يروي لنا تاريخ الكنيسة عن أمثلة رائعة من الصداقات وما قدمته من بركات روحية في حياة القدِّيسين.
نذكر على سبيل المثال الصداقة التي قامت بين القدِّيس باسيليوس الكبير والقدِّيس غريغوريوس النزنيزي
يقول الأخير: [إنيّ أتنشَّقك أكثر مما أتنشَّق الهواء، وأنا سواء كنت حاضرًا أم غائبًا، لا أعيش إلاَّ الوقت الذي أنت فيه معي].
كما يقول: [لما حصل التعارف بيننا واتضحت رغبتنا المشتركة في درس الفلسفة الحقيقية، أصبح كل واحدٍ منا للآخر كل شيء. كان لنا سقف بيت واحد وطاولة واحدة ندرس عليها، وعواطف مشتركة. إن أعيننا كانت تحلق نحو هدف واحد، وعاطفتنا لم تكن إلاَّ لتزيد وتترسخ يومًا بعد يوم. إن الشهوات الجسدية تزول ولكن المحبة التي تمتُّ إلى الله بصلةٍ هي ثابتة لأن موضعها ثابت، وبقدر ما تتضح جمالاتها وتُكشف بقدر ما تربط من جمعتهم برباط المحبة نفسها].