ أخرى قليلة.
3- يُمكن تشكيل الطين بواسطة الدولاب (العجلة). وقد كان هذا هو الأسلوب المستعمل عادةً.
وأقدم نوع من دولاب الفخاري كان أُسطوانة دائرية تُدار على محورٍ عمودي. ولكن نحو زمن الخروج درج استعمال نوعٍ آخر كان له أُسطوانة ثانية أكبر تحت الصغرى. وهذا سرع الدوران وربما كان معاونو الفخاري يُبقون الدولاب دائراً. ومع أن دواليب الفخاريين استُعملت في كل مكان على الأرجح (وإن كان الكتاب المقدس لا يذكر إلا دولاباً واحداً مرة واحدة، لما زار إرميا بيت الفخاري- إرميا 18: 3)، فنادراً ما وجدت دواليب فخاريين. ولعلها كانت تُصنع من الطين أو الخشب فلم تبق إلى اليوم. وقد وجدت دواليب من حجر في مجدو ولخيش وحاصور. وليس من دليلٍ على استخدام دواليب تُدار بالرِّجل قبل السنة 200 ق م، مع أنها كانت شائعة الاستعمال في القرن الأول م.
وبعد تشكيل الإناء كان يُترك ليتقسَّى قليلاً، ومن ثم يُمكن أن يوضع الدولاب من جديد ليُعطى شكلاً أحسن. وفي زمن الملوك المتأخرين سُرع الإنتاج بطرق شتّى. فكانت توضع أحياناً كتلة كبيرة من الطين على الدولاب وتُشكل الأواني من أعلاها، وكلما انتهى إناءٌ يُنزع منها. وكان العمال غير المهرة أحياناً يشكلون الأواني على دواليبهم، مستعملين طيناً رخيصاً يصنعون منه أواني غلظة كان يُرققها خزافون مهرة ويُضيفون عليها شكلها النهائي.
الشَيُّ:

كان الجزء الأدق في عمل الفخاري هو شيَّ أواني الفخار في التنور أو الفرن. فكل نوع من الطين تلزمه معالجة خاصة. ولكن أساليب الشيَّ ليست معروفة لدينا. فقد وُجدت عدة تنانير أو أفران، بعضها على شكل حذوة الحصان (u)، ولكن من الصعب أن نقرر هل كانت تُستعمل للفخار أو للنحاس.
التزيين:

لم يكن العبرانيون يصقلون خزفهم، ولكن كان عندهم ثلاث طرق لتزيينه:
1- "التمليس": كان بعض الطين الجيد الغني بالحديد يرقق بالماء ثم تُدهن به الأجزاء المراد تزيينها.
2- رسم خطٍّ أحمر أو أسود حول أعلى الجرة أو الإبريق تحت العنق أو حول وسطهما.
3- "التلميع": كانت بعض الأواني تُلمع باليد أو على الدولاب. فتُستعمل قطع من حجر أو عظم أو خشب يُحف بها الطين بعد جفافه وقبل شيِّه. والموضع الذي يُحف يصير لمّاعاً بعد الشيّ.
وأحياناً كان "التمليس" و "التلميع" يُستعملان معاً.
وبعض قوارير العطر التي اكتُشِفت كانت سوداء. ولا ندري كيف صُِنعت هكذا. فربما غُطست بالحليب أو زيت الزيتون قبل شيِّها ثم لُمعت قليلاً بعده.
أما اليونان والرومان فقد أتقنوا الصقل.
الأواني التي صنعها الفخاري:

يُمكن أن نقسم الأواني الفخارية إلى فئتين رئيسيتين.
القدور والطاسات:

وهي تتفاوت حجماً بين طاسة الولائم الكبيرة التي لها أربع مسكات والكأس الصغيرة (التي قلما كان لها مسكة). وكانت القدور والطاسات تُستعمل لمزج الخمر وتقديم الطعام ورفع الجمر والطبخ وهلمّ جرّا. وقد كان التنور المنزلي قدراً مقلوباة بلا قعر؛ وتشكيله سهل، إذ كان يتقسى بتعريضه دائماً للنار. وكان يُملط من الخارج بشظايا من الفخار المكسر تخفيفاً للحرارة.
وكانت السُّرج تُصنع بطريقة القدور وتُرفق حافاتها ويُسوى موضع الفتيلة فيما الطين ما يزال طرياً. ومع تغير أشكال السُّرج خلال تاريخ العبرانيين ظل الشكل الأساسي واحداً. والتعديلات التدريجية، في مراحل مختلفة، تُمكن الخبراء من الاستدلال بها على التآريخ.
الجرار والقوارير:

صُنعت جرارٌ للخمر وللماء والزيت. واستُعملت الجرار أيضاً لحفظ الوثائق. كما صُنعت قوارير صغيرة خصيصاً للعطور.
ومن الأواني الأخرى المصنوعة من الفخار:

مطراتٌ للماء تُحمل في السفر؛ أدوات تُستعمل في الصناعات (البوتقة، قوالب الطين، فلكات المغزل، مثقِّلات النول)؛ لُعَب (عرائس وأحصنة وجِمال)؛ أغراضٌ من طين تستعمل في العبادات الكنعانية.
وإذا انكسرت الفخاريات، كانت تُصلح أحياناً بالبراشم أو الأسلاك. وأحياناً كانت بعض المذكرات أو الرسائل تُكتب على قطع الفخار المكسر. فقد وُجدت، مثلاً، مجموعة رسائل كُتبت على شظايا فخار ("رسائل لخيش") وجهها قائد حامية صغيرة إلى رئيسه في لخيش خلال آخر هجوم للملك نبوخذنصر على مملكة يهوذا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بلعام | تمنّى موت الأبرار، لكنه عاش حياة الفجّار
طفل في سله من الخزف
ما هي خصائص الخزف ؟
الخزف التقليدي
ما هو الخزف ؟


الساعة الآن 04:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024