رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأمبراطور يعين أساقفة على الإسكندرية
محاولة الأمبراطور بتعيين أساقفة بدلاً من أثناسيوس على الإسكندرية ذكر البابا أثناسيوس أن الأمبراطور قام بتعيين بستوس أسقفاً على الإسكندرية بدلاً منه بإيعاز من يوسابيوس النيقوميدى فى شتاء سنة 338 م ولكنه كان تعييناً على الورق فقد حدث إحتجاج سريع من ألبابا أثناسيوس بمجرد أن علم بالقرار فأرسل فى الحال إحتجاجات إلى جميع اساقفة العالم , ومنهم يوليوس أسقف روما فما كانوا منهم إلا أنهم حرموا بستوس الأريوسى وقطعوه من الشركة قبل وصوله للأسكندرية , وفيما يلى شكر من الأساقفة المصريين إلى اساقفة العالم : [ ونحن نشكركم من أجل تقواكم أيها ألأعزاء المحبوبون لأنكم حكمتم بالحرمان دائماً على الأريوسيين فى خطاباتكم , ولم تعطوهم الفرصة إطلاقاً أن يدخلوا الكنيسة ... أما ألان فهم يثيرون الرجال الأريوسيين المختلين ليقاوموا الكنيسة علناً , فبالرغم من أن كل الكنيسة الجامعة قد حرمتهم ( سابقاً ) إذ بهم يعينون أسقفاً عليهم ( يقصد بستوس ) ليشوشروا على الكنيسة ويزعجوها حتى يكسبوا لأنفسهم أعواناً لكفرهم فى كل مكان ] (3) وتعجل يوسابيوس النيقوميدى الأريوسى وأرسل إلى يوليوس أسقف روما لجنة من مكاريوس القس الأريوسى وأثنين من الشمامسة الأريوسيين مارتيروس وحزقيوس ينبئه بعزل أثناسيوس وتعيين بستوس على كرسى الأسكندرية بدلاً من أثناسيوس وقد ذكر يوليوس أسقف روما قائلاً : [ وقبل أن يصل إلى كهنة أثناسيوس , كتبوا ( يوسابيوس وطائفته ) إلى ملحين بالسرعة فى إرسال خطابات ( تهمئة ) لرجل يدعى بستوس على الإسكندرية , مع أنه فى نفس الوقت (كما أعلم) كان أثناسيوس الأسقف هناك , فلما وصل كهنة الأسقف أثناسيوس , أبلغونى أن هذا الرجل بستوس الأريوسى وأنه تم فيما سبق قطعه من الشركة بواسطة ألكسندر الأسقف (ألكسندر البطريرك 19 السابق لأثناسيوس ) وقطع من مجمع نيقية أيضاً , وانه أجريت له رسامة على يد سكوندوس وهذا أيضاً بدوره كان المجمع الكبير فى نيقية قد حرمه كأريوسى , وهذه الحقائق لم يستطع مرتيروس وأتباعه ( رسل يوسابيوس الذين ارسلهم إلى اسقف روما لينبئه بعزل أثناسيوس ويحضه على إرسال خطابات تهنئة لـ بستوس ) - أن يناقضوها , ولم يستطيعوا ان ينكروا أن بستوس هذا قد رسمه سكوندوس . فإنظروا الآن وقرروا بعد هذا كله من يكون المستحق للعلامة بالعدل ؟ هل أنا ؟ الذى لم يستطيعوا أن يحملونى على الإذعان لطلباتهم بأن اكتب لـ بستوس الأريوسى , أم هؤلاء الذين نصحونى أن أسئ إلى المجمع الكبير وأمتهنه بأن اكتب لهؤلاء الكفرة وكأنهم رجال دين ؟ ] ويقول يوليوس أسقف روما : [ ولأكثر من ذلك أن القس مكاريوس ( رئيس بعثه يوسابيوس ) الذى كان قد أرسله إلينا يوسابيوس مع مرتيروس والباقيين , وعندما سمع بإعتراض كهنة أثناسيوس ( الذين كشفوا مؤامرتهم) غادر فى الليل فجأة مع أنه كان مريضاً ومع أننا كنا نتوقع حضوره مع مرتيريوس وحزقيوس - فى الصباح - مما جعلنا نعتقد ان رحيله كان بسبب إفتضاح موضوع بستوس , لأنه من المستحيل أن تجيز الكنيسة الجامعة رسامة يقوم بها سكوندوس الأريوسى , بإعتبار أن هذا يكون فى الواقع إمتهاناً للمجمع ( نيقية ) وللأساقفة الذين عقدوه وتكون بمثابة رفض صريح للقرارات التى صاغوها فى حضرة الرب بكل إجتهاد وعناية وكأنها بلا قيمة ] (4) مجمع أنطاكية الأول أصدر مجمع أنطاكية قرار بعزل البابا أثناسيوس عن كرسى كنيسة الأسكندرية عام 339 م وأختار المجمع شخص من أتباع يوسابيوس أسمه يستوس , وكان كاهن محروم وأقامة رئيس أساقفة على مدينة الأسكندرية وهذه الكنيسة لم تنحنى من قبل فى إقامة أسقفاً عليهم بدون إختيارهم . ولكن ثبت لهم عدم صلاحية يستوس فساموا غريغوريوس الكبادوكى بالقوة , فإضطر القديس أثناسيوس أن يهرب إلى روما حيث رحب به البابا يوليوس . وأستقر الأريوسيين على تعيين خصم آخر قوى وهو غريغوريوس الأريوسى حيث وصل إلى الإسكندرية وأغتصب الكرسى الرسولى بالفعل بالقوة فى موسم الفصح 339 م ويقول البابا أثناسيوس عن هذه الأحداث : [ وغريغوريوس هذا أريوسى , وقد أرسله لحساب الجماعة الأريوسية ( بالأسكندرية ) لأن أحداً قط لم يطلبه إلا هؤلاء الأريوسيين وحدهم , وعليه , وكونه أجيراً غريباً إستخدم السلطان الحكومى متسبباً فى هذه المصائب المرعبة التى تنم عن قسوة تجاه الشعب والكنيسة وكأنها ليست كنيسة . أما لماذا أرسلوا غريغوريوس , فلأن بستوس الذى عينه يوسابيوس وأتباعه من الأريوسيين , هذا تم حرمه وقطعه من الشركة بالعدل جزاء كفره بواسطتكم يا أساقفة الكنيسة الجامعة , وهذا تعلمونه جميعكم بما كتبت إليكم بخصوصه , وها هم الآن وبنفس الطريقة قد أرسلوا غريغوريوس إليهم ( أى إلى الأريوسيين بالأسكندرية فقط , حيث يرفض البابا أثناسيوس القول بأن غريغوريوس تعين على الكرسى السكندريى عامة ] (5) وأرسل غرغوريوس الكبادوكى (الأريوسى ) بسرعة وفى سرية تامة إلى الإسكندرية مدعماً بقوة عسكرية قوامها 500 فارس وبتوصيات مفتوحة من الأمبراطور بإستجابه الوالى لجميع طلباته . أحداث الأسكندرية قبل وصول غريغوريوس الكبادوكى ( الأريوسى) تمت هذه الأحداث فى موسم الصوم الكبير وأسبوع الألام وعيد الفصح سنة 339 م وقد كتبها البابا أثناسيوس : [ ولما رأى يوسابيوس وأتباعه إضمحلال هرطقتهم كتبوا إلى روما كما كتبوا إلى أباطرة الغرب قسطنطين وقسطانس متهمين أثناسيوس , ولكن لما فند مبعوثوا أثناسيوس هذه الإفتراءات وكشفوا حقيقتها صاروا فى خجل امام الأباطرة وأمام يوليوس أسقف روما الذى كتب يدعوا إلى مجمع يلزم أن ينعقد فى المكان الذى نختاره ( أثناسيوس يتكلم بصيغة الجمع !! ) حتى يستطيعوا أن