![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() اتَّفق الكُتَّاب اليهود أن هذه التجاوزات سمح بها فقط في الحروب التي تُثار بحريَّة إرادة إسرائيل، أمَّا التي ألزمهم بها الرب مثل محاربة عماليق والكنعانيِّين فيلتزم بها كل الرجال دون استثناء. إذ يُنزع الخائفون وضعيفو القلب يقيم العرفاء رؤساء قادة مملوئين شجاعة ويقين في عمل الله معهم. يليق بنا هنا أن نميِّز بين الإنسان الذي يشعر بضعفه وعجزه، لكنَّه يثق في إمكانيَّات الله معه وبه، وبين الإنسان الخائر والضعيف القلب. فإن الله يعمل بقوَّة في الضعفاء، لكنَّه لا يسند من لا يثق فيه ويتَّكئ عليه. هذا الخوف ينبع عن فساد في الضمير، لذا قيل: "قدِّسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم" (إش 8: 13). إن خطورة الخائرين تكمن في أنَّهم إذ يحتلُّون مراكز قياديَّة يبثُّون روح الإحباط في غيرهم، ويتسرَّب مرضهم إلى غيرهم، فلا يعملون عمل الرب ولا يتركون الآخرين يعملون. خطورة الخائرين أمَرّ وأقسى من الأعداء المقاومين للحق ولكنيسة المسيح، فعن الآخرين قيل أن الله يحكم عليهم بقضيب من حديد، أمَّا الخائرون فينزعون نعمة الله عن كثيرين ويحجبون قوَّته عنهم. يطالبنا السيِّد المسيح بأن نحسب النفقة قبل الدخول في أيَّة معركة، "وأي ملك إن ذهب لمقاتلة ملك آخر في حربٍ لا يجلس أولًا ويتشاور هل يستطيع أن يلاقي بعشرة آلاف الذي يأتي عليه بعشرين ألفًا، وإلاَّ فما دام ذلك بعيدًا يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح" (لو 14: 31-32). لقد أدرك إليشع النبي أن الذي معه أعظم من الذين عليه. وأخطأ داود النبي خطيَّة عظمى حينما حسب النفقة بحسابات بشريَّة، متجاهلًا عنصر الإيمان فقام بعمل تعداد لشعبه (2 صم 24: 2 إلخ.). غاية شريعة الحرب هذه هو تأكيد أنَّنا ننتسب لله، فما يحبُّه نحبُّه نحن، وما لا يطيقه من ظلمة وفساد ودنس يصير بالنسبة لنا عدوًا. ليس لنا شيء في ذواتنا. معاركنا هي معركة الله مع الظلمة. نحن لسنا طرفًا فيها، إنَّما نختفي في الله ليحارب هو بنا وفينا معلنًا نصرته الفائقة. |
|