منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 03 - 2025, 12:47 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,037

أحد السامرية المتنيح القمص بيشوي كامل


أحد السامرية
المتنيح القمص بيشوي كامل



حديث ربنا يسوع المسيح مع المرأة السامرية حديث ممتع وشيق ومفيد جدا.

خلاصة الحديث كله هو ما شهد به أهل السامرة في آخر الإصحاح “نحن نعلم حقاً أن هذا هو المسيح مخلص العالم. هو جاء لكي يخلص العالم كله”.

وخلاص العالم يا أحبائي ليس بالعمل الهين. صحيح فيه ناس كتير بتصنع الخير وبتقود ممالك، ودول لإنقاذها ولسعادة البشرية. لكن خلاص العالم ليس بالأمر الهين. وأراد الوحي الإلهي أن يقدم لينا نموذج في شخص السامرية. عن كيف يعمل الله مع العالم كله، على المستوى الفردي. إحنا بنبص دايماً للأعمال اللي هي تخص بلد، مملكة، لكن ما بيخطرش في ذهننا أن الله بيعمل بطريقة فردية مع كل واحد لكي يعطيه هذا الخلاص.

ولكي لا يبدو أمامنا إن أمر الخلاص أمر هين، رغم أن المسيح جاء لكي يُصلب عن العالم لكي يفدي البشرية. فالناس افتكرت إن مادام المسيح مات عن العالم واتصلب وقام من الأموات يبقى خلاص كل حاجة انتهت. والأمر أصبح بالأمر الهين البسيط، لكن الوحي الإلهي النهاردة بيعرض لنا صورة انسانة من العالم.. واقف أمامها والجهد اللى بذله معاها علشان خاطر يقدر يخليها تتمتع بهذا الخلاص.. ما هو ممكن جداً أن نقول إن المسيح جه من أجل العالم ومات من أجل العالم، وفدى العالم، لكن مش بسهولة الناس تقبل هذا في حياتها، حتى الناس اللي هم يعرفوا يعني عن هذا الخلاص.

والمسيح رب المجد في نقاشه مع المرأة، أكدت له إن هي تعرف حاجات كثير عن الموضوع دة، وقالت له إن إحنا في انتظار المسيا، صحيح فيه وجه اختلاف بيننا وبينكم أنتم بتقولوا هيجي من اليهود وإحنا بنقول هيجي هنا عند بير يعقوب، لكن إحنا كلنا في انتظار المسيا، وعندما يأتي المسيا سيعلمنا أمور كثيرة.. إيه رأيك في الست دی؟ متدينة ولا مش متدينة؟ وبتعرف عن الخلاص ولا ما تعرفش؟.. تعرف، لكن تعرف شئ بالكلام، ووصول هذا الخلاص إلى أعماق نفسها موضوع آخر، موضوع كبير خالص.

النهاردة المرة دى بنسمع عن السامرية, المرة اللي جاية نسمع عن المخلع بقى له ۳۸ سنة، طب ما هو إحنا عارفين إن المسيح جه ومات وفدي البشرية، علشان تنقل القوة الجبارة دى قوة الصليب هي قادرة أن تقيم انسان بقى له ۳۸ سنة، وبقى له ۱۰۰ سنة، وتقيم ميت كمان. علشان تنقلها جواه، دي عملية صعبة، إحنا شفنا معجزات كثيرة عملها المسيح.. قوم مفلوج، وقوم ميت.. لكن حادثة السامرية من الحوادث اللطيفة اللي توري في ديالوج لطيف إيه اللي في قلب المسيح بالنسبة للنفس دي، وإيه الجهد اللى بيبذله وبيعمله علشان يوصل الخلاص.

