|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النفى الأول : الأمبراطور قسطنطين ينفى البابا أثناسيوس ورجوع البابا إلى الإسكندرية أثناسيوس فى القسطنطينية فى 30 أكتوبر سنة 335 م أثناسيوس ترك مدينة صور والمجمع هناك وأقلع للقسطنطينية سراً ومعه أربعة اساقفة ويمكث 8 ايام يتحين الفرصة لمقابلة الإمبراطور (3) يقول البابا أثناسيوس [ فيما هم منهمكون فى تدبير المؤامرات والخطط , أقلعت , وإستعدت أمام الإمبراطور صورة من السلوك غير العادل الذى سلكه يوسابيوس وأعوانه , لأنه هو الذى أمر بتشكيل المجمع وترأسه مندوبه الكونت ديونيسيوس , فلما سمع الإمبراطور تقريرى , إنفعل ( كعادته ) وكتب إلى الأساقفة المجتمعين بصور (1) كالآتى : قسطنطين فيكتور مكسيموس أغسطس إلى الأساقفة المجتمعين فى صور : لست اعلم ما هى القرارات التى وصلتم إليها وسط هذه الضجة والشغب , ولكن يبدو أن الحق قد أنحرف بسبب هذه الفوضى والإخلال بالنظام ... إن السبب الذى كتبت إليكم من أجله أدعوكم للحضور بهذه الرسالة ستعلمونه من الآتى : بينما انا عائد متأخراً إلى مدينتنا السعيدة " القسطنطينية " ممتطياً جوادى , إذا فجأة يعترض طريقى الأسقف أثناسيوس ومن معه , ولأنى كنت لا أتوقع هذا أندهشت جداً , الرب الذى يعلم كل شئ هو شاهد لى إنى لم أستطع أن أتعرف عليه فى بادئ الأمر لولا أن المرافقين لى أعلمونى من هو , كما أعلمونى أيضاً بأى ظلم كان يعانى , إلا أنى لم ادخل معه فى أى حوار فى ذلك الوقت ولا سمحت له بالمقابلة , ولما ألح على أن أستمع إليه كنت رافضاً , بل وأعطيت امراً أن يستبعد من امامى , ولكنه بجرأة متزايدة أصر على طلب هذا المعروف الواحد أن أستدعيكم أمامى حتى يتسنى له فرصة أن يعرض على شكواه فى حضوركم بخصوص المعاملة التى لا قاها . وقد تراءى لى أن هذا الطلب معقول , وأن الوقت موافق , فأمرت بمسرتى أن يكتب هذا الخطاب إليكم حتى تحضروا جميعاً بكل أعضاء المجمع المنعقد فى صور وتسرعوا جميعاً إلى البلاط بلا أى تأخير ... ] (4) الأريوسيين يتهمون البابا أثناسيوس تهمة جديدة وقال البابا أثناسيوس فى مذكراته : [ فلما قرأ يوسابيوس واعوانه هذا الخطاب وأحسوا بخطورة ما صنعوه , منعوا بقية الأساقفة من الإقلاع وأقتصروا بالذهاب على أنفسهم وهم : يوسابيوس , وثيئوجينوس , وباتروفيلوس ويوسابيوس الاخر وأرساكيوس وفالنس , وهناك لم يذكروا موضوع الكأس ولا موضوع أرسانيوس , لأنه لم تكن لديهم الشجاعة أن يقدموا على هذا , ولكنهم أخترعوا إتهاماً آخر يهم الإمبراطور نفسه , فأعلنوا أمامه أن أثناسيوس هدد أنه يستطيع منع القمح الذى يرسل من الإسكندرية إلى القسطنطينية , وكان الأساقفة أدامنتيوس وأنوبيوس وأغاثامون وأريثيون وبيتر وسمعوا هذا , وقد تحقق لديهم ان الإمبراطور صدق هذا بسبب الغضب الذى ظهر عليه , فبالرغم من أنه أرسل الخطاب السابق وأدان عدم عدالتهم , إلا أنه بمجرد سماع هذه التهمة تهيج (5) نفى البابا أثناسيوس إلى تريف ونتيجة لأن الأساقفة الأريوسيين والمليتيين وشوا للأمبراطور