البابا شنودة الثالث
إن تبت، لا تغير بنفسك. لا تستكبر بل خف (رو11: 20).
لا تظن أن التوبة أعطتك حالة عصمة. فليس أحد بلا خطية سوي الله وحده (متى19: 17). وما أسهل أن يحاربك العدو ليسقطك. لذلك تمسك بالرب، ولينسحق قلبك قدامه ليعطيك حياة النصرة الدائمة. واذكر قول القديس بولس الرسول:
" تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" (في2: 12).
ويطابق هذا أيضًا ما قاله القديس بطرس الرسول".. سيروا زمان غربتكم بخوف" (1بط1: 18). وليس المقصود بهذا الخوف معنى الرعب. كلا، بل المقصود به هو الحرص والحيطة، والتدقيق في الحياة الروحية، والبعد عن الغرور الذي يظن فيه التائب إنه قد تخلص من الخطية إلى الأبد، وقد ارتفع فوق مستواها!!
في هذا الخوف أو الحرص، لون من التواضع.
وكثيرون خلصوا بهذا التواضع.. الذي فيه يشعر الإنسان بضعفه، بأنه لا يزال تحت الزلل، ويحتاج إلى حرص حتى من أبسط الخطايا.. فالذي يشعر بضعفه، تحيط به قوة الله لتعينه وتخلصه.. وما أجمل تواضع القديس بولس الرسول في قوله:".. أقمع جسدي واستعبده، حتى بعد ما كرزت للآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1كو 9: 27).
فإن كان بولس الرسول يقول هذا عن نفسه، فماذا نقول نحن عن أنفسنا، ونحن أدرى الناس بضعفنا..؟ وإن كان الرسول يقول "قمع جسدي واستعبده". ألا يعطينا بهذا درسا في استمرار الحرص مدى الحياة؟