الحقيقة هم متلاقوش عند البير بتاع يعقوب فقط إنما المرأة دي أنا في خيالي كدة يتهيألي إن هي كانت في قعر البير، والبير ده عميق جداً، وواحد واقف على البير من فوق وبيقول الخلاص سهل وتم، ممكن ياللي جوه بیر تحت أرمي لك حبل أو أي حاجة؟ صحيح البئر عميقة جداً وتطلع من الداخل اللي جوه البير، صدقني بير بالضبط يائس ومعندوش أمل في النجاة.. وخلاص تأقلم على هذا الوضع ومستنى لما حياته تنتهى زى ما تنتهي في بير، يعني المسيح مش بيكلم کدة انسان عادي ده بيطلعها، عاوز يغير أفكارها وعايز يغير مشاعرها واحساساتها.

إيه العائق في العملية دى كلها؟.. الحقيقة يا أحبائي لما اتخلق الإنسان اتخلق على صورة الله ومثاله، صحيح اتخلق من طين وكان مادي وكان عايش في الجنة، وكان بياكل وبيشرب ويفلح في الجنة وبيعمل فيها كل حاجة لكن كان فيه حتة لطيفة في الانسان ده آدم الأول، كان يسمع صوت ربنا كل يوم مع ريح الصباح كانت دی الأكلة الشهية بتاعته اللي يستناها كل صبحية ويسمعها بأحساس روحي، ولما يقول لك الكتاب المقدس إن هو كان بيسمع صوت ربنا مع ريح الصباح، أرجو إن أنت تقف وقفة عند الحتة دى وتقول كان بيسمعها بودنه ولا كان بيشوفه بعينه.. والله روح ما يتشافش، والروح أيضا ملوش صوت علشان يتسمع، وكان بيسمعه إزاي؟.. يجوز في آدم ده كان فيه حاسة ثانية غير الحواس اللي معانا النهاردة، كان بيقدر يشوف بيها ربنا وبيحس بيها.

هو برده المسيح رب المجد لمح لنا في العهد الجديد إن ممكن رؤية ربنا بس مش بالعين، قال: أنقياء القلب يعاينون الله، وقال للناس: إن لكم آذان ولا تسمع، مع أن ودنهم ممكن تسمع كل حاجة، يجوز إن طبلة الودن بتقبل موجات أو ترددات معينة.

يعني مثلاً ممكن يكون فيه بعض المخلوقات الثانية تسمع صوت ممكن (البني آدم) ما يسمعوش، لأن الأذن بتاعتها بتسمع في تردد ثاني يجوز الانسان فقد حاسة عنده من الحواس ما بقاش يحس بيها بربنا، ولا بيحس بيها ولا بصوته ولا يتلاقی معاه، اللي إحنا بنسميها في مفهومنا العادي الروحانية، يجوز الإنسان بعد سقوطه ابتدأ يشتغل في الأرض ويفلح ويجيب العيال وينشغل فيهم، ويخلف العيال ويعمل المستقبل ويكون لهم ويؤمن نفسه.

وابتدأت الحتة دي هي اللي شاغلاه، إزاي يعيش في أمان، وإزای يضمن حياته وصحته وأولاده وبيته ويحوش كمان ويكّون للمستقبل ويرتب.

الانسان دخل جوه البير ده، جوه البير، ابتدأ ربنا يكلم الانسان، يرسل الأنبياء واحد وراء الثاني، أن يسمعوا الصوت ده، هم جم البير ده تحت خالص، الانسان النهاردة بقى جوة البير دة، وأنا مش باتكلم على السامرية، ده التلاميذ نفسيهم أول ماجم قالوا له حديث كان غريب جداً ولا بيفهموا بعض ولا سامعينه وهو بيتكلم برده هم كانوا في بير آخر، قالوا اللا شفتم؟ قعدوا يتغمزوا مع بعض حصل أيه، حصل أيه، كمان واقف بيتكلم مع إمرأة؟.. ماعلقش الكتاب على الكلمة دي، ولا رب المجد علق على النقطة دي، وبعد كدة صار حديث ثاني، قالوا له نجيب لك تاكل؟ قال لهم أنا النهاردة شبعان جداً، قالوا آه لازم الست دی جابت له أكل، ولا لازم حد جاب له أكل، راح قال لهم لا أنا عايز أكلمكم على أكل ثانی، قالوا له ما نعرفش غير أكل واحد، قال لهم طعامي أن أعمل مشيئة أبي وأتمم عمله، قالوا له ما نفهمش الكلام ده، نعرف حاجة واحدة، نعرف أن (البني آدم) له معدة وبياكل عيش، وبيتكلموا النهاردة على أزمة العيش والمجاعات اللي في العالم، ولازم يوفروا خبز وأكل، فالمعدة دی تتملي أكل بقى الإنسان شبعان، ما تتمليش أكل يبقى الإنسان جعان، آهو ده اللي نفهمه، قال لهم هي دي مشكلتي، أنا هاموت على الصليب وها فديكم بدمی وهاقوم من أجلكم، لكن مين ها يفهم الكلام ده؟ وفين الحاسة الروحية اللي بتستوعب هذا الكلام؟!..

