آيه وقول وحكمة ليوم 3 /12
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{ احبك يا رب يا قوتي. الرب صخرتي وحصني ومنقذي الهي صخرتي به احتمي ترسي وقرن خلاصي وملجاي}
(مز1:18-2)
قول لقديس..
(حتى إن كنتَ غنيًا، فالطبيب قادر أن يشفيك من الاتكال على المال. إنه لن ينزع الغنى، إنما ينزع العبودية للغنى ومحبة الطمع في الربح القبيح)
القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة لليوم ..
+ لانه تعلق بي انجيه ارفعه لانه عرف اسمي (مز 91 : 14)
Because he has set his love upon Me, therefore I will deliver him; I will set him on high, because he has known My name (Psa 91:14)
من صلوات الاباء..
"ايها الاب السماوى الذى يعلن لنا ارادته الصالحه راسما لنا طرق الخلاص وداعيا ايانا ان نحبه ونثق فيه ونتكل عليه، وليس على زراع بنى البشر او المال او المقتنيات والمناصب. معلما ايانا ان نحفظ وصاياه بالروح والحق ونعمل بها بدافع المحبة لك وللخير والغير، يا من رفع من شأن الاطفال والبسطاء ودعانا ان نتعلم من بساطتهم وايمانهم وتواضعهم. اعنا يارب على رضاك والعمل بوصاياك. اجعلنا نتكل ونثق فى قيادتك الامينة تاركين حياتنا بين يديك لتقودنا حيث تريد وتدافع عنا امام الشيطان واعوانه وتحفظ ابنائنا وبناتنا فى اسمك القدوس الذى دعى علينا، أمين"
من الشعر والادب
"اوعى تغرك المظاهر "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ياما ناس اتكلوا على المال،
وفى سبيله عملوا المحال.
جمعوا وكنزوا فلوس كتير،
وقالوا ما يهمنا الا التوفير.
وظنوا انهم فى سلام وأمان،
فى صحة ورغد واطمئنان.
وهبت عليهم ريح التغيير،
فقدو المال ونالهم سوء المصير،
وصار مسكنهم سجن حقير،
ولاقوا من الناس التشهير.
اوعى تغرك الدنيا والمظاهر،
وتفتكر انك بالسلطة او بالمال،
رح تحيا آمن مرتاح البال،
دا بريق الدنيا كتير خداع،
ومش هناخد منها متاع.
حب الله واعمل الخير،
واعمل رحمة مع الغير،
وكله حسنا هيسير،
تاخد من الله الاضعاف،
وغدر الزمان مش هتخاف.
قراءة مختارة ليوم
الاثنين الموافق 3 /12
لو 15:18- 30
فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ الأَطْفَالَ أَيْضاً لِيَلْمِسَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُمُ التَّلاَمِيذُ انْتَهَرُوهُمْ. أَمَّا يَسُوعُ فَدَعَاهُمْ وَقَالَ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ قَائِلاً: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ». فَقَالَ: «هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي». فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذَلِكَ قَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ أَيْضاً شَيْءٌ: بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي». فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ حَزِنَ، لأَنَّهُ كَانَ غَنِيّاً جِدّاً. فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ، قَالَ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ! لأَنَّ دُخُولَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!». فَقَالَ الَّذِينَ سَمِعُوا: «فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟» فَقَالَ: «غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ».فَقَالَ بُطْرُسُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ». فَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ وَالِدَيْنِ أَوْ إِخْوَةً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ اللهِ، إِلاَّ وَيَأْخُذُ فِي هَذَا الزَّمَانِ أَضْعَافاً كَثِيرَةً، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ». والمجد لله دائما
تأمل..
+ أهتمام السيد المسيح بالاطفال... أراد بعض الناس من الجموع أن ينال أطفالهم بركة من المسيح، فقدموهم إليه ليلمسهم، أما التلاميذ فشعروا أن مكانة المسيح أعظم من أن يهتم بالأطفال، فحاولوا إبعادهم حتى لا يشغلوا معلمهم عن تعاليمه وشفائه للمرضى بهذا الأمر غير الهام فى نظرهم غير عالمين بمحبة الرب للاطفال. اما هو ففى حنان ومحبة واهتمام نبه تلاميذه ليتركوا الأطفال يقتربون إليه وباركهم، بل أعلن حقيقة هامة وهى تميز الأطفال فى طباعهم عن الكبار، وأن من لهم هذه الطباع من البراءة والمحبة للآخرين وتقدير إهتمام من حولهم بهم هؤلاء هم المؤهلون لدخول ملكوت السموات. ولم يقل لهؤلاء الأطفال بل لمثل هؤلاء، أى من له فضائل الأطفال من الكبار والصغار فلنتأمل صفات الأطفال القريبين منا ونحاول أن نتعلم منهم شيئاً، فقد وضعهم الله فى طريقنا ليس فقط لتعليمهم بل لنتعلم منهم أيضاً.
