![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() سقط أبو المؤمنين، أبونا إبراهيم، أكثر من مرة كضحية لمرض ضعف الإيمان.ارتحل مرة ارتحالاً متواليًا نحو الجنوب، كما نقرأ في تكوين12، ثم انحدر إلى مصر، وهناك نسي مواعيد الله الرائعة والمذهلة والتي كان قد سبق الرب وأعطاها له منذ وقت قليل للغاية، وامتلأ بالخوف من الموت قتلاً بسبب جمال سارة، فأنكر أنها زوجته! وكانت النتيجة المؤلمة ضياع سارة منه حيث أخذت إلى بيت فرعون. وجلس هو وحيدًا كئيبًا شاعرًا بالخزي والعار خجلاً من نفسه بسبب ما فعله، وخجلاً من سارة لما سببه لها، وفوق الكل خجلاً من إلهه وخله الحبيب الذي أهانه إذ تصرف بتمام الاستقلال عنه. وعندما استحكمت الحلقات ولم يعد هناك أي أمل في نجاة تأتي من هنا، أرسل إله كل نعمة الفرج والنجاة من هناك، وبدلا من أن يضرب إبراهيم بسبب خطأه، ضرب فرعون الذي استولى على سارة لمجرد أنها دخلت إلى بلده. وكنتيجة لهذا رد فرعون على الفور سارة إلى أبرام رجلها، وأوصى عليه رجالاً فشيعوه، فخرج من هناك بعد أن أعطاه فرعون خيرات كثيرة!!. يالها من نعمة أثرت في قلب إبراهيم بشدة وخلقت فيه مشاعر جديدة من نحو إلهه، وشفته من ضعف إيمانه، نعمة أرجعته للنور فدخل ميكروب ضعف الإيمان في طور الكمون، إلا أنه دخول مرهون باستمرار العيشة في النور. وهذا ما تبرهن بعد ذلك، فعلى الرغم من مرور أكثر من عشرين سنة على هذه الحادثة نجدها تتكرر بحذافيرها مرة أخرى! مما يؤكد أن ميكروب ضعف الإيمان كان ما زال موجودًا في القلب! ففي تكوين20 كان إبراهيم محبطًا للغاية إذ رأى دخان حريق سدوم يصعد إلى السماء، فظن المسكين أن الرب أحرق المدينة ولوطًا في داخلها، فحزن واكتئب على ابن أخيه، وكنتيجة سريعة لهذا الاكتئاب والاحباط انتقل بعيدًا عن مشهد الحريق، فانتقل إلى أرض الجنوب وتغرب في جرار بين قادش وشور، وما أخطر القرارات المتسرعة ولا سيما التي تؤخذ في لحظة إحباط أو اكتئاب، وهناك عاوده المرض من جديد فأفقده تركيزه واتزانه فعاد لخوفه وإنكاره! وكما حدث في المرة الأولى في مصر؛ حدث ثانية هنا، فقد أخذت سارة لبيت أبيمالك ملك جرار، وذهب هو إلى بيته الخالي ليجتر آلام الوحدة وعار الخزي. أتخيله يجلس مكومًا في أحد الأركان ورأسه بين ركتيه، وهو شيخ بلغ المائة من عمره، ودموعه تنهمر على الأرض بينما منظر سارة وهي تؤخذ منه كسيرة ذليلة لا يفارق عينيه، فتارة يجهش بالبكاء، وتارة يعض أنامله ندمًا على قسوته عليها ومافعله بها وهي زوجته المحبوبة لقلبه، وخزيًا من نفسه التي فعلت هذه الفعلة لا مرة بل مرتين. وكالمرة الأولى أيضا توصد الأبواب في وجهه، ولا نجاة ستأتي من هنا كالمعتاد. يا للكرامة التي يعطيها إله كل نعمة لمؤمن في قاع الخزي والخجل! يا للشفاء العجيب بنعمة إله كل نعمة!! لكن ... فجأة يأتي الحل من هناك، من عند إله كل نعمة! فيأتي الله شخصيًا إلى أبيمالك في حلم الليل ويقول له: ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها..... والآن رد امرأة الرجل فإنه نبي فيصلي لأجلك فتحيا!!! يا للعجب! يا للكرامة التي يعطيها إله كل نعمة لمؤمن في قاع بئر الخزي والخجل! يا لكرامته الآن أمام الناس وأمام سارة إذ يشهد الله نفسه عنه بأنه نبي!! يا للشفاء العجيب بنعمة إله كل نعمة!! وفي كلتا الحالتين تظهر فاعلية هذا العلاج بشكل بديع، إذ لا يرجع إبراهيم بعدها إلى ما كان عليه قبلها بل يصبح أروع مما كان قبل المرض بكثير!!. |
|