أيام لما ظهرت العذراء في الزيتون يا ما سمعنا کلام، ومن المصادفات اللطيفة إن أنا في الوقت ده كنت سافرت، فكان طبعا ظهرت في مصر، واليهود گمان یعنی مش بسهولة يقبلوا الظواهر الروحية، عايزين حاجة يلمسوها بأيديهم زي العلم کدة زي الحاجات المحسوسة، فاتريقوا لما شبعوا.. مرة قالوا دي ظواهر روسية لأن روسيا في الوقت ده كان لها شأن في مصر، ومرة قالوا ده دجل بتاع الشرق، لكن ربنا من الحاجات اللطيفة لم يترك نفسه بلا شاهد, فيه راجل كبير في السن كاثولیکی عجوز، الراجل ده بيبحث في موضوع شاغله، زي ما ناس ساعات تقعد تأخذ موضوع في كتاب تقعد تتشغل فيه، بیبحث في مجئ المسيح الدجال، إمتي ها يجي المسيح الدجال دة.. ففيه بقى هم يصدقوا في الحاجات دى كثير، ففيه واحدة كانت تنبأت أن المسيح الدجال هيجي سنة ۱۹٦٢، تنبأت نبؤتين واحدة تمت وواحدة ما تمتش، النبوة الأولانية تنبأت أن كيندي ها يتقتل، والنبوة التانية قالت إن المسيح الدجال هیجی سنة ١٩٦٢، أيام لما حصلت الزيطة دي فالراجل ده قال بس ما تعرفش مخه راح كدة إزاي، قال لازم المسيح الدجال ظهر في مصر سنة ٦٢ ودلوقت ٦٨ يبقي عنده بقي دلوقت ٦ سنين!!.. فابتدأ يعمل الدوشة دي والشوشرة دي، هو كان راجل مليونير وأنا زرته شخصياً وبعدين راح بعت قسيس كاثوليكي، وإدى له فلوس كتير، وقال له روح شوف لي حكاية المسيح الدجال اللي ظهر في مصر دة، فجه الراجل وشاف بنفسه، وكتب كتاب من أروع ما يمكن ونشر على نطاق واسع جداً عنوانه: (سيدتنا العذراء مريم ترجع إلى مصر)، وشهد شهادة غريبة جداً، والراجل كان لا بيفكر في العذراء ولا بيفكر في حاجة، لكن الله استطاع أنه بطريقته الخلاصية العجيبة إزای يوصل الروحانية للناس دول اللى بيفكروا في كل حاجة، لكن يصعب عليهم أن هم يقبلوا إن ممکن الست العذراء أو ممكن القديسين يكون لهم ظواهر روحية في الكنيسة.

إحنا في بير النهاردة، البير بتاع السامرية، ده البير ده كله حياة مادية، بتقول له شوف الفرق بين إثنين بيتكلموا مع بعض، هي بتكلمه عن يعقوب، وهو المسيح شوف الفرق بين يعقوب والمسيح قد إيه؟ يعقوب مهما كان أب الأباء هيطلع إيه يعني في ريح المسيح؟ ما هو يعقوب يعني، لكن بتقول له إحنا أولاد يعقوب، وماسكة في يعقوب ومتبتة خالص، وهي لا تعرف حاجة، لكن مجرد تعصب أعمى مالى عينها، إحنا أولاد يعقوب، والمسيح بيكلمها عن السماء وعن مجيئه من السماء، هي تقبل أن تكون بنت يعقوب وده أفضل ليها، لأن يعقوب خلف كثير وكان عنده مواشي كثير وجاب بير وسقی المواشي والحكاية بقيت كويسة، لكن المسيح اللي جاي من السماء ده جای يجيب حاجات روحية.

