|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ
«لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ» (رومية6:5).
إن المسيح لم يأت ليدعو أبراراً كما أنه لم يكن ليموت لأجل الصالحين، ولم يتوجه إلى الصليب لأجل المستقيمين أو المحترمين أو الأنقياء. إنه مات لأجل الفُجَّار. بطبيعة الحال، ومن وجهة نظر الله فإن البشرية جمعاء فاجرة، فقد وُلدنا جميعنا بالخطيئة وتَشكَّلنا بالإثم، ومثل الخروف الضَّال سار كل واحدٍ في طريقه، وفي عيني الله الطاهر نحن فاسدون ونجسون ومتمرّدون، وأفضل جهودنا لفعل الصلاح تشبه خِرقاً بالية. إن المشكلة هي أن معظم الناس ليسوا على إستعداد للإعتراف بأنهم أشرار، ومن خلال مقارنة أنفسهم بعناصر إجرامية في المجتمع، فإنهم يتصورون بأنهم مناسبون تماماً للسماء. إنهم مثل سيدة من الطبقة الراقية تتفاخر بنفسها لمشاركتها الإجتماعية وتبرّعاتها للأعمال الخيرية، وعندما شهد لها أحد المؤمنين قالت أنها لا تشعر بالحاجة للخلاص لأن أعمالها الصالحة كافية، وذكّرته أنها كانت عضوة في الكنيسة وأنها تنحدر من عائلة مسيحية عريقة. تناول المؤمن قطعة ورق وكتب عليها «فاجرة» بأحرف كبيرة، ثم توجّه إليها بالسؤال، «هل تمانعين في تعليق هذه الورقة على قميصك؟» وعندما قرأت ما كتب عليها احتجّت قائلة: «طبعاً أمانع، لن أسمح لأحد أن يقول لي أنني فاجرة»، ثم أوضح لها أن رفضها الإعتراف بأنها خاطئة وضالّة وبحالة ميؤوس منها، تكون قد حرمت نفسها من أي فائدة في عمل المسيح المُخلِّص، وإذا لم تعترف بأنها فاجرة فإن المسيح لم يمُت من أجلها، وإذا لم تكن هالكة فلا يمكنها إذاً أن تخلص، وإذا كانت بصحة جيدة فلا حاجة بها إلى الطبيب العظيم. أقيمت في أحد الأيام حفلة خاصة في مدرّج جماهيري كبير، كان الحفل للأولاد المكفوفين والمشلولين أو المعاقين، جاء الأولاد في كراسي متحركة وعلى عُكازات أو إقتيدوا بالأيدي، وبينما كان الإحتفال جارياً وجد أحد الحرّاس صبياً صغيراً جالساً يبكي على درج المدخل. فسأله الحارس برفق «لماذا تبكي؟» فأجابه: «لأنهم لا يسمحون لي بالدخول»، «ولماذا لا يسمحون لك بالدخول؟» فأجهش الصبي بالبكاء «لأنني سليم الجسم». هكذا هو الحال في إحتفال الإنجيل، إذا لم يكن فيك أي عيب فلا يمكنك الدخول. ولكي تحصل على إذاًٍ بالدخول عليك أن تُثبت أنك خاطئ، ويجب أن تعترف بأنك فاجر لأن المسيح مات لأجل الفجَّار، وكما قال روبرت مونجر «إن الكنيسة هي الشركة الوحيدة في العالم حيث الشرط الوحيد للعضوية هو عدم إستحقاق المُرشَّح». |
|