![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "ولكن لم يعطكم الرب قلبًا لتفهموا، وأعينًا لتبصروا، وآذانًا لتسمعوا إلى هذا اليوم" [4]. الله يود أن يعطي قلبًا للفهم، وكما يقول الحكيم: "الأذن السامعة والعين الباصرة الرب صنعهما كليتهما" (أم 20: 12)، لكن لا يقدمه لمن يقاوم. كثيرون لهم أعين ترى وفي نفس الوقت لا ترى، لأنهم لا يريدون الحق، بل يطلبون ما هو لشهواتهم. لقد جاء السيد المسيح إلى خاصته، وخاصته رأته لكنها لم تره بعيني الإيمان، لهذا لم تقبله. وكما يقول الرسول بولس: [لو عرفوا رب المجد لما صلبوه]. وهب الله الإنسان قلبًا يحمل بصيرة داخلية وآذان روحية، فيستطيع المؤمن أن يرى ويسمع. لكن إذ يرفض الطاعة لله يصير كمن لم يُوهب قلبًا للفهم ولا أعينًا للبصر ولا آذان للسمع. ومع كل ممارسة للطاعة بروح الحب ترتفع النفس كما على درجة من سلم السماء، يقودها نور الروح القدس الذي يطهر أعماقها فتصير قادرة على الرؤيا والاستماع للصوت الإلهي. بهذا يكون تجديد العهد مع الله ليس مجرد تقديم وعود لله بالتجاوب مع حبه، وإنما بالتجاوب العملي مع روح الله، وقبول النعمة الإلهية في الحياة العملية، فتصعد النفس يومًا فيومًا كما إلى السماء عينها. عمل الله دائم ومستمر، لم يقف عند خروجهم من مصر، ولا عند هلاك فرعون وجنوده، لكنه عال الشعب أربعين سنة في البرية، حيث لم يعوزهم شيء. إذ يشير إلى معاملات الله المملوءة حنوًا نحو شعبه في وسط البرية لا يتكلم موسى النبي، بل يقدم الله نفسه لينطق بها. |
![]() |
|