+ محبة المال ودخول ملكوت السموات ... تقدم للرب يسوع المسيح شاب وسأله كيف يرث الحياة الأبدية، وحدثه بإحترام قائلاً أيها المعلم الصالح. وقبل أن يرد المسيح على سؤاله سأله لماذا تدعونى صالحاً، هل هى كلمات التعظيم التى يقولها البعض دون فهم، أم أنك تعنى إنى الله لأنه لا يوجد أحد صالح إلا الله وحده. فيقصد المسيح هنا أن يواجه الشاب نفسه هل يؤمن بلاهوت المسيح فيطلب منه أن يعرفه طريق ملكوت السماوات، أم هو فى نظره مجرد معلم من معلمى اليهود، أم أنه يجربه هل سيرشده إرشادات بحسب شريعة موسى أو مخالفة لها، ليصطاد عليه خطأ.
+ لأن المخلص أتى ليكمل الناموس الروحى أشار على هذا الشاب بأن يحفظ الوصايا العشر، ولتأكيد أنه يقصد هذه الوصايا وليست وصايا أخرى جديدة يعلمها المسيح، أعطاه أمثلة لها وهى "لا تزنِ لا تقتل..." فأجاب الشاب بسرعة معلناً حفظه للوصايا منذ طفولته، وهو يقصد الحفظ الذهنى والتطبيق الحرفى وليس أعماق الوصايا بدليل ظهور تعلقه بالماديات بعد ذلك أكثر من محبة لله، وهذا مخالف لروح الوصايا. لقد نظر الرب فى محبة للشاب واراه طريق الكمال، أن يبيع ممتلكاته ويوزع ثمنها على الفقراء، ويتبع المسيح معتمداً عليه فقط وليس على أمواله. وقد وجه المسيح نظر هذا الشاب إلى الكنز السماوى الذى يناله بعمل الرحمة أفضل من الممتلكات الأرضية. لكنه فى نفس الوقت كشف خطية هذا الشاب، وهى محبة المال، وقد حزن قلبه لأنه لا يستطيع أن يبيع الأموال والممتلكات لأجل الله لانه متكل على امواله وليس على الله
+ خطورة محبة المال.. أعلن السيد المسيح خطورة مشكلة التعلق بالمال الذى يمنع دخول الملكوت، لأن الأغنياء قد يعتمدون على أموالهم ويتعلقون بها. فما أعسر دخول المتكلين على المال إلى ملكوت السموات. والحل هو أن يتكلوا على الله فقط ويستخدمون أموالهم فى إحتياجات معيشتهم وعمل الخير، ولا يضطربون إذا فقدوا الكثير منها. إذا فالمقصود ليس عدم دخول الأغنياء إلى الملكوت، بل المتكلين والمتعلقين بأموالهم. وعندما شعر السامعون بصعوبة التنازل عن محبة المال، شجع الرب جميع الأغنياء بقوله أنه لا يوجد مستحيل عند الله، فبمعونته يستطيع الأغنياء أن يتخلصوا من تعلقهم بالمال ويكون المال خادم جيد لهم.
+ الترك من اجل الله والمكأفاة.. فهم التلاميذ أهمية أن يترك الأغنياء عنهم محبة المال، لهذا قال بطرس نيابة عن التلاميذ للسيد المسيح إننا قد تركنا كل شئ وتبعناك، وفى الحقيقة هم لم يتركوا إلا الشباك البالية ومراكب الصيد وأعمال بسيطة هى حرفهم. ولكن الله يثمن هذه المحبة كثيرا وأجاب مظهراً إهتمامه بأى شئ يتركه الإنسان لأجله، سواء كان ممتلكات مادية أو علاقات عاطفية من إرتباطات بالأهل والأصدقاء والأحباء لأجل الإرتباط بمحبة الله وخدمته. فالله يعوضه بأضعافها فى هذه الحياة، أى يعطيه احتياجاته المادية وصحته ويعطيه نعمة فى أعين الكل. مثل الراهب الذى يترك عدد محدود من الأقرباء، فينفتح قلبه بالحب للجميع ويصير الكل أحباءه، وهكذا الخادم الذى يتنازل عن بعض وقته وراحته وتمتعه بعلاقته مع المقربين لأجل خدمة المسيح، يكسب نفوساً كثيرة ويصير الكل أحباءه ثم ينال ما لا يُعبر عنه وهو سعادة الأبدية.