بأن اثناسيوس قال : أنه يستطيع منع القمح الذى يرسل من الإسكندرية إلى القسطنطينية ولم يستطع البابا أثناسيوس الدفاه فقال [ وبدل أن يعطينى فرصة ويسمع منى أرسلنى بعيداً إلى الغال ] (6) ( ومدينة تريف كانت عاصمة الغال " فرنسا" وإسمها بالكامل أوجستا تريفوروم , وتختصر تريفيرى أو تربير أو تريفس وهى على نهر الموزل على حدود ألمانيا . ونفاه إلى تريف وكان ذلك في فبراير 336 م. في جرأة قال البابا للإمبراطور: " الرب يحكم بيني وبينك". وأبحر البابا أثناسيوس إلى تريف فى 10 أمشير الموافق 5 فبراير 336م (7) أب رهبان العالم أنطونيوس يوجه خطابات للأمبراطور ليستعطفه بالعفو عن أثناسيوس ورد الأمبراطور على خطابات الأنبا أنطونيوس أرسله إلى أهل الإسكندرية رداً على إستعطافات كثيرة أرسلها له القديس أنطونيوس الكبير من شعب الأسكندرية , وقد أحتفظ المؤرخ سوزومين فى سجلات تاريخه الكنسى : [ وقد رفع شعب الإسكندرية صوتهم عالياً محتجين على نفى أثناسيوس , وقدموا تشفعات من أجل عودته , وأنطونيوس الراهب المشهور كتب مراراً كثيرة إلى الإمبراطور يترجاه أن لا يصدق إدعاءات المليتين بل ويرفض كل إتهاماتهم بإعتبارها مجرد مؤامرة إلا أن اإمبراطور لم يكن مقتنعاً بهذه الحجج , وكتب إلى الإسكندريين يتهمهم باتلتهور والفوضى , وامر الإكليروس والعذارى أن يلزموا الهدوء , وأعلن أنه لن يغير رأيه ولن يستدعى أثناسيوس الذى وصفه بأنه مثير للشغب , كما حكم عليه قضاة الكنيسة ( هكذا ) بحق ( هكذا ) ورد على أنطونيوس أنه لا يستطيع أن يتجاوز القوانين التى أصدرها المجمع ( فى صور ) لأنه حتى وإن كان هناك قلة من الأساقفة ( فى مجمع صور ) سلكوا بإرادة خبيثة وبرغبه إرغام الآخرين , فإنه لا يعقل ولا يصدق أن البقية , وهى الكثيرة , من الأساقفة الحكماء الممتازين ( هكذا) تكون قد إنساقت أيضاً بمثل هذه الدوافع , وأضاف أن اثناسيوس هذا التى ذكرت : إن اثناسيوس متمرد غير مطيع ومتكبر وهو السبب فى كل هذا النزاع والشغب . ( ثم يضيف المؤرخ سوزومين هذه العبارة من عنده قائلاً ) : ولأن أعداء أثناسيوس كانوا يعلمون أن الإمبراطور يمقت هذه الصفات بصورة خاصة , لذلك كانوا يتمادون بالأكثر فى إتهامه امامه بهذه الجرائم ] (8) ثورة الأسكندرية ضد آريوس وموت آريوس بعد مجمع صور عقد الأريوسيين مجمع في أورشليم - بعد تدشين كنيسة القبر المقدس- أصدر الأريوسيين قرارًا بعودة أريوس إلى الإسكندرية في غياب البابا المنفي، فعاد أريوس تحت حراسة مشددة لكن ثورة الشعب ضده ألزمت الوالي أن يطالب بسحبه ورده إلى القسطنطينية، فاستدعاه الإمبراطور قسطمطين قيصر أبن قسطنطين الكبير . بذل يوسابيوس النيقوميدي كل الجهد لعودة أريوس للشركة الكنسية فكان البطريرك القسطنطيني الكسندروس مرّ النفس، ولما أُلزم بقبوله صلى إلى الله، فمات أريوس في مرحاض عام وهو في طريقه إلى الكنيسة. بعد حوالي عام إذ كان قسطنطين على فراش الموت أوصى بعودة البابا أثناسيوس إلى كرسيه هل كان نفى الأمبراطور للبابا أثناسيوس لحماية حياته من الأريوسيين ؟ أم مجرد سياسة هذا ما حدث تاريخياً ولكن ذكر بعض المؤرخين ان الأمبراطور نفى البابا أثناسيوس كان لحمايته من الأريوسيين والمليتين , وليس نفياً بقصد الإيذاء به وأستندوا إلى الخطاب التالى للأمبراطور قسطنطين الأبن ( القيصر) أبن الإمبراطور قسطنطين الكبير إلى اهل الإسكندرية فى مدينة تريف بحضور اثناسيوس , وذلك قبل عودة أثناسيوس للوطن مباشرة المؤرخ بتاريخ 17 يونيو سنة 337 م (9) ويقول البابا أثناسيوس : [ ولكن لما تذكر قسطنطين الإبن المطوب , أعادنى إلى الوطن متذكراً ما كان قد كتبه ابوه وكتب هو أيضاً هذا : إنى أعتقد أنه لم يفت على ذهنكم التقى أن أثناسيوس مفسر ناموس العبادة كان قد ارسل إلى الغال ( فرنسا ) مؤقتاً , وذلك عن قصد بسبب وحشية اعدائه المتعطشين لسفك الدماء المتأصلين فى عداوتهم , الذين تعقبوه بإضطهادهم إلى درجة المخاطرة للقضاء على حياته المقدسة , وهكذا خلص من مؤامرة لم يكن ممكناً علاجها بسبب سلوك هؤلاء الأشرار المتمردين , فلكى يجنبه ( الإمبراطور ) هذا كله أقتلعه من بين فكى خصومه , وكلفه بأن يقضى بعض الوقت تحت حكومتى , وهكذا كنا نمده بكل إحتياجاته بوفرة فى هذه المدينة ( ترييف العاصمة ) حيث عاش ( فى وسطنا ) , غير أنه بقداسته المشهورة كان فى الحقيقة يعتمد على المعونة السمائية تماماً غير عابئ على الإطلاق بالضيقات التى ألمت به . والآن وإذ أعمل انه كان قد عزم إرادة أبى الأمبراطور قسطنطين قيصر أن يعيد الأأثناسيوس إلى مكانه وإليكم أيها الأتقياء المحبوبون , ولكن قد اخذ بغته إلى نصيبه الذى هو نصيب كل بشر , وذهب إلى راحته ( وفاة الأمبراطور ووصيته إرجاع أثناسيوس وهو على فراش الموت ) قبل أن ينفذ هذه الرغبة رأيت انه من اللائق أن أحقق هذه النية التى كانت لأبى الأمبراطور صاحب الذكرى المقدسة , هذه النية التى ورثتها أنا ايضاً منه . وحينما يأتيكم ستعلمون منه بأى إحترام كنا نعاملة , وفى الحقيقة ليس هو أمر فائق كل ما قدمته له بالنسبة لما تكنونه أنتم من شوق إليه , لأن رؤية هذا الإنسان العظيم حركت نفسى وحثتنى أن أعمل هذا فلتحفظكم العناية الإلهية أيها الأخوة المحبوبون . كتبت فى تريفيرى 17 يونيو 337م ] (10) وقد أيد البابا اثناسيوس على بعض ما جاء فى الخطاب فقال : [ وهذا هو السبب الذى من أجله أرسلت إلى الغال ( فرنسا ) فمن ذا الذى لا يدرك من ذلك - وبوضوح نية الإمبراطور ؟ وروح يوسابيوس السفاك واتباعه , وأن الإمبراطور عمل هذا ليوقف نشاط مؤامراتهم اليائسة ] (11) وعاد البابا أثناسيوس ليجد الإسكندرية كلها تترقبه على الشاطئ كملاك انحدر إليهم من السماء! المــــــــــــــــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 90 -94 (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى ص 76 - 77 (3) NPNF, vol. IV. p.503. (4) Apolgia contra Ar.86. (5) Ibid.87 (6) Ibid (7) NPNF, vol. IV. p.503. (8) Soz., II, XXXI (9) Gwatkin (stud. 136). (10) Apolgia contra Ar. 87 (11) Apolgia contra Ar.88 |
|