سؤال: أنا شابة أعترف بانتظام، ولكنني أريد أن أعرف ما هي حدودي مع أب الاعتراف؟
إن علاقة المعترف مع أب الاعتراف هي علاقة أب وابن أو ابنة.. وطبعًا هذه العلاقة يجب أن تكون علاقة صريحة وواضحة.. أي لا يحجب المُعترف أي شيء في حياته عن أب اعترافه.. يجب أن يأخذ مشورته في كل شيء لكي يأخذ خبرته، ويأخذ إرشاده لأن الكتاب المقدس يقول: "الذين بلا مرشد يسقطون كأوراق الشجر".
وأيضًا يجب أن أحافظ على وقت أب الاعتراف:
*كثيرين يشتكون ويقولون إن أب اعترافي لا يعطيني وقتًا كافيًا لكي أتكلم في كل شيء أريد أن أتكلم فيه.
*دائمًا أب اعترافي مشغول.. وحينما استفيض في الكلام في إحدى المواضيع أفاجأ بأن أب اعترافي يمسك الصليب ويقف يصلي لي التحليل ويقاطعني في الكلام ويقول: (يكفى هذا.. أنا مشغول).
من الطبيعي أن يتصرف أب اعترافك هذا التصرف، لأنك من الممكن أن تتكلم في حكايات كثيرة بعيدة عن الاعتراف.
فمن الأخطاء الشائعة أن يلتقي المُعترف بأب اعترافه، ويتكلم ساعة أو أكثر عن حكايات غريبة وخطايا آخرين.. دون أن يدرك أنه بعد هذا الوقت الكثير لم يعترف بأي شيء يخصه... فهل أنا ذاهب لأب اعترافي لكي اعترف عن خطاياي أم عن خطايا الآخرين؟!
أيضًا إذا أخذت وقتًا طويلًا من أب اعترافك.. فهل لا يوجد غيرك الذي يريد أن يعترف، ويكون أب الاعتراف عنده مئات المعترفين غيرك؟
من أين يأتي بالوقت الذي يكفي هؤلاء المئات بجانب الصلوات الطقسية المطلوبة منه: (قداسات، جنازات، خطوبات، أكاليل، صلاة حميم، معموديات... بجانب الافتقاد وزيارة المرضى... الخ)؟
من أين يكفي هذه الخدمات كلها وقتًا، وكل مُعترف يريد أن يجلس بكامل راحته مع أب اعترافه، ولا يضع في ذهنه أنه يوجد غيره يريد أن يعترف؟
نحن نقترح هنا أن في وقت الاعتراف نخصص الكلام في الخطايا التي وقعنا فيها، ونترك طلب الإرشاد في أي مواضيع أخرى في أي وقت وقت أتقابل معه.. بعد القداس أو بعد اجتماع أو أي وقت فراغ آخر، وأترك أوقات الاعتراف المعروفة والمُعلن عنها لكل المعترفين.. احترامًا لوقت الأب الكاهن وأيضًا لوقت المعترفين الآخرين.
ويجب أن تكون حدودي بيني وبين أب اعترافي كالآتي:
*الاحترام والتوقير.
*والسماع لإرشاده.
*وطلب صلواته باستمرار.
*وعدم تواجد دالة زائدة لكي لا تضيع هيبة أب الاعتراف من نظري، وأبدأ أفقد توقيري الكامل له.
وهنا نسمع المَثَل الشعبي: "كثرة الألفة تزيل الكلفة".. فلابد أن نحافظ على هذه المهابة والتوقير والمحبة المتبادلة بيني وبين أب اعترافي.
ربنا يبارك حياتكم ويجعلنا نحيا حياة التوبة المستمرة..
ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
__________________