أخطأ القديس أغسطينوس في بداية حياته عندما كَوَّن صداقة بينه وبين هيريوس Hierius لمُجَرَّد شهرته، لينال هو أيضًا شهرة على حساب هذه الصداقة.
v ماذا دفعني أيها الرب إلهي أن أهدي هذه الكتب لهيريوس وهو أحد خطباء روما، الذي أَحببتُه دون أن أُقَابلَه، إنما لمُجَرَّد ما اشتهر به من عِلْمٍ؟!...
ولكن هل يمكن أن تتدخَّل المحبة في قلب السامع لمُجَرَّد سماعه عنه من فم مادحه؟!...
لقد أَحببتُ في ذلك الوقت الممدوحين من البشر، وليس الممدوحين منك، وإن كنت قد أَحببتهم ومدحتهم، فإنني كنت أود أن أكون مشهورًا مثلهم...
من أين أعرف وكيف أعترف لك بأنني أحببت ذلك الخطيب بسبب حُبِّ مادحيه له، أكثر من حُبِّي له؛ بسبب الصفات التي مدحوه من أجلها، فلما ذمه مادحوه أنفسهم... فترت محبتي له وصرت غير متأثر به؛ مع أن الأسباب التي ذموه لأجلها لم تكن جديدة عليه، كما لو أنه أصبح شخصًا آخر. لكن الذي تَغَيَّر هو شعور المُتحدِّثين عنه.
v لا تُفسِدْ وصية الله من أجل صداقة أحدٍ.
لا تعُد إلى المدينة التي أخطأتَ لله فيها مرةً أخرى.
لا تتخلَّ عن العبادة لئلاّ يصير ذلك لك فخًّا وعثرة.