الفرق بين الحياة المادية، والحياة الأبدية، هي نفس الفرق بين يعقوب وبين المسيح، أو بين السامرية، بين اللي في قعر البير وبين اللي فوق.

الفرق بين الحياة المادية النهاردة عاوزين كلام، حتى في الكنيسة، وحتى في حياتنا، وحتى وإحنا بنقرأ الكتاب المقدس، عاوزين كلام كده يتفق مع مستوانا المادي النهاردة، عايزين تأكيدات أننا هنعيش في أمان وإطمئنان، لكن تكلمونا عن الحياة الأبدية وعن الحياة الأخرى، وعدم الإهتمام بالغير وإن المسيح معانا وهيرتب لنا وتكلمنا عن الأمور السمائية، ده صعب النهاردة.

تكلمنا عن الخلاص النهاردة، الخلاص أنا أعرفه، يجيبوا لنا تصاريح کنائس نبني کنايسنا مثلاً، أو الخلاص أنهم ما يضايقوش واحد في وظيفته، ولا حاجة, ولا مشكلة مستشفى إيه ولا الكلام ده .. ده هو الخلاص.

لكن الخلاص في دم المسيح والصليب والموت عليه ما هو ده بعيد مش واضح لينا، إحنا في بير.. بير عميق جداً.. نطلب کل شئ من المسيح ما عدا الخلاص بتاعه على الصليب مين يشهد قدام ربنا النهاردة، وإحنا في الكنيسة، أن فكره وحياته مشغولة بالخلاص الحقيقي وبموت المسيح على الصليب، وأنه دايماً فكره يسرح في هذا المنظر ولايغيب عن ذهنه، مین مننا يشهد بأمانة أمام الله أنه مشغول بالحياة الأبدية أكثر من انشغاله بالحياة المادية اللي على الأرض.

أنا ما قلتش إن آدم لما كان في الجنة مكانش بياكل وكان عايش، كان مبسوط خالص لكن كانت عنده حاسة كانت موجودة إنه كان بيقدر يميز صوت ربنا، ويسمعه كل يوم على ريح الصباح، بس دي راحت فين؟ ده احنا داخل الكنيسة يكون حديثنا عن الماديات!، كنيستنا جابت كذا وصرفت كذا، وفاضل عليها كذا، وقدامها مشاريع كذا، وها تعمل كذا.

الحديث النهاردة عن الخلاص بدم المسيح، أو الحديث النهاردة عن الأمور الروحية صعب صعب صعب جداً، لأن الإنسان الحاسة الروحانية بتاعته دی ابتدأت يعني زي تغيب، لذلك يا أحبائي الخلاص صعب مش سهل، رغم بين الناس ساعات بتاخد الموضوع ده بالبساطة والسهولة، وتقول لك ما هو المسيح جه ومات وفدى البشرية وخلصنا وخلاص.

الخلاص مش إن أنت وأنا خلصت.. ولا حاجة.. الخلاص هو أن تتغلب عندك الحاسة اللى تستطيع أن تدرك ما أراد الله أن يقدمه ليك أنت شخصياً.

الفرق بين المياه اللي بتشربها الست وبین المياه اللى ها يقدمها المسيح.. المسيح ها يقدم مياه من جنبه اللي بيتكلم عليها، وهي بتتكلم عن المياه المادية.

