منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 12 - 2024, 03:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

أَعْطِنِي هذَا الْجَبَلَ




أَعْطِنِي هذَا الْجَبَلَ


صناعة الترفيه غذت فينا الرغبة في رؤية أناس عاديين، يُحققون المستحيلات. وهكذا يتم اختلاق الأبطال الخارقين، لإثارة خيالنا حول كوننا أكبر مما نحن عليه في أرض الواقع. وكما نفهم من الكتاب المقدس، هناك مصدران فقط لهما سلطة القوة المعجزية الخارقة: الله، والشيطان، ولكن تأثير الأخير محدود بقدرة الأول. ولذلك، بدلاً من إضاعة وقتنا في متابعة أبطال وهميين خياليين، دعونا نستعرض سير أناس حقيقيين، وكيف - رغم ضعفهم وهشاشتهم - حققوا بطولات ومآثر لا تصدق، في العالم الواقع الملموس. وكَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ الْقَنِزِّيُّ هو مثال كتابي جيد، لشخص مكَّنه الله ليكون بطلا خارقًا حقيقيًا. ولكن لماذا اختار الله كَالَبَ، ليستخدمه على هذا النحو المعجزي، دون غيره من الناس، ليُستعرَض من خلاله مجد الله؟ وللإجابة على هذا السؤال دعونا ندرس سفر يشوع ١٤، ١٥:

الإعداد التاريخي:

كانت قد انقضت سبع سنوات، منذ غزو كنعان. كان قد تم تدمير قلاع وحصون الكنعانيين، فضلاً عن القضاء على الجيوش العسكرية الرئيسية للأعداء. وتم تكليف يشوع بمهمة تقسيم الميراث بين أسباط إسرائيل. وبعد أن خصَّص الأراضي الواقعة شرق الأردن للسبطين ونصف السبط (يش ١٣)، وجّه يشوع اهتمامه إلى تقسيم وتوزيع أراضي كنعان بين الأسباط الباقين. وكان يتم تحديد ذلك بواسطة الْقُرْعَةِ (١٤: ١-٢).

كَالَبُ يُطالب بميراثه:

قبل إجراء أي تقسيم للأرض في كنعان، خطا كَالَبُ المُحنَك خطوة نحو تحقيق غرضه. كان حتى الآن ينتظر بهدوء، حيث كان يشوع منشغلاً بتوزيع الأرض شرقي الأردن. كانت طلبة كَالَب إلى صديق العمر الطويل، يشوع، مُقدَّمة بصيغة غير مباشرة، حيث ذكّره بما سبق أن وعدَ به موسى كَالَب، قبل خمس وأربعين سنة: «كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ. هُوَ يَرَاهَا (أَرْضَ كَنْعَانَ)، وَلَهُ أُعْطِي الأَرْضَ الَّتِي وَطِئَهَا، وَلِبَنِيهِ، لأَنَّهُ قَدِ اتَّبَعَ الرَّبَّ تَمَامًا» (تث١: ٣٦). كان من المقرر أن تكون حَبْرُونُ الحصينة، هي نصيبه، ولكنْ كَالَبُ كان لا يزال يعشم في الاتساع، ويسعى لأن يطرد بَنِي عَنَاقَ العمالقة الأقوياء الذين استقروا هناك «قَوْمًا عِظَامًا وَطِوَالاً، بَنِي عَنَاقَ الَّذِينَ عَرَفْتَهُمْ وَسَمِعْتَ: مَنْ يَقِفُ فِي وَجْهِ بَنِي عَنَاقَ؟» (تث٩: ٢).