يعرضوا إتهاماتهم التى صنعوها ولكى يستطيعوا أيضاً أن يدافعوا عن أنفسهم بحرية فيما يختص بالأمور التى هم أيضاً متهمون فيها ! على أن الكهنة الذين أرسلوهم ( كهنة يوسابيوس ) لما رأوا أنفسهم قد إفتضحوا ترجوا هم أيضاً أن يقام المجمع . ولكن هؤلاء الأشخاص ( اليوسابيين ) الذين يشك دائماً فى سلوكهم , حينما راوا أنهم لن يفوزوا بشئ أفضل من إقامة هذه المحاولة الكنسية , إتجهوا بجملتهم إلى قسطنطيوس وحده متباكين ومستغيثين به كحامى حمى هرطقتهم , فرأوا أن يكتبوا خطابات , ويرسلوا فيلاجريوس ( وهو أريوسى ) ليكون والياً على مصر , لأنه قادر أن يقوم بعمليات إضطهادات كما كما ينبغى وكما أثبت هو ذلك سابقاً بجدارة , وبالأكثر لأنه هو نفسه زنديق ومارق عن الدين , كما فكروا ايضاً أن يرسلوا غريغوريوس ليكون أسقفاً على الإسكندرية , لأن هذا أيضاً يستطيع أن ينصر هرطقتهم . وبناء عليه أرسل قسطنطيوس فى الحال رسائله تحمل بداية إضطهاد جديد ضد الجميع , وذلك على يد فلاجريوس الوالى يلازمة أحد خصيان الإمبراطور المدعو أرساكيوس , وبعدها أرسل غريغوريوس مدعماً بقوة عسكرية ] (6) فكرة وإقتراح عقد مجمع آخر ذكر الأسقف البابا أثناسيوس أن : [ يوسابيوس ( النيقوميدى ) وأتباعه كتبوا إلى يوليوس ظانين أنهم يخيفوننى بهذا , وطلبوا منه أن يدعوا إلى عقد مجمع يكون هو الحكم فيه , إن كان هذا يرضيه ] ( 7 ) وكان يوليوس أسقف روما مدعماً بالأمبراطورين قسطانطس وقسطنطين الثانى وبدعوة من يوسابيوس وبعد موافقة بقية أعضاء بعثة يوسابيوس فى روما ( بعد هروب مكاريوس أسقفها ) فقام بدعوة أثناسيوس ويوسابيوس إلى مجمع مسكونى وترك إلى اثناسيوس حرية إختيار مكانه , فإختار روما . وبدأ يوليوس بتعيين ميعاد الإنعقاد فجعله فى ديسمبر سنة 339 م وبدأ فى التحضير له , وأرسل بالفعل إلى يوسابيوس يدعوه مع كل الأساقفة بواسطة كاهنين هما هيليذيوس وفيلوكسينوس الرومانيين . ووصلا الكاهنين هيليذيوس وفيلوكسينوس الرومانيين إلى أنطاكية إحتجزهما يوسابيوس عنده حتى بعد زمان عقد مجمع يوليوس فبقيا فى أنطاكية حتى سنة 340 م وغادرا أنطاكبة ومعهما خطاب من يوسابيوس ملوء مراوغة , إتهم فبه يوليوس بالتحيز ولامه على تصرفاته وقبوله أثناسيوس فى الشركة معه . ورد يوليوس الأسقف الرومانى بخطاب فضح فيه كل أساليب الأريوسيين وتصرفات يوسابيوس بعنف ووضوح مع حكمة ورزانة , وفند كل إدعاءات يوسابيوس وإتهاماته وملاماته الكاذبة واضعاً عليه كل اللوم فيما آلت إليه الكنيسة فى العالم المــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 128 (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى (3) Apol., contra Arian.19. (4) Apol., contra Arian.24. (5) Athanas. Epist. Encyc. 6. (6) Hist., Arian. 9, 10. (7) Apol., contra Ar. 20. |
|