الفرق يا حبيبي ويا عزیزی بين حياتك اللي عمالة تشرب من العالم، وحياتك اللي تبتدی تشرب من المسيح، ما هو ساعات أنت بتحس برضه بالنزعة الروحية أو بتسمع كلمة حلوة من ربنا، بتحس إن أنت شبعان، ما هو ده شبع، ما هي المرأة افتكرت بس إن المسيح كان عطشان، فقالت له مليكش دلو والبئر عميقة، قال لها: أنا هأدی مياه بس إحنا مختلفين كثير، لأن أنت فاكرة أن المياه هي المياه دي، اللي في الدلو بتاعك، وأنا بأقول إن الشبع شبع روحي مش شبع مادي.

التلاميذ فاكرين إن الأكل هو العيش اللي ها يجيبوه، والمسيح بيقول لهم أنا طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني، فإنت ممكن برضه، ممكن يكون طعامك المادي ولا تقول طعامي أعمل مشيئة الذي أرسلني، ابتدأت تبقي فيه لمسة روحية في حياتك بتحس دايماً إن أنت عايز دايماً تتمم مشيئة ربنا، بتدور على مشيئته في الكتاب المقدس وتتممها.

وتبتدي النزعة الروحية دي تكبر في حياتك، وتبتدي أنت تحس، تتولد عندك الحاسة اللي تقدر بيها تستقبل صوت ربنا في حياتك، وتبتدي تحس إن كل الأمور اللي حواليك بتشتغل لخلاص نفسك، ولخلاص البشرية، وللخير، وتبتدى عينيك تتغير زي واحد على عينه غشاوة إبتدأت تزول، ابتدأ يفكر تفكير ثاني، ابتدأ يفكر تفكير روحي، وابتدأت عينينا تشوف حاجات ثانية، والناس بتشوف كل حاجة سوداء، وإحنا نشوف كل حاجة بيضا.

ابتدأت وداننا بدل ما تتلذذ بحاجات عالمية مادية تعبانة ابتدأت تتلذذ بصوت ربنا وتحس بنغماته الحلوة، تحس بوقعات رجليه الجميلة، وابتدأت عينينا بدل ما تتلذذ بمناظر ما تشبعش، وأنت عارف الأيام دى كل يوم شيء جديد: العين ما بتشبعش من النظر على رأي سليمان الحكيم: ابتدأت عيننا تشبع من المناظر الحلوة من صورة الصليب من صور المسيح الجميلة اللطيفة اللى بتتغرس في عقلنا وفي حياتنا. ابتدأت عينينا تشتهي المناظر السماوية والمناظر الأبدية.

يا أعزائي ده حق، وأنا مش باتكلم على حد، أنا باتكلم على نفسي أولاً، إحنا في بير كبير خالص، إحنا في بير، و إدراكنا للأمور الخاصة بالمسيح واللي خاصة بخلاص حياتنا علشان نشهد ونقول إن المسيح مخلص العالم لسه بعید خالص.

إحنا النهاردة فيه طغيان العالم المادي على حياتنا، لدرجة إنه بيفقدنا الحاسة اللى إحنا نستطيع أن إحنا نرى الخلاص في كل كلمة من كلام المسيح، ونحس بيه إن هو موجود معانا. شوف تعب قد إيه علشان يوصل للمرأة.

أولاً: هي إمرأة مادية زينا، وهي دارسة الكتاب، وبتعرف برده عن بير يعقوب وعن مجيء المسيح، عاملة زينا بالضبط، والمرأة دي مشغولة، تصحى الصبح تجيب مياه وتودی میاه، تجيب مياه وتودی مياه، وبعدين هي غصب عنها هي امرأة لها شهواتها برده، فهي اضطرت إنها تتجوز، والشريعة بتسمح لها أحياناً، وتخطت الشريعة كمان شوية، اتجوزت مرة واثنين واتطلقت واتجوزت إلى آخره، فهي امرأة عادية.

