|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سليمان الملك اختصت الأصحاحات التسعة الأولى في أخبار الأيام الثاني بشخصية الملك سليمان، في نفس الوقت اختصت ست أصحاحات من التسعة ببناء الهيكل، الذي يُعتبَر أهم إنجازات سليمان. كثيرون يُفكِّرون في سليمان من جهة كثرة زوجاته، وهذا لم يكن حسب مشيئة الله، وقد أثمرت هذه الخطية مرارة بانقسام المملكة في أيام ابنه رحبعام. غير أن هذا لم يُحَطِّم الجانب الإيجابي والغيرة المقدسة نحو بناء الهيكل والاهتمام بالعبادة. في مقدمة قصيدته عن سليمان والزانيتين، يُعلِنُ القديس مار يعقوب السروجي عن مرارة نفسه، لأنه قضى زمانًا لا يطلب فيه شيئًا من الله، حاسبًا نفسه أنه مستحق الجلدات، لأنه لا يغرف من غِنَى الكنوز الإلهية بالسؤال الدائم، كما سأل سليمان الله أن يهبه حكمة سماوية لرعاية شعب الله. وفي نفس الوقت يقف في حيرة: تُرَى هل يطلب من الرب الذي أعطاه الكثير ولم يُقَدِّمْ الشكر اللائق به، فحسب نفسه ناكرًا للجميل أو جاحدًا، أم يكف عن الطلب ويصمت، حاسبًا صمته وعدم سؤاله أمرًا غير لائق. كان مُعَذَّبًا ومُتحيِّرًا بين التزامه بالصمت وسؤاله من الله ليهبه من كنوزه! ما شدِّ انتباه القديس مار يعقوب السروجي أن سليمان التجأ إلى الله، يطلب منه ما يشتهيه وهو الحكمة. لذلك يحسب نفسه أنه يستحق الجلدات، لأنه لم يفعل ما فعله سليمان، ولمدة طويلة لم يطلب من الله شيئًا. v هوذا كل الأجيال تأخذ ثروتها من سخائك، لأن ثروتك ضخمة، وكنزك يفيض كالينبوع. من لا يسأل منك شيئًا تحسبه كسولاً، ومن يأتي ويطلب منك، فهذا لنفعه. إذًا أنا أستحق الجلدات والضربات، لأنني أهملت أن آخذ منك أي غِنَى لمدة طويلة. من سألك ولم ينل منك كل احتياجاته؟! أو من دعاك ولم ينل منك كل أسئلته؟! القديس مار يعقوب السروجي v يبدأ الأشرار يتوسلون أمام الأبرار (ويقولون): نرجو منكم، تضرعوا واطلبوا لأجلنا. الديَّان مُخِيف، وأفعالنا غير حسنة، اطلبوا لأجلنا لكي يرضى علينا... ينظر الأخ البار إلى أخيه الذي صنع الإثم وهو يتعذَّب، ويخاف أن يتوسل لأجله. آدم العظيم لا يُفِيد قايين بِكْرَه في عذابه، ولا يعترف به أمام الديان. إسحق البار لا يقترب من عيسو الشَرِه حين يذمُّونه ليُجِيب عنه، ويدافع عن جهالته. داود بكل جمال إيمانه لا يُعِين سليمان حين يحاكمونه بسبب وثنيته. النفس التي تخطئ هي التي تُحاسَب أمام الديان، ولا توجد هناك فرصة ليتوسل أحد لأجل قريبه... لماذا لم تُعْطِ هؤلاء العذارى الخمس الحكيمات الزيت من آنيتهن؟ قلن: لعله لا يكفي لنا ولكنّ، لأنه لا يكفي أحدًا إلا لنفسه قدام ذلك العرش. أعمال كل إنسانٍ مُصوَّرة على وجهه، ولا يقدر أحد أن يتزيَّن بأعمال رفيقه. القديس مار يعقوب السروجي |
|