رسالة بطرس الثالثة إلى أكاكيوس
من بطرس رئيس أساقفة الأسكندرية إلى أكاكيوس (1) : أنك زدت برسالتك وجعاً على وجع نفسى المثقلة بالألام وإنى لغاية هذا الحين كنت أجتهد أن أزكى نفسى من ذنوبى الكثيرة لكى أستحق أن أقف بدون عيب أمام منبر المسيح والآن لا أدرى ماذا أفعل لك بعد ما كتبت لى ؟ فإن المرض الذى إستحوذ عليكم بإرادتكم لا أستطيع أن أشفيه وهوذا قد مضى على إنعقا مجمع خلقيدونية 31 سنة الذى بسبب مذهبه الفاسد بددتم قطيع المسيح وقسمتم جسم الكنيسة المقدس الذى مات المسيح عنه بتوقيعكم على الإعتراف بالطبيعتين وعلى طومس لاون وقد شابهتم الأسد المفترس بأنيابكم العديمة الأمانة فأنكرتم الإيمان المستقيم وبكفر قسمتم الرب الغير منقسم فأى كفر أعظم من هذا وأى حزن أزيد منه ؟ فلذلك لا أدرى ماذا أفعل معك فإن مرضك الإرادى لا أقدر أن اشفيه لأنى أنا أيضاً رجل خاطئ ، موضوع تحت حكم الموت فلعل المسيح الذى أنكرته لا يطرحك فصلى إليه عساه يلتفت إليك ويرحمك وينقذك ، فليبك جميع القديسين الذين تغربت عن سعادتهم فليبك الفردوس الذى أعد لك وفقدته بسبب كفرك فلتبك الشمس التى عندما رات آلام المسيح حجبت نورها وإلتحفت بالظلام مبكته الكافرين فى ذلك الزمان وأنت ألآن فلتبك كل الخليقة المنظورة وغير المنظورة فليحزن عليك القوات الذين هم فوق الجميع وليمثل أمام الإله المحب البشر طغمات رؤساء الملائكة وليسجد من أجلك الشاروبيم الذين لا يفترون من تقديس الرب الإله المثلث فليصلوا عنك لكى يسمع لك ويرسل نقطه من رحمته عليك وعلى الشعب المظلوم الذى بدده الكاهن مملوء بالغرور فعلى ذلك لا أكف على أن أنصحك بصفتى رجل خاطئ لأنك أنكرت الإله فلا تتقاعس عن أن تستغيث إليه بشفاعة القديسين لكى يردك ويرحمك وينقذك .
رسالة أكاكيوس الثانية
من أكاكيوس إلى بطرس رئيس أساقفة الأسكندرية (1) : الآن أعد نفسى سعيداً لأنى رأيت ابوتك المقدسة قد تاثرت جداً وإشتركت باوجاعنا إلى الإله عنا بخوف وإهتمام ذلك الذى لم تنكره ، الآن تأكد قلبى إنك تلميذ حقيقى للمسيح لأنك تنصحنا للخير وحسناً تعلمنا ألا تكف عن الصلاة إلى الإله الذى أنكرناه لكى يردنا ويصنع معنا رحمة ويقبلنا فنحن مزمعون ألا نفتر من عمل ذلك ، غير أن طومس لاون المملوء من الكفر الذى أمضى عليه بنفاق مجمع خلقيدون محابياً مع الإمبراطور الكافر مرقيان الذى أحدث التوقيع عليه إنكار إبن الآب الوحيد فهذا الطومس المملوء كفراً قد حرمته أمام سكان السماء الأرض بهذه الرسالة التى كتبتها بيدى هو ومجمع خلقيدون وبالتالى أنظر با أبت المحبوب إلى الخطر الذى يتهددك من قبل الإله ، فإنك إذا كنت تعثر ظلماً وتهملنا لنهلك وتقابل الشر بالشر ولم تقابل الشر بالخير نظير معترف للمسيح ولم تقبلنا لكى يخلص الشعب بواسطتك ويحل السلام فسأقيم الحجة عليك أمام كرسى المسيح وأمام جميع الملائكة لأنى أنا بيدى الخاطئة كتبت وحرمت بهذه الرسالة مجمع خلكيدون وطومس لاون وكل من يفرق وحدة المسيح إلى طبيعتين وسألتزم السكوت مسلماً حكمى إلى الإله المحب للبشر وإلى قداستك أيها الأب الرحيم .
مـــــــــــــــــراجع
(1) راجع الأنبا إيسيذوروس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 ص 541 - 544