المسيح علشان يخش لواحدة زي دي يبتدي يكلمها عن الروحانية، تقول له: لا، فيه وفيه، قال لها: صدقيني أنا هاديك مياه -والمسيح بيتكلم بسلطان- جربيها مرة واحدة اشربي منها مش هتعطشی، قالت له: طيب هات، قال لها طيب روحي هاتی جوزك وتعالى، قالت له … ابتدأت كدة، ما هو كدة أديك المياه إزاي، المياه دلوقت أحطها في جردل مخروم تمشي على طول، ما هو أنت لازم الأول تسدی المنافذ الوحشة اللي بتخش منها الخطية في حياتك، أنت لك خمسة أزواج واللي معاك مش زوجك، قالت له: أيه عرفك؟ بتخش في حياتي الشخصية؟! قال لها: هو ده الخلاص، الخلاص إن أنا أدخل في حياتك الشخصية، وأنا مبقصدش.

المسيح مش عاوزنا یعنی موظفين عنده، أو مستعبدين ليه، أبداً ده هو عاوز يسعدنا، بيقول لنا: يا جماعة أنتم تشربوا من المياه ومش هتشبعوا، أنا هقدم لكم مياه كويسة، قلنا له: طيب ماشي، قال لنا: بس لازم كمان الحتة اللى يتحط فيها المياه مش مخرومة كدة، أحسن المياه دى تتبعتر، قلنا له نعمل أيه؟ قال حياتك تبتدی تتغير.. تتغير إزاي؟ قال: تيجوا تعترفوا وتتقدموا كدة، ولما تعترفوا تطلعوا كل الحاجات الموجودة الوحشة دي أم المياه تنزل نظيفة، قال مش قادر أعترف، قال أنا أساعدك.

قال لها يا امراة.. روحي هاتی زوجك، طيب اشمعنى السؤال ده؟ لأن المسيح أكثر من مرة بيساعدنا أننا نفضي الحاجات الموجودة جوة، كونه بينکشها بموضوع زوجها، يعني بيجي لها على النقطة الدقيقة اللي ممكن تعفن، اللي عندها جوة.

الوقت جه يا أحبائي علشان نفضى اللي جوة، ونستقبل المياه الحية الحلوة.. الوقت جه علشان نبتدي نشرب من المياه اللي ما تعطّش، المياه اللي تشبع النفس، وبلاش الحاجات التانية دى، مياه العالم وشربنا منها كتير، وابتدأ ربنا يسوع المسيح يكلمها عن داخلياتها وابتدأت تتكسف الأول، وبعدين قالت له نعترف طيب وخلاص، قالت له: أنت بتعرف كل حاجة!.. قال لها أنا عارف كل حاجة، وهامتعك بالخلاص، لكن طول ما أنت بعيدة كدة، ومش عاوزة تعترفي مش ها تتمتعي بالخلاص أبداً، قالت له كل شئ، قال لها: خلاص خذي منه بقى واشربي، قالت له: طيب العبادة إزای بقى، قالت له نسجد عند بير يعقوب، قال لها تانی فكرك مادي!.. قالت له: ولا في أورشليم بيسجدوا إزاي؟ متعرفش تعرفني الفروض بتاعة الصلاة إزاي تكون؟ والسجود يكون إزاي؟ والواحد لما يقف يصلي يعمل إزاي؟ والحركات اللي يعملها إزاي؟..

قال الصلاة دلوقت عند ناس كتير بقى شوية حركات، قال لها اسمعی یا ست.. الله طالب الساجدين بالروح والحق، وابتدأ لأول مرة يديها مفهوم جديد أن السجود يكون سجود روحی.

إحنا نعرف ان السجود بالجسد، قال لها السجود بيبقي بالروح، حاجة عجيبة قوی!!.. سجود بالروح!!.. هي الروح بتعرف تسجد؟!.. والجسد يسجد كدة، تبقى تلاقي الروح تنسكب وتنسحق، ده إحنا مفهوم السجود عندنا إن الرأس تتحط في الأرض کدة.

ويفتكر الإنسان أتضع وانسحق، ويفتكر إنه تراب وبعدين يقوم، نعمة ربنا تقومه في كل مرة يقوم، فالسجود حركة روحية، مش حركة جسدانية، قالت له آه بقی السجود دلوقت مش سجود بالجسد، قال لها: لا ماهو اللي تاعبنا إن حتی عبادتنا أصبحت واخدة مظهرها الجسدي، والواجبات والفروض، و النهاردة علشان يوم الأحد نيجي الكنيسة وبتاع..

لكن الله عايز حركة روحية داخلية، أمال هايديك المياه ليه؟ المياه اللي هاديها لك دي هي الروح القدس، فأنت تبتدي تشغلى المياه دي، تفتحى القنوات بتاعتها، فلازم حياتك تبقى حياة روحية، ابتدأت المرأة تطلع من جوه البير كانت غطسانه خالص طلعت كدة ابتدأت تشم ريحة المسيح، قالت له: كلمني عن المسيح اللى هيجي من فوق، ويقول لنا عن الأمور اللي ما سمعنهاش خالص، قال لها: أنا هو قدامك، وأنا في متناول كل انسان.. وسهل جداً كل انسان يتمتع بي، وأنا جاي علشان أسعد البشرية، وأنا جاي علشان خاطر أشبعها، وأنا جاي علشان أخلصها.

الناس مش شايفاني ليه؟ لأن فيه غمامة على العينين، لأن في حياة مادية لاهية الانسان، لكن جه الوقت يا أحبائي إن المرأة دي تبتدي تفتح عينها وتشوف شیء جدید، بس ده انسان زي بقية الناس اللي شافتهم وتعاملت معاهم في حياتها، شافت الروحانية فيه، ابتدأت تتولد عندها حاسة جديدة، ودة اللى أنا قصدته بموضوع النهاردة، بنعمة المسيح نتكلم فيه، أن تتولد عندنا الحاسة الروحية اللى تبتدي في حركاتنا المادية في وسط العالم المادي، تبقى عندنا حاسة روحية، وعندنا عين روحية، وعندنا نظرة روحية للأمور، وعندنا نظرة روحية للمستقبل، وعندنا نظرة روحية للأبدية، وعندنا نظرة روحية لكل الأحداث اللي بتجول حوالينا، سواء كانت الحياة المادية، أو الموت، أو الانتقال، كل الأمور دی تبتدي تدخل في مفاهيمها، اللى عاوز المسيح يحطها فينا بسهولة، ها نقبل الخلاص بتاع المسيح، وها نصرخ ونقول: بالحقيقة المسيح مخلص العالم.. وسيدخل المسيح إلى حياتنا ويملك على قلوبنا بحق، مُلك روحی، ونقول: إن إحنا في ملكوت ربنا يسوع المسيح، وأن إحنا فعلاً مملكته، وتبتدي الأمور الروحية تشغل بالنا وأحاديثنا، تبقى أحاديثنا روحية، ونبتدى نحذر كل الحذر أن عبادتنا وأحوالنا في الكنيسة وشغلنا كله بيدور في فلك مادی، لا والكنيسة ماكانتش كدة مادية، كنيسة المسيح، المسيح في أيامه لا بنی کنیسة، ولا عمل مؤسسة، ولا عمل كل الحاجات دي.. لكن كان بيعمل كل عمل روحى في حياة النفس البشرية.

إذا كنا إحنا لينا النهاردة كنيسة حلوة بنجتمع فيها، مش معنى كدة أنها تشغلنا عن المقصود، أن إحنا ندخل ونتلاقى مع المسيح ونعيش معاه.

الهنا الصالح ينشلنا من البير اللى الظروف حطتنا فيه في هذا العصر المادي، ويمتعنا أن إحنا نعيش في لقاء حلو مع المسيح زي ما عاشت معاه السامرية، ببركة أم النور الست العذراء اللي بنحتفل بعيدها النهاردة.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اقوال القمص المتنيح بيشوى كامل عن الصوم
المرأة السامرية وتحررها من الخطية - القمص بيشوى كامل
عظة المرأة السامرية - القمص بيشوي كامل
كتاب مارمرقس - المتنيح القمص بيشوي كامل
أقوال المتنيح القمص بيشوى كامل عن الصليب


الساعة الآن 11:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025