كان كَالَبُ بْنُ يَفُنَّةَ الْقَنِزِّيُّ مِن الْقَنِزِّيِّينَ، ولربما لم يكن ليحصل على حصة في الأرض بين أسباط إسرائيل. وهكذا قدَّم لالتماسه بسيرة ذاتية قصيرة (يش ١٤: ٦-١٢). كان موسى قد وعده بحَبْرُون ميراثًا عندما تنتهي سنوات التيه في البرية، وبدخل الشعب إلى كنعان، ويمتلك الأرض. كان موسى قد كافأ كَالَب، الذي كان يبلغ وقتها أربعين سنة، لأمانته في استكشاف كنعان، والتصدي للجواسيس المتمردين وقتها في قَادَشِ بَرْنِيعَ. والسؤال: ما الذي حدا بكَالَب إلى الوقوف إلى جانب موسى في مفترق الطريق الحاد هذا؟ كَالَبُ نفسه أوضح: «أَمَّا أَنَا فَاتَّبَعْتُ تَمَامًا الرَّبَّ إِلهِي» (يش١٤: ٨). ولاحقًا، بعد خمس وأربعين سنة، كان كَالَبُ لا يزال مُكرسًا تمامًا للرب. كان أمينًا في وسط أُمَّة متمردة غير أمينة. كان واحدًا من قليلين رفضوا إقامة تحالف مع الكنعانيين. لقد وقف أمينًا مع يشوع في تجسسهما للأرض، والآن ها هو يقف أمينًا بين شعبه في الأرض.

كان كَالَبُ قويًا في الرب:

الثماني والثلاثين سنة من التيهان في البرية، وسبع سنوات من الحروب في كنعان، كانت قد مرت منذ هذا اليوم المأساوي المشؤوم، من عدم الإيمان، الكفر في قَادَشِ بَرْنِيعَ. ورغم سني البرية بحرارتها اللافحة، والحروب العديدة، إلا أن الرب حفظ كَالَب بطريقة عجيبة. ها هو كَالَبُ الآن في عمر الخامسة والثمانين (يش١٤: ٩، ١٠). وعلى الرغم من هذا العمر المُتقدِّم، إلا أنه ظل قويًا في الرب: «فَلَمْ أَزَلِ الْيَوْمَ مُتَشَدِّدًا كَمَا فِي يَوْمَ أَرْسَلَنِي مُوسَى. كَمَا كَانَتْ قُوَّتِي حِينَئِذٍ، هكَذَا قُوَّتِي الآنَ لِلْحَرْبِ وَلِلْخُرُوجِ وَلِلدُّخُولِ. فَالآنَ أَعْطِنِي هذَا الْجَبَلَ الَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ الرَّبُّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. لأَنَّكَ أَنْتَ سَمِعْتَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الْعَنَاقِيِّينَ هُنَاكَ، وَالْمُدُنُ عَظِيمَةٌ مُحَصَّنَةٌ. لَعَلَّ الرَّبَّ مَعِي فَأَطْرُدَهُمْ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ» (يش١٤: ١١، ١٢).

«لَعَلَّ الرَّبَّ مَعِي فَأَطْرُدَهُمْ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ» (يش١٤: ١٢)؛ هذه العبارة ترد في ترجمة الملك جيمس الإنجليزية، على هذا النحو التالي: “وما دام الأمر كذلك، سيكون الرب معي، وسأطردهم بمعونة الرب كما وعد“. وهكذا لم يكن هناك مجال للشك في ثقة كَالَب في الرب، بل بالحري هو ينزع الثقة عن ذاته.

إن كَالَب هو مثال عظيم لنا، في يوم الضعف والكسل والكبرياء هذا. إن شخصيته تجمع أروع الفضائل التي تليق بكل جندي من جنود الصليب اليوم: كان شخصًا وهبَ نفسه بالتمام للرب، وطرح عن ذاته كل ثقة وإعجاب بالنفس. لقد أظهر قوة إلهية مُتجدّدة، لأنه افتقر إلى كل ثقة بالنفس. كان تواضعه واتكاله المستمر على الله لا يرتخيان ولا يلينان. ومن شأن هذا أن يُشجع كل مؤمن حقيقي، لكي ينهض ويرتفع فوق كل أحزان الأرض ليختبر الصحة والحيوية الروحية الحقيقية.

أدرك كَالَبُ أن اعتماده على الرب عضده بقوة إلهية. وهكذا لم يكن يهمه في شيء أن نصيبه كان حَبْرُونَ؛ المدينة الحصينة التي كان يسكنها العمالقة الذين كانوا قبلاً يُسمونها ”قَرْيَةُ أَرْبَعَ“، وهو ”الرَّجُلِ الأَعْظَمِ فِي الْعَنَاقِيِّينَ“ (يش١٤: ١٥). ولكنْ كَالَبُ طالب بها، وأراد بشجاعة أن يُخضعها لله. وكان لهذه المدينة أهمية خاصة عند الأُمَّة اليهودية، حيث أن إبراهيم وسارة دُفنا هناك (تك٢٣: ١٩؛ ٢٥: ١٠). على الرغم من أنه كان في سن الخامسة والثمانين، إلا أنه كان يُدرك أن الرب معه، وبالتالي كان واثقًا من أنه سيطرد العناقيين من ميراثه.

كَالَبُ يمتلك ميراثه:

تأثّر يشوع بخطاب صديقه، وأجابه على طلبه «فَبَارَكَهُ يَشُوعُ، وَأَعْطَى حَبْرُونَ لِكَالَبَ بْنِ يَفُنَّةَ مُلْكًا. لِذلِكَ صَارَتْ حَبْرُونُ لِكَالَبَ بْنِ يَفُنَّةَ الْقَنِزِّيِّ مُلْكًا إِلَى هذَا الْيَوْمِ» (يش١٤: ١٣، ١٤). وبقوة الرب، أخضع كَالَبُ العمالقة، وحرَّر المدينة، وأعاد لها اسمها القديم الصحيح. إن ثبات كَالَب يُبرهن كيف أن شعب الله، في كل التدابير، قادرون عل التغلب على مُقاوميهم وعلى محنهم وشدائدهم: «لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ، بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» (زك ٤: ٦). ومن جهتنا، ليتنا نختبر، مثلما فعل كَالَب، الغلبة والنصرة، باتباع الرب الإله بالكامل، والاتكال عليه بعزم القلب. وحينئذٍ نحن أيضًا، سنتقوى في الرب، ونعيش في ملء التمتع بالأمور السماوية، بينما نحارب بصبر، حروبنا الأرضية. وآنذاك، يقينًا ستحل البركة الوفيرة من يشوعنا الحقيقي، الرب يسوع المسيح، على كل مؤمن مسيحي يحذو حذو كَالَب.

كانت حَبْرُونُ ضمن نصيب سبط يهوذا، ولم يأخذ كَالَبُ حَبْرُون فحسب من العناقيين، ولكن بمعونة ابن أخيه الجسور عُثْنِيئِيلَ بْنُ قَنَازَ، امتلك أيضًا دَبِيرَ (يش١٥: ١٤، ١٥). كان كَالَبُ قد وعد أن مَن يُخضع دَبِيرَ ويأخذها، سيُعْطِيهِ عَكْسَةَ ابْنَتِه زوجة، وهكذا عُثْنِيئِيلُ - الذي لاحقًا صار أول قضاة إسرائيل (قض٣: ٨-١١) - صار صهرًا لكَالَب (يش ١٥: ١٦، ١٧). وأعطى كَالَبُ عَكْسَة وعُثْنِيئِيل أرضًا في جنوب حَبْرُون ميراثًا خاصًا. ولكن بعد زواجهما، طلبت عَكْسَةُ من أبيها كَالَب الينابيع القريبة من تلك الأرض، فوهبها كَالَبُ إياها (يش١٥: ١٨، ١٩).

وجدير بالملاحظة أن كَالَب لكونه وثق في إلهه، وحارب بقوة إلهه، هكذا انتصر، ومن ثم تعاظم ميراثه. كان من المقرر أن تنتقل مخصصات الأراضي من جيل إلى جيل، داخل نفس السبط. وبمعنى آخر، لم يكن للفرد (أو للعشيرة) أن يزيد ميراثه عن طريق شراء أو سرقة، ميراث قريبه. ولكن فقط من خلال مُحاربة ودحر العدو. وصلاة يَعْبِيص توضح هذه الحقيقة: «وَدَعَا يَعْبِيصُ إِلهَ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: لَيْتَكَ تُبَارِكُنِي، وَتُوَسِّعُ تُخُومِي، وَتَكُونُ يَدُكَ مَعِي، وَتَحْفَظُنِي مِنَ الشَّرِّ حَتَّى لاَ يُتْعِبُنِي. فَآتَاهُ اللهُ بِمَا سَأَلَ» (١أخ٤: ١٠).

فإذا كان الناموس يمنع يعْبِيصَ من حيازة الأرض نظير دفع المال، إلا أنه كان بإمكانه توسيع أراضيه من خلال الفتح المشروع؛ أي عن طريق دحر أولئك الذين قال الله إنه يجب استئصالهم من أرض الموعد. ولتوسيع تخوم ملكوت الله اليوم، يجب على المؤمنين ألا يكتفوا بتعزية أحدهم الآخر داخل حدودهم؛ بيوتهم ومباني كنائسهم. يجب أن يكونوا راغبين في الخروج من ملاذاتهم الآمنة تلك، لنشر رسالة إنجيل يسوع المسيح. إن الرب يبني كنيسته من خلال مساعي شعبه الجادة للتبشير بالإنجيل. ويا ليتنا لا نرضى أبدًا بالركون إلى وضعنا الراهن! ويا ليت الرب - بنعمته - يُزيد طاقتنا لخدمته نحو نمو كنيسته.

كَالَبُ يشارك ميراثه:

لأن كَالَب انتصر باسم يهوه، فقد حصل على المزيد، مما مكّنه من أن يُبارك الآخرين بأكثر وفرة. ففضلاً عن بركته لابنته وصهره، بإهدائهم أرض الجنوب والينابيع العُليا والينابيع السُفلى، فإن حَبْرُونَ، المدينة التي امتلكها وحررها من العناقيين، صارت واحدة من المدن الكهنوتية الثمانية والأربعين، وواحدة من مدن الملجأ الست. لم يتأخر كَالَبُ عن مشاركة الآخرين فيما مكنه الله من امتلاكه. كان سروره أن يُبارك الآخرين بما اكتسبه في الرب. يا له من مثال رائع يجب اتباعه!

وهكذا يُذكّر الرسول بولس المؤمنين في كورنثوس ألا ينتفخوا في أنفسهم بما لديهم: «لأَنَّهُ مَنْ يُمَيِّزُكَ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟» (١كو٤: ٧). كل ما لدينا يأتي من الله. فلا مجال للافتخار. بل إن الرسول بولس يستطرد مُشجعًا الأفسسيين أنهم عوضًا عما كانوا يفعلونه قبل خلاصهم، من سرقة وسلب الآخرين، يتعين عليهم الآن أن يشتغلوا بجد لتوفير احتياجاتهم الخاصة، ومساعدة مَن له احتياج «لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ» (أف٤: ٢٨). دعونا نتفكر في مثال كَالَب، فلا نظن في أنفسنا أمورًا عالية، ولا نفتخر بممتلكاتنا، بل نكون راغبين ومستعدين بمساعدة الآخرين، بما وضعه الله - بمطلق نعمته - في وكالتنا.

إننا نتعلَّم من مثال كَالَب أنه كلما اعتمدنا على الرب أكثر، من أجل سداد أعوازنا، كلما أمكننا أن نُشارك الآخرين البركة، وكلما تعاظمت بركاتنا. هذا هو بطل الإيمان الحقيقي. كان كَالَبُ مُكرّسًا بالتمام للرب، فأنجزَ المستحيل. ويا ليتنا نحن أيضًا، بقلوب متضعة، نرتفع فوق عيوبنا وأخطائنا، بواسطة قوة القيامة، ونحقق أمورًا مُذهلة لله. إن البطل الخارق الخيالي، لن يقود أبدًا شخصًا ضالاً إلى المسيح، ولكن بطل الإيمان الحقيقي، بواسطة القوة الإلهية المعجزية، يُمكنه ذلك!

سَيِّدِي اسْتَلِمْ حَيَاتِي كَرِّسَنَّهَا لَك
وَلْيَفِضْ قَلْبِي بِحَمْدٍ مُسْتَدِيمْ
خُذْ يَدِي مُحَرِّكًا لَهَا بِفِعْلِ حُبِّك
جَمِّلَنْ رِجْلَيَّ بِالسَّيْرِ الْقَوِيمْ


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إرميا النبي | هأَنَذَا عَلَيْكَ أَيُّهَا الْجَبَلُ الْمُهْلِكُ
(يو ٤) يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هذَا الْمَاءَ
أيوب | إِنَّ الْجَبَلَ السَّاقِطَ يَنْتَثِرُ
يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هذَا الْمَاءَ
يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هذَا الْمَاءَ


الساعة